- التكيف مع تغير المناخ و تقييم الخسائر والاضرار الناتجة عن هذه الظاهرة هو ما يشغل بال إفريقيا بوجه عام والسودان بمستوي خاص وستعمل القارة علي تضمين هذه الأولويات في اتفاقية باريس التي من المزمع اعتمادها نهاية العام 2015م بحسب ما ذكره رئيس المجموعة الأفريقية لمفاوضات تغير المناخ. وقد بدأت أمس هنا اجتماعات المجموعة الإفريقية التي تضم 80 خبيرا من 54 دولة أفريقية من شانهم أن يقوموا بإعداد مواقف القارة في المسائل التي ستناقشها قمة باريس.و يهدف اجتماع الخرطوم تحديدا إلي التحضير لقمة المناخ المقبلة والوصول لموقف موحد في القضايا التي تشمل خفض الانبعاثات والتكيف والتمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات. ويترأس السودان المجموعة الأفريقية لمفاوضات المناخ خلال الفترة من 2014 -2015م وتحظي بدعم خاص من عدد من المنظمات الدولية والإقليمية وأهمها برنامج الأممالمتحدة الانمائي وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة. و تعتبر إفريقيا القارة الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية ، كما يعد الحزام من السنغال إلى السودان أو ما يعرف بمنطقة السهل الافريقي، أكثر مناطق القارة تعرضا لموجات الجفاف والانخفاض الحاد في مياه الأنهار و الإنتاج الزراعي ، و أكثر سكانها تأثرا هم الفقراء في المناطق الريفية لاعتمادهم علي حرفة الزراعة ، وفقا لما أوضحه تقرير الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ (ipcc) الذي أشار إلى نقص المياه وزيادة ضعف الإنتاج الزراعي مما أدي إلى فشل المحاصيل وتدمير البنية التحتية والآثار السالبة على الصحة. وما تزال إفريقيا تسعى للحصول علي خدمات الطاقة والتنمية المرتبطة بالطاقة بالرغم من إمكانياتها في مجال الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والطاقة المائية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية والأرضية ولكنها لم تستفد لعدم مقدرة معظم الدول على تسخير تلك الإمكانيات العالية من الطاقات المتجددة بسبب عدم وجود التكنولوجيا والمعرفة التقنية ونقص التمويل والاستثمار . وقال وزير البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية حسن عبدالقادر هلال، رئيس المجموعة الإفريقية لمفاوضات تغير المناخ ديسمبر 2015م بباريس، إن اجتماعات باريس مهمة جدا في تأريخ مفاوضات تغير المناخ حيث يتوقع الجميع اعتماد اتفاقية المناخ الجديدة التي من شأنها معالجة مشكلة قلة مساهمة الدول الاطراف في خفض الانبعاثات والتفاكر في وسائل تنفيذ الاتفاقية ومعالجة الصعوبات التي تضعها موضع التنفيذ. وأضاف الوزير في خطابه للمجموعة هنا أمس أن هدفنا أن "نضمن أن أفريقيا ستكون آمنة في الفترة ما بعد 2020 في ظل الاتفاقية الجديدة".و كذلك ضمان الوصول لهدف عالمي فيما يتعلق بقضايا التكيف والالتزامات الجماعية والفردية التي تكفل توفر تنفيذ وسائل تنفيذها.قائلا: "يجب علي إفريقيا أن تولي قضايا التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أولوية بالغة في إطار التنمية المستدامة". ممثل برنامج الأممالمتحدة الانمائي بالسودان ، سلفا راماجاندران قال: إن العام 2015م سيمثل تاريخا مهما من أجل أتخاذ خطوات حاسمة في مسائل تغيير المناخ خاصة بعد بروز الأهداف الجديدة للتنمية لما بعد العام 2015، و أهداف التنمية المستدامة كذلك. وشدد علي أن اتفاق باريس المقبل يجب أن يضع حاجات أفريقيا والدول الأقل نموا في أعلي أولوياته باعتبارها الأكثر تأثرا وتهديدا بتغير المناخ. ودعا المجموعة الأفريقية إلي الاتفاق حول الموضوعات الرئيسية التي تهم القارة حتي تضمن إفريقيا ان أي اتفاق دولي حول المناخ سيكون عادلا ومرضيا وطموحا للدول الأفريقية من أجل تحقيق هدفها بخفض معدل الفقر وتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة. فيما قال مثل برنامج الاممالمتحدة للبيئة ديفيد اومباسي "علينا كأفارقة ونحن نحث السير نحو باريس أن نتفق سريعا، وأن نركز في ذات الوقت على ماذا تريد أفريقيا من قمة باريس وأن نكون على أهبة الاستعداد للقتال من أجل أهدافنا" . وذكر إنهم سيعملون على تسليم وزراء البيئة الافارقة كلهم ما يتم الاتفاق عليه في أجتماعات الخرطوم الحالية . قائلا علينا أن "نتأكد أننا جميعا في باريس نقرأ في ذات الصفحة" . وأضاف أن اليونيب ستعمل جنبا إلى جنب مع المجموعة حتى يتأكد الجميع أن أولويات أفريقيا تشكل حيزا كبيرا في مخرجات إتفاق باريس القادم