ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب :المرأة الافريقية بين الارث والحداثة

الكتاب الذى نحاول استعراضه الفته الدكتورة السودانية فاطمة بابكر محمود. وهو من الحجم الكبير نشر بواسطة دار كمبريدج بالمملكة المتحدة ويضم بين دفتيه 487 صفحة، منها 67 مخصصة للملاحق والفهرس ويحتوى على 8 فصول وكل فصل به ملحق وفهرس. يبدأ الكتاب باستهلال وإهداء لوالدتها ويختتم بتطلع . والاستهلال يتناول اهتمام المؤلفة د. فاطمة بابكر، بالفكر النسوي الغربي و المرأة الافريقية خاصة وانها قضت عشرات السنين في المملكة المتحدة دارسة ومدرسة ومحاضرة في جامعاتها. تقول المؤلفة ان تجربة الحركة النسائية في شرق اوروبا وجدت اهتمام المرأة الافريقية اكثر من تجربتها في دول الغرب التى صنفت كحركة رأسمالية وفى هذا تجاوز للدقة والتقييم العادل للحركة النسائية الغربية لأنها معادية في جوهرها للرأسمالية وللعنصرية ومناصرة لتحرر المرأة وبعد فشل وهزيمة التجربة الاشتراكية في شرق اوروبا بدأت علاقة نساء العالم الثالث خصوصا السودان بالفكر الغربي تتغير . واوردت المؤلفة العديد من المشاكل التي واجهتها خاصة في مجال المصطلحات مثل " النسوية" و"الانثوية" و "الجندر مشيرة الى انها تناولت التجربة النسائية الكينية والمصرية لما لهما من تميز يعبر عن خصوصية المرأة في افريقيا والحركة النسائية السودانية وتجاربها منذ نشأتها عام ( 1949) واوردت المؤلفة مجموعة من المواثيق الدولية والاقليمية التي تضع قضية المرأة في اطار الشرعية الدولية بهدف نشرها في مكان واحد تسهيلا لإمكانية الرجوع اليها في معارك تمكين المرأة والتبشير بحقوقها الاساسية. وفى الفصل الاول وتحت عنوان" ملامح الفكر النسوي الغربي تقول المؤلفة ان محاولة تشكيل نظرية نسوية لتحرير المرأة بدأت اساسا في اوروبا وامريكا الشمالية وان التعريف المرن والشامل للنسوية يشمل انواع الوعى بدونية المرأة والطريقة التي تشرح وتفسر بها هذه الدونية في اطار علاقة الرجل بالمرأة والمجتمع بما يكفل تحرر المرأة من الدونية والاضطهاد الذى اكتنفها وما زال يكتنفها ، وأثرت الانقسامات على الحركات النسوية في العالم الثالث وهناك نظرية نسائية عالمثالثية ما زالت تحت التكوين تعتمد في رؤاها على النظريات بنقدها او تعديلها او مواءمتها مع الظروف الخاصة بها او رفضها من منظور محافظ بسبب اشكالية اطروحتها مع ثقافة المجتمع المعين . وتناولت المؤلفة النسوية الليبرالية والنسوية الماركسية وفلسفتهما واخفاقاتهما وما تواجههما من رفض خاصة في المجتمعات الدينية والاسلامية تحديدا وقالت ان النسوية الماركسية تتهم النسوية الليبرالية والاشتراكية بانهما برجوازيتان متطرفتان تلبيان قضايا المرأة كجنس على قضيتهن الطبقية كما تناولت التحولات التاريخية التي صاحبت المجتمع من الاسرة المشاعية الى سيادة الام ثم الاسرة الزوجية/ بيرينق فامميلى/ والتطورات التي حدثت في المجتمعات من حيث التملك لأدوات الانتاج واستئناس الحيوان ليضعف وضع المرأة و الاسرة لسيطرة الرجل . كما واجهت النظرية الماركسية نقدا عنيفا من قبل المدرسة النسوية الراديكالية. وقالت المؤلفة