- في ظل سعي الحكومة ومنظمات المجتمع المدني الجاد للقضاء على فيروس الايدز وتعزيز حقوف المتعايشين مع الفيروس في السودان نظمت وزارت الصحة بولاية الخرطوم والجمعية السودانية لرعاية المتعايشين مع الايدز بدار نقابة المهن الصحية بولاية الخرطوم مؤخرا ورشة تدريبية حول تعزيز حقوق المتعايشين شارك فيها نحو 25 من القيادات والمسئولين من جهات حكومية مختلفة متمثلة في وزارات العدل والصحة والتعليم والقضاة والمحامين وممثلين لأجهزة الاعلام وأساتذة الجامعات وطلابها ومديرى التعليم بالمحليات والمدارس الثانوية وضباط الشرطة وحقوقيين و منظمات المجتمع المدني ونائب مدير ادارة المستشفيات بولاية الخرطوم ومسؤولى البرنامج الولائي لمكافحة الايدز بوزارة الصحة بولاية الخرطوم ، إضافة إلى المتعايشين مع الفيروس واعضاء الجمعية السودانية لرعاية المتعايشين من فيروس الايدز بولاية الخرطوم التي تضم أكثر من 1300 عضو من النساء والرجال والأطفال. ودعا المشاركون في الورشة كافة قطاعات الدولة ومنظمات المجتمع المدني وأفراد المجتمع لصون حقوق المتعايشين . وتم التوقيع على ميثاق عهد في البيان الختامي للورشة، يهدف إلى تعزيز حقوق المتعايشين مع الايدز التي كفلها لهم الدستور وجميع القوانين السارية في البلاد، وبناء شراكات مع هذه القطاعات ليستطيع حاملو الفيروس التعايش الايجابي مع المرض ويقوموا بدورهم في المجتمع بزيادة المعرفة ورفع وعي المواطنين بما هية الايدز وكيف يمكن تجنبه ومنع الاصابه به. وتم تقديم أكثر من احد عشر محاضرة تناولت جمعية المتعايشين الاهداف والاستراتيجيات و الوضع الوبائي للايدز ، و الحقائق الاساسية عن الايدز ، الوصمة وأسبابها وطرق معالجتها ، دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الايدز ، ادماج مرضى الايدز في اماكن العمل ، و مفهوم حقوق الانسان ، والاطار القانوني والدستوري لحقوق المتعايشين مع الايدز،و القوانين ذات الصلة بفيروس نقص المناعة المكتسب . وتهدف جمعية المتعايشين مع الايدز بولاية الخرطوم إلى تمكين الأعضاء وتعزيز قدرتهم وتسهيل المشاركة لهم في الاجتماعات والمؤتمرات واستقطاب مختلف أنواع مصادر التمويل كما تعمل الجمعية كمرجعية تقنية لأعضائها ولمنظمات المجتمع المدني التى تعمل تعزيز حقوق المتعايشين مع الإيدز داخل ولاية الخرطوم ، وتؤمن لهم المعلومات المتعلقة بفيروس الإيدز وتقديم الموارد للمناصرة والتوعية، وربط أواصر التعاون والشراكة بين مختلف أنواع الهيئات والمنظمات والمؤسسات الأكاديمية والحكومية ووكالات التمويل من جهة وأعضائها من جهة أخرى. ومن أهم المواضيع التي دار النقاش حولها في الورشة ان الإيدز اصبح من ضمن الأمراض المزمنة التي لا تشكل خطرا على الحياة ان تمكن المصاب والمجتمع من التعايش والتعامل معه بصورة واعية ورشيدة .اضافة الى التعريف بة ومن المعلوم ان الإيدز مرض ناجم عن فيروس (HIV) يسبب فشلا و قصورا في الجهاز المناعي لدى البشر (فيروس نقص المناعة البشري او: فيروس العوز المناعي البشري - HIV - ( Human Immunodeficiency Virus ) يصيب البشر فقط ويستهدف جهاز المناعة فيضعفه ويفقد الجسم قدرته على محاربة ومقاومة الفيروسات، الجراثيم والفطريات من خلال إصابته للجهاز المناعي ليصبح الجسم عُرضة للإصابة بالالتهابات الانتهازية ويبلغ درجة متقدمة