- دشن نائب رئيس الجمهورية الأستاذ حسبو محمد عبد الرحمن مؤخرا بمدينة كادوقلي المصفوفة الأولى لمشروع كادوقلي عاصمة للتراث السوداني بحضور والي الولاية اللواء عيسي آدم أبكر والأستاذ الطيب حسن بدوي وزير الثقافة الإتحادي والدكتورة تابيتا بطرس وزيرة الدولة بوزارة الكهرباء والموارد المائية ووكيل الثقافة الأستاذ عبد الإله أبوسن والأمين العام للمشروع البروفيسور عثمان جمال الدين وعدد من المسئولين ورؤساء وأمناء الإتحادات والمؤسسات الثقافية ولفيف من أهل الفن والثقافة . ويعد مشروع كادوقلي عاصمة للتراث السوداني إستراتيجيا بحسبان أن المدن الثقافية أصبحت محورا من محاور العمل الثقافي وخططه وأداة لتجميع الأمة بإثراء تنوعها وتباينها عبر الإبداع الذي تنشط خلاله الفعاليات الثقافية لتشكل أساسا لسلام مستدام وتنمية خلاقة . مدينة كادوقلي تتميز بطبيعة فائقة الجمال إذ تكسوالخضرة كل مناطقها وتحيطها الجبال من ناحية الجنوب والشرق والغرب لتشكل لوحة جمالية تسر الناظرين ويتميز إنسانها بالبساطة وحسن الضيافة وصفات كثيرة إنسجمت تماما مع طبيعة المنطقة . وضمت المصفوفة الأولي منتجعا سياحيا وعدد خمس حلبات مصارعة بمدن كادوقلي والدلنج وتلودي والليري وقدير كادوقلي وخمس مجمعات ثقافية بمدن كادوقلي وتلودي والدلنج وابوجبيهة وأبوكرشولا ومتحفان للتراث بكل من كادوقلي والعباسية إضافة الي مكتبة وطنية تضم العديد من المؤلفات ذات العلاقة بالمشروع كما تم إنتاج عدد ستة أفلام وثائقية من أبرزها (المصارع منارة الجبل ، الدار الكبيرة ) لتعكس القيم الإنسانية وخصائص إنسان جنوب كردفان بمختلف مكوناته الاجتماعية وبقدرته علي التسامح والسلم الاجتماعي وممارسة الصراع كأحد أهم ممارسات إنسان جنوب كردفان . وإرتكز التدشين على قرار صادر من رئاسة الجمهورية بتشكيل لجنة قومية عليا للمشروع برئاسة نائب رئيس الجمهورية الأستاذ حسبو محمد عبد الرحمن وأمانة عامة يقودها البروفيسور عثمان جمال الدين وكذلك على توصية من الملتقى الثالث لوزراء الثقافة الولائيين بجانب تميز ولاية جنوب كردفان بثراء ثقافي كبير وبوتقة للتعايش السلمي والإجتماعي كان لابد من المحافظة عليه وحمايته إضافة الى إعلان منظمة اليونسكو الذي أكد التنوع الثقافي بالمنطقة وضرورة صون التراث غير المادي وحماية الفكر الثقافي . وشهدت المدينة حراكا منقطع النظير ليلة التدشين وتفاعل مع الحدث كل فئات مجتمعها وفرقها الشعبية المتنوعة التي قدمت عروضا مختلفة مميزة بميدان الحرية أختتم بليلة غنائية تراثية من شرق السودان وغربه ووسطه وجنوبه وشماله تفاعل معها الحضور بشكل إستثنائي إمتزجت فيه الرقصات بتنوعها لتشكل لوحة مصغرة لسودان موحد ، وهنا كان لابد من طرح سؤال ملح لمواطني المدينة أملته ظروفها .. هل هناك إمكانية لحدوث تلفتات أمنية تضر بالإحتفال ؟ فكانت الإجابة السريعة والحاسمة "أي إحتفال بالتراث وعندما تدق (النقارة) تتفاعل معها كل الفئات حكومية وشعبية وتمرد نسبة لخصوصيته وقدسيته لدى الجميع" وذهبت الإجابة الي أكثر من ذلك عندما قالوا أن المتمردين خارج المدينة يشاركون في مثل هذه الإحتفالات باللباس المدني ويحتفلون مع إخوانهم ويتفاعلوا معهم فكانت الإجابة رسالة قوية تؤكد تماما أهمية الثقافة والتراث لتوحيد أهل السودان .