ان المدرسة النسوية الاشتراكية وسعت مسألة العمل بالنسبة للنساء لتشمل العمل المنزلي وتربية الاطفال وبذلك ساهمت في تأسيس فهم اوسع لماهية العلاقة بين النوع بمعناه الاجتماعي والتشكيلة الاقتصادية في البلد المعنى. وتقول في ثنايا تناولها الصراع بين النظريات الثلاثة حول المرأة ان التاريخ وسلوك الرجال الاشتراكيين يعلمنا ان الاشتراكية التي تناضل من اجلها النساء ليست هي نفس الاشتراكية التي تناضل من اجلها الرجال ولكى تتحقق اشتراكية انسانية من المهم ان يتحد النساء والرجال ولكن ذلك ليس كافيا في حد ذاته لخلق مجتمع صحى ومعافى من التناقضات فعلى الرجال ان يتخلوا عن امتيازاتهم التي نالوها في ظل النظام الطبقي وبالذات الرأسمالي كما على النساء ان يتحدن في تنظيماتهن للنضال ضد كل اشكال الاضطهاد والاستغلال الظاهر والمستتر لتحقيق تحررهن. وتحت عنوان /النسوية السوداء / تقول المؤلفة انه مثلما اعطت الحركة النسوية الغربية لنفسها الحق في الحديث عن نساء العالم اعطت الحركة النسوية السوداء نفسها حق الحديث عن النساء السود رغم انهن يعشن في المجتمعات التي يسودها البيض وتناولت تجارب الاسترقاق والاستعمار وقالت ان ما عرفت بالعنصرية يعتبر نتاجا للفكر الغربي ابان تمدده الاستعماري اصبحت فيه السيادة للجنس الابيض والدونية للجنس الاسود. ان تجربة النساء السود الاوربيات والامريكيات هي تجربة من يعشن في مجتمعات يهيمن عليها البيض رجالا ونساء يتقلص فيها معنى الليبرالية الحقوقية والسياسية حين تصطدم بالعنصرية ومما يجعل المواطنين والمواطنات السود فيها يواجهون نعرة قومية سائدة تعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية وتستغلهم على أساس التباين المبنى على الاصل العرقي او بما يسمى " بالأيدولوجية البيضاء" التي تبرر سيادتها بان كل ما هو غير ابيض اقل ذكاءً وقدرات ولهذا يستحق ان يعامل كمخلوق او كمخلوقة من الدرجة الثانية. وقد انتقدت الناشطات والمفكرات النسويات السود رفيقتهن الغربيات على كافة الاصعدة وتحت عنوان "النسوية البيئية" تقول المؤلفة ان اشهر المؤتمرات التي أرخت لبداية الحركة النسوية البيئية هو "مؤتمر المرأة والحياة في الارض" والذى اقيم في مدينة امهرست في الولايات المتحدة في الثمانيات من القرن العشرين ومن اشهر الكتب هو كتاب "النسوية البيئية "الذى صدر عام 1993 بتأليف مشترك بين الالمانية ماريا ميس والهندية فاندانا شيفا ورغم اختلاف الكاتبتين في الرؤى والخلفيات البيئية والانتماء للدول فالأولي من شمال الكرة الارضية والثانية من جنوبها الا انهما ركزتا على ما هو متفق عليه وما يوحد عملهما ازاء تدهور البيئة والعمل على خلق عالم نظيف ومتوازن ومتكافئ من حيث معدلات النمو ومن هيمنة الرجولية و خاصة وان النساء هن من تدفع افدح الاثمان من جراء تدمير البيئة وترى الباحثتان ان هناك علاقة بين الهيمنة الرجولية على الطبيعة بواسطة التكنولوجيا الحديثة والاستغلال والهيمنة في علاقة الرجال بالنساء وتريان ان النظام العالمي الحالي يشكل تهديدا للحياة في الكرة الارضية بأكملها مما يحتم على كل البشر الصراع من اجل الحياة مما دفع العديد من