تسمى متلازمة نقص المناعة المكتسبة (Acquired Immune deficiency Syndrome (AIDS ، وتظهر الحالة المرضية في جسم المصاب في فترة تتراوح ما بين 2- 15 سنة ،و لا يوجد علاج شافي له ولكن توجد بعض الأمصال التي يمكن أن تبطئ أثره وتجعل الشخص المصاب يقاوم المرض أطول فترة ممكنة . و من اهم الأعراض التي تلي الإصابة بالفيروس مباشرة تظهر بعد ثلاثة ايام في شكل الم وتورم في مناطق الغدد المناعية في الجسم وارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم والشعور بالإعياء والتعب الشديد وتستمر هذه الأعراض من ثلاثة ايام الى سبع ايام ثم تختفي تماما من الجسم ويكون الشخص المصاب طبيعيا ، بعد مضي فترة طويلة او قصيرة من الإصابة تتراجع فاعلية الجهاز المناعي وتظهر عدد من الاعراض مثل التهاب الجلد الحاد مثل الحزام الناري خاصة إذا تعرض الشخص للاصابة به عدة مرات في السنة وظهور الفطريات في الفم بصورة واضحة . ويمكن ان يعيش الفيروس خارج الجسم لمدة 72 ساعة في بيئة دافئة ورطبة ومن الممكن التخلص منه في الجسم البشري قبل تلك الفترة واخذ جرعة وقائية بمضادات الفيروسات القهقرية حيث تقوم بمحاصرة الفيروس والقضاء عليه قبل وصوله إلى الجهاز المناعي في الجسم . ويستطيع الإنسان أن يتعايش مع الفيروس اذا توفرت له الرعاية الصحية والنفسية والتغذية الجيدة والتخلص من الوصمة المتعلقة بالفيروس من خلال الإرشاد النفسي للمصاب والتعريف والتوعية بالمرض في المجتمع . وتستمر فترة حضانة الفيروس وتسمى ( الفترة الشباكية ) لمدة ست اسابيع ولا يظهر الفيرس في الدم الا بعد مضي تلك الفترة وتعتبر من أخطر مراحل المرض لان المصاب يكون حاملا للفيروس ويحتمل ان ينتشر الفيروس في هذه الفترة ويتلقى الشخص فيها علاج السبترين للوقاية من الامراض الانتهازية التي يحتمل ان تصيب الشخص في الفترة الشباكية وبعد التأكد من الاصابة يخضع المصاب الى جرعات من الارشاد النفسي والصحي اضافة للعلاج الطبى بمضادات الفيروسات القهقرية التي تعمل على تقليل نسبة الفيروس في الدم ويتناول المصاب حبة واحدة في اليوم وليس لها اثار جانبية مقارنة بخطورة المرض وهي متوفرة مجانا عبر 39 مركزا للعلاج و الإرشاد النفسي في الخرطوم كما تمت محاصرة الفيروس بمنع الانتقال الرأسي أي من الأم المصابة الى الجنين حيث تتناول الأم لمضادات الفيروسات وان تخضع حال الوضوع لعملية قيصرية وعدم تناول الطفل لحليب والدته كما يخضع الطفل للعلاج بعد ثلاثة أيام من الولادة لمدة ثلاثة اشهر بعد الولادة ويوجد فى الخرطوم حوالي 200 طفل سليمين من والدين مصابين بالفيروس . وتمثل اعلى نسية للإصابة فى المثليين والنساء اللاتي لهن علاقات خارج إطار الزواج و تقدر نسبة الاصابة فيهما بحوالي 97% بينما الاصابة عن طريق نقل الدم او الآلات الحادة و تمثل من 1-2 % . ونشير هنا الى أن هناك تجارب دولية فى درء اخطار هذا المرض خاصة وسط فئة النساء اللاتي لهن علاقات خارج إطار الزواج اذ اتضح من خلال الدراسات انهن يمارسهن اعمالهن غير الشرعية بسبب الحاجة الى المال اذ تكلفت بعض الدول التى ينتشر فيها المرض تخصيص منح مالية لهن تغنيهم من تلك الاعمال وتحفز الاخريات للابتعاد عن طريق الرذيلة وبالتالى درء المرض القاتل اما فى ما يتعلق بالمثليين فلابد من ان تكثف عمليات التوعية وإحياء الوازع الدينى.