المنظمات للقتال ضد التجارب النووية والاستنزاف الجائر للموارد الطبيعية واستخراج المعادن وحرق الغابات بل وظهور حركة الحزام الاخضر الى جانب النشاطات النسوية في كينيا والاكوادور تجاه النضال ضد تدمير البيئة رغم اختلاف اعراقهن وثقافاتهن والجغرافيا. كما تناولت المؤلفة ما تأتى من الشرق خاصة الهند والصين من روحانيات مثل اليوغا و السحر وبعض التطبيب بالأعشاب والتي اصحبت كالاستعمار الجديد اذ بينما بدأت روحانية الغرب المفصول فيها الروحي عن المادي في التلاشي لجأ الغرب للشرق وتقاليده السابقة في البحث عن ما دمرته التنمية الرأسمالية الصناعية من الروحانية مما يعنى حاجة الانسانية العميقة للشمول. وفى العالم الثالث فان الفصل بين ما هو روحي ومادى سيكون قاصرا لان مصطلح" الارض الام" يعنى الحياة لهم وللمخلوقات الاخرى انهن يحترمن الارض وقدسيتها ويناهضن تحويلها الى بوار ومواد خام من اجل التصنيع والاستهلاك وهذا ما يميز حركتهن النسوية ومواقفها. وفى الفصل الثاني وتحت عنوان /مصطلحات الفكر النسوي اعادة تعريف / ترى المؤلفة ضرورة اعادة صياغة مصطلحات اساسية مثل التنمية، النوع، المساواة، الافتقار للقوة، والنسوية كما تناولت بعض القضايا التي ظلت خلافية في السياق الأوربي والأفريقي مثل عما اذا كانت النساء يشكلن طبقة ودور المنظمات الافريقية فيما يتعلق بقضية النساء . تقول المؤلفة ان مصطلح جندر بمعنى (نوع اجتماعي) جاء نتيجة لتطور الادوات التحليلية للحركات النسوية في الغرب ولذلك لا تجد معادلا له في اللغات الافريقية مثل السواحيلية والعربية وبعض لغات افريقيا الجنوبية. وقالت إن بعض الحركات النسوية خلصت الى ان النساء اذا اردن المساواة فعليهن ان يصبحن على درجة من الرجولة ومن الواضح انهن لم يفكرن في العكس غير ان الجميع لم يجب على السؤال الجوهري وهو هل كان العامل البيولوجي هو السبب في اضطهاد النساء؟ ولا اجابة كافية له لأنه ان كان الامر كذلك فما جدوى تحركهن لتغيير المجتمع اذا لم يكن في وسعهن تغيير تركيبتهن البيولوجي العضوي اذن ليس صحيحا ان الطبيعة مسؤولة عن اضطهاد المرأة انما يعود الى المجتمع الرجولي ولم يكن موجودا في المجتمعات الفطرية السابقة والقول بان التركيب او التكوين الجسماني للمرأة هو قدرها وكذلك الرجل تهبط بالإنسان الى مستوى الحيوان فاذا كانت المرأة ليست سوى وعاء للإنجاب فان الرجل ليس سوى اداة تلقيح ولا ينبغي ان تفهم المساواة بانها عداء بين الرجل والمرأة على المستوى الفردي و لا تعنى كما روج البعض التشبه بالرجل في زيه ومزاجه وخلقه وحركاته وعلاقاته بالنساء انما المساواة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كما ان القول بان كل الرجال يمتلكون كل السلطة وان كل النساء بلا سلطة غير صحيح اذ ان بعض الرجال لا يملكون اية سلطة بينما هناك بعض النساء يمتلكن بعض السلطة كأفراد او كمجموعات على حد سواء وذلك عبر مواقفهن من الطبقة المهيمنة على السلطة. كما اشارت الى نيل المرأة على بعض حقوقها في العديد من الدول الاسلامية الا انها مازالت محرومة من حق المشاركة في الحياة السياسة او تولى الوظائف العامة لاعتراض المؤسسات الاسلامية في بعض الدول على ذلك . وتقول ان اشتراك المرأة الافريقية في معارك التحرير الوطني اعطاها الخبرة والقوة في معركتها ضد الاستعمار والرجولية وان التجربة الافريقية علمتها الا تقاطع النقابات والاحزاب السياسية والمنظمات الطلابية بل على العكس فانه يحتم عليها ان تنضم اليها وتطرح قضاياها في كل الاوقات. وحول العمل المأجور تقول الكاتبة انها لا توافق مقولة ان النساء يشكلن طبقة قائمة بذاتها فبمجرد ان يبعن عملهن تدخل النساء العاملات في اطار الطبقة العاملة الا انهن فصيلة اجتماعية لها ذاتيتها الخاصة ومشاكلها التي تتجاوز في بعض الاحيان الطبقات وفى ذات الوقت فأنها موجودة في كل الطبقات. وتنتقد المؤلفة شعار " يا نساء العالم اتحدن" لافتراضه ان النساء البرجوازيات يتعرضن للاستغلال بالدرجة نفسها التي تتعرض لها نساء الطبقة العاملة وهو تحليل عاجز ليس على المستوى النظري فقط بل ان اثره على النضال من اجل التحرر سلبى بدرجة بعيدة لأنه يغبش الرؤية ويضع حواجز في طريق تضامن المنظمات النسوية مع بقية الحركات الثورية لوضع حد للاستغلال الرأسمالي والشعار ادعاء بان كل الحركات النسوية تعمل لغاية واحدة هي تحرير المرأة من القهر والاستغلال وتفضح زيف هذا الادعاء عمل بعض التنظيمات النسوية مع بعض الاحزاب والحكومات الرجعية التي تعتبر ان مكان المرأة هو المنزل . وتقول المؤلفة ان الحركات النسائية في افريقيا جاءت تحررية ثورية تقدمية ولها علاقات بالأحزاب السياسية والحكومات خلافا عن رصيفاتها في الغرب مطالبة نساء الغرب بالاستفادة من تجربة نساء افريقيا مشيرة الى ان قضية الحرية الجنسية التي ترفعها المرأة في الغرب ليست من اسبقيات المرأة في افريقيا حيث تواجه بقضايا اكثر الحاحا لبقائها كنقص المواد والتشرد والحروب والنزوح والاكراه على الزواج وبتر الاعضاء وغيرها . وترى المؤلفة ان اتهام الاستعمار بالتسبيب فى وضع المرأة الحالي فيه اختزال لا ينطبق على الواقع الأفريقي لأنه يفترض ان المرأة الافريقية لم تعانى من الاضطهاد قبل الاستعمار غير ان سجلات التاريخ الأفريقي تخبرنا بغير ذلك . وفى الفصل الثالث وتحت عنوان " الحركة النسوية العالمثالثية" تقول المؤلفة ان نساء العالم الثالث لديهن تاريخا مشتركا فيه الاستعباد والاستعمار الاقتصادي التابع والمهمش ، تدمير النمط الثقافي الأصل وتغيير العادات بما يتماشى وهيمنة الرأسمالية الاستعمارية، اسلوب جديد في تقسيم العمل الاجتماعي مغاير للمألوف اثر سلبا على وضع النساء خاصة في الزراعة والرعي، افقار مستمر للمواطنين وارتفاع في مستوى معيشة سكان الانظمة الاستعمارية والمزيد من الافقار بواسطة شركات متعددة الجنسيات واضعاف جهاز الدولة الوطني بتبعية
اقتصاد البلاد لمؤسسات الاستعمار الجديد الائتمانية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي كما ان السلطة الاستعمارية في العالم الثالث استندت على رجال يمثلون الايدولوجية الرجولية في بلدانهم و ان الحركات النسائية العالميثالثية ظهرت كجزء من الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار ولكنها لم تنج من تبنى نظرية التطور الاشتراكي او ما يسمى بطريق التطور" اللا رأسمالى" بسبب العداء لكل ما هو غربي استعماري اكثر منه بلورة فكرية ونظرية لطريق تطور خاص بالعالم الثالث مستقل عن الاستقطاب العالمي. وكانت غالبية حركة النساء في العالم تكن عداءً شديدا للنسوية الغربية باعتبار انها نتاج الفكر الغربي للنساء البرجوازيات المتعلمات التي استفدن من الاستعمار في رفع مستوى معيشتهن وبالتالي لا يثقن في نساء تلك المجتمعات فخلقن مع نساء الشرق اوروبيات تحالفا وثيقا ضد نساء الغرب واثارت نساء العالم قضية عما اذا كانت اضطهاد النساء اشكالا متشابهة بصرف النظر عن الزمان والمكان والثقافة السائدة ويبدو ذلك في رفض نساء العالم الثالث التعاطف الذى اظهرته النسويات الغربيات في مناقشة ظاهرة بتر الاعضاء الجنسية للنساء في افريقيا خصوصا وكذلك الدعوة للتحرر من الحجاب ولم تكن الاتهامات بمحاكاة نساء الغرب تساق من الرجال فقط بل بعض رائدات الحركات النسائية في العالم الثالث بل بعضهن مجد الحجاب كما مجد الثوب السوداني وعلى الرغم من ان الرجال اكثر غربية من النساء في المظهر واللبس لكن لم تطالهم الاتهامات بالتخلي عن الزى القومي سواء في اللبس او حلاقة الشعر واستعمال المخترعات المستوردة بل انها تستعمل من قبل الرافضين والرافضات للغرب المقتدرين منهم والمقتدرات. واوردت المؤلفة مواقف ورؤى الباحثة المصرية " ليلى احمد" ورد فعلها ضد الامريكيات اذ تقول ليلى عن الحجاب" انه يتيح مساحة خاصة لنساء ويجعل بمقدورهن بعد ارتداء الحجاب ارتياد المساحات الرجالية وعن مؤسسة الحريم قالت" انها تساعد في تعاضد النساء مع بعضهن البعض وقالت " ان الاسلام متميز فيما يتعلق بحق المرأة في الملكية وادارة ممتلكاتها والتحكم فيها. واشارت المؤلفة الى تكذيب الكاتبة المغربية فاطمة المرتيسى للحديث الذى يقول " ما افلح قوم ولوا امرهم امرأة" كما تناولت الى ما تعرضت لها الكاتبة المصرية نوال السعداوي من هجوم من رائدات الحركة النسوية في الشرق الاوسط على اساس ان كتاباتها تغلب موضوع الجنس على بقية ابعاد مسألة اضطهاد المرأة وانتقدت تمثيل الرجال للنساء في بعض المؤتمرات النسائية العالمية والاقليمية واشارت الى مؤتمر نيروبي في القرن الماضي . كما تناولت الحقوق الشخصية وتحديد الانجاب وتنظيم النسل لأنه لا تخص المرأة وانما الوطن كله لان هذه المسألة مفهوم غريب على المرأة في العالم الثالث تأتى مقدما عليه حق القبيلة والوطن والاسرة في العيش مما ادى الى مناداة قيادات نسائية بالتضحية في سبيل الجماعة . وتحت عنوان " المرأة وجهاز الدولة" تناولت المؤلفة بعض الاحزاب والحركات النسائية التي تتبنى افكار الاحزاب المعادية لتحرر المرأة وانهن ادخلن لأول مرة نقاب المرأة وحجابها كموقف وشرط لعمل المرأة خارج المنزل ولا يرين حرجا في عنف المرأة وان دور المرأة هو الانجاب ورعاية الزوج والاسرة وتعدد الزواج وشهادة المرأة والارث وقالت ان بعضهن يصمتن فيما يتعلق بإمامة المرأة اما موضوع الجنس وحرية المرأة الجسدية فهي مرفوضة ويمنع مناقشتها. واشارت المؤلفة الى المكاسب المرأة العالمية بعد الثورة الروسية عام 1917والذى وصفته بانه كان نقطة تحول تاريخي في وضع المرأة في مساواة في الاجر ورعاية الامومة وحق الاجهاض وقالت إن ارتماء التنظيمات النسائية في الاتحاد السوفيتي على الدولة والصرف عليها لم تجد النقد كما وجدت لدى التنظيمات النسائية في افريقيا وان ارتباط المنظمات النسائية بالدولة كانت اهم من قضاياها الملحة كما ان القرار السياسي الرسمي كان يمول دون النقاش وان بعض الكاتبات النسويات السوفيات كانت ترى عدم امكانية وجود حركة نسائية تحررية في الاتحاد السوفيتي بل اشارت احداهن الى امكانية حدوث ذلك في امريكا وغرب اوروبا اكثر من حدوثه بواسطة النظام السوفيتي ذلك لان الحركة النسائية في تلك البلاد تقدم طرحا جذريا للانعتاق من الدور النسوي الذى تكبله بها ايدولوجية التحرر الرسمية التي تتبناها النظام السوفيتي . واوردت المؤلفة نبذة تاريخية عن تأسيس الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي (WIDF ) الذى تأسس عام 1945 في باريس من قبل نساء اوربيات بحضور ناشطة عربية مصرية واحدة للدفاع عن حقوق المرأة وحماية الطفل والعلاقات الثنائية بين المنظمات النسائية حول العالم كتنظيم غير حكومي الا انه اصبح عام 1951 تحت رعاية مباشرة للمنظومة الاشتراكية تمويلا ودعما سياسيا وحول مقره الى برلين الشرقية( المانيا الشرقية) كما اوردت ايجابيات وسلبيات التنظيم وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي والانظمة الاشتراكية عام 1990 فقد الاتحاد مصادر تمويله ومقره واتخذ من المملكة المتحدة مقرا له وغلب على عمله البعد الاقتصادي مع تجاهله الابعاد الاخرى في تحليل اسباب دونية المرأة. وتقول المؤلفة ان تقريرا احصائيا عارض بشدة ان المرأة نموذج جنسي فقط ويقاس علاقتهن فقط على نوع علاقتهن بالرجل مع التركيز على جمالهن واجسادهن اكثر من التركيز على عقولهن ودورهن في المجتمع كمواطنات وقوة منتجة ومفيدة ومساوية للرجل ولذلك يطالبن بشن حرب على الاغتصاب بدلا من شن حرب اغتصاب مضاد على الرجل فالمرأة لا تستطيع اغتصاب الرجل او الرد بعنف على عنفه في المنزل . وتقول ان العنف ضد النساء موجود في كل العالم الا انه يسلط عليه الضوء في الغرب بينما تهمشه الحركات النسائية في العالم الثالث خاصة البلدان الاسلامية التي يصعب فيها اثبات دعوات الاغتصاب وتورد المؤلفة ما قالته الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم رئيسة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي عام 1991والتى حددت رؤاها قائلة:" اتعامل مع مفهوم تحرر المرأة من حيث خصائص ومكونات كل امة فتحرر المرأة ليس امرا مطلقا ولا يعنى التحلل او الاسترجال وقد استطعنا في السودان أن نثبت اصالة حقوق المرأة ومشاركتها في بناء المجتمعات من خلال قيم الدين الإسلامي.. ولا ينبغي ان ننسى ان الاسلام عندما ظهر في القرن السابع الميلادي اعطى المرأة حقوقا حرمت منها المرأة الاوروبية ولاشك ان النضال لنيل حقوق المرأة من خلال الاسلام هو افضل لان ديننا الحنيف يبارك هذه الحقوق ويؤيدها" وتعلق المؤلفة على هذا بقولها ان هذا الامر ادى الى عدم تجديد موقع الرئاسة لفاطمة احمد ابراهيم لرفض اللجنة التنفيذية للخطاب الديني ولرغبتها الاستمرار في خطابها العلماني مما جعل نشاط الاتحاد يضمحل بل ويندثر مقارنة بالتنظيمات العالمية النسوية الاخرى . وفى الفصل الرابع وتحت عنوان" التراث النسوي الأفريقي" تناولت المؤلفة الفروقات بين التجمعات النسائية الافريقية التقليدية وصنوتها الحديثة فالأولى مجموعات عرقية اما الحديثة فاتت بطريقة منظمة وواعية وعلى اسس وبرامج واهداف محددة بقض النظر عن العرق واللون والدين والثقافة ويكون الانتماء اليها طوعا بينما في الحالة الاولى تلقائيا وتناولت ثلاث جمعيات نسائية افريقية تقليدية هي جمعية/ الاعتصام/ النيجيرية و/الانولو/ الكاميرونية و/الساندى/ السرية ببعض دول غرب افريقيا كما تناولت ظاهرة الزار التي تمارس في العديد من البلدان الافريقية وكلها تعبر عن تضامنها الفطري والدفاع عن مصالحهن مقابل مصالح الرجال بطرق ووسائل مختلفة منها الاضراب والمقاطعة واستعمال القوة والحرب ووسائل اخرى. كما تناولت تنظيمات نسائية تعمل من اجل التكامل والتضامن المستمد من القيم الموجودة في التراث الأفريقي غير ان بعض الحكومات استغلت هذا التوجه لصالحها وجعلها جزءا من نشاط الدولة مثل ما حدث في السودان ايام حكم نميرى. وعن الزار تقول المؤلفة انه ظاهرة قديمة لا يمكن تحديد بدايتها في افريقيا لكنها اصبحت واسعة الانتشار منذ الثلاثينات من القرن الماضي في السودان ويمكن ان تعد تعبيرا عن وعى النساء باضطهادهن وهو وعى سبق الحركات والمدارس النسوية في اوروبا وتعنى ان روحا قلقة تتملك المرأة ولا يمكن الخروج منها الا بإقامة حفل يمكن من خلاله تحقيق طلباتها وتخفيف اثار معاناتها وينبغي على الزوج ان يتكفل بكل التزامات حفل الزار الذى يستمر لثلاثة ايام وتحييه فرقة من الرجال والنساء بضرب الدفوف بإيقاع أفريقي قوى. واوردت تفاصيل دقيقة عن حفل الزار ونوع اللبس وزمن البداية والنهاية وما يذبح فيه وتقمص شخصيات هامة مما يبعد المرأة عن واقعها الدوني خاصة وان غالبية هذه الشخصيات التي تتقمصها رجالية غير ان الاتحاد النسائي السوداني قد اتخذ موقفا مبدئيا معاديا للزار منذ انشائه 1952 واعتبره احدى العادات الضارة وروج لذلك عن طريق المحاضرات والندوات والمقالات وعبر مجلة " صوت المرأة". وفى الفصل الخامس تناولت المؤلفة حركة النساء الخضر الكينية وقالت انها منظمة جماهيرية ومجال التشجير هو اساس نشاطها حيث جعلت من شتل شجرة خضراء نقطة ارتكاز اساسية لجل نشاطاتها المتعلقة بالمحافظة على البيئة ليس فقط في كينيا بل أفريقيا كلها وربما العالم ومن اهدافها بث الوعى بين الناس بالبيئة وبالذات في زراعة وتوفير حطب الوقود ، المحافظة على التربة، تحقيق عائد مجزى، انتاج طعام كاف، حماية الموارد وترشيد استخدامها، محاربة العطالة، تفعيل المشاركة الجماهيرية في حماية البيئة ونشر الوعى بها وبأبعادها التنموية وتفعيل دور الشباب وحماية الغطاء النباتي ووقف الزحف الصحراوي ومعالجة مشاكل الفقر وقامت الحركة بزراعة 7ملايين شجرة في كينيا وتبلغ عضويتها 50 الف من النساء انضموا اليها طوعا بجانب اشرافها على 3 الاف من الاحزمة الشجرية تملكها الدولة وخلقت الحركة مئات الوظائف للمعوقين والفقراء والشباب و تجربتها تبرهن على ان للقارة مستقبلا واملا خاصة وقد اصبحت نموذجا للحركات النسائية الافريقية الناجحة التي تحولت من حركة محلية الى افريقية. كما تناولت المؤلفة الحركة النسائية المصرية في الفصل السادس من الكتاب وتاريخ المرأة منذ عهد الخديوي محمد على باشا والذين اتوا من بعده واشارت الى رفاعة رافع الطهطاوي كاول من دعا الى تعليم المرأة المصرية ومعه الامام محمد عبده وانشاء اول مدرسة ابتدائية للبنات عام 1873 وتناقص ميزانية التعليم فى عهد الاستعمار وظهرت حملات المثقفين مثل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده لحث الحكومة لزيادة فرص التعليم للمصريين ولم يستجب الاستعمار لذلك مما حدى الى فتح الأهالي لمدارس تحت رعاية مؤسسات التعليم الاسلامية وللجنسين وروج محمد عبده لمسألة مساواة الرجل والمرأة وكتب حولها مقالات في مجلات مصرية وآراؤها كانت تشبه كثيرا الآراء التي تتبناها النسويات المسلمات الان وكان يستند في دعواه على اسس الدين الإسلامي وكيف انه حرر المرأة وان التعدد ليس هو الاصل وكان ضد محاكاة الغرب في كل شيء وبنهاية القرن التاسع عشر كان هناك اكثر من 31 الف من المصريات المتعلمات ثم ظهر قاسم امين وكتاباته حول المرأة وتناول لأول مرة موضوع الحجاب رغم انه كان ينظر الى المرأة بدونية ورغم ذلك عرف بانه نصير المرأة وداعية من دعاة تحريرها وكان ينادى بالحجاب الشرعي ودافع عن قوامة الرجل على النساء كما تناول الاحوال الشخصية وكان حريصا ان لا تكون دعوته لصالح المرأة متناقضة مع الشريعة الاسلامية واعتمد اسلوب الوصاية في مسألة معالجته لتحرير المرأة . وفى الفصل السابع تتناول المؤلفة الحركة النسوية السودانية وقالت انها نشأت في غمرة تصاعد الحركة الوطنية السودانية ولم تبدأ بالتركيز على حقوق المرأة. وتناولت تعليم المرأة النظامي منه والأهلي الذى كان دينيا في البداية بالخلاوي وان تعليم البنات في السودان بدأ قبل الاستعمار الذى كان صامتا عن حق المرأة في التعليم والعمل خارج المنزل . وتناولت مدارس التبشير التي ظهرت في امد رمان والخرطوم وفى عام 1908 سمحت السلطات الاستعمارية بعد ضغط وطني متزايد للمربى بابكر بدرى فتح مدرسة للبنات بمدينة رفاعة وفى منزله وعلى نفقته الخاصة وظهر تياران احدهما مع تعليم المرأة والاخر ضده واتخذا من صحيفة" حضارة السودان" ميدانا
لإبداء آرائهما حيال هذا الامر وبواسطة رجال ولم يبرز في السودان كتاب على غرار ما كان في مصر مثل رفاعة الطهطاوي والامام محمد عبده وقاسم امين . وبعد الحرب العالمية الثانية تم افتتاح عدد من المدارس الابتدائية للبنات بلغت خمس مدارس استوعبت 46 تلميذة في كل من رفاعة، الكاملين، مروى ،دنقلا، الابيض ومدرسة لتدريب المعلمات بأم درمان ومدرسة القابلات. واوردت احصائيات حول عدد المدارس في السودان في مراحلها المختلفة الى ان تم فتح كلية غردون التذكارية حيث التحقت بها اول امرأة سودانية عام 1945 وهى انجيل اسحق وكانت من الاقباط وفى عام 1952 وتخرجت اول طبيبتين سودانيتين من الكلية هما خالدة زاهر وزروى سركسيان ولم تشهد فترة الاستعمار التي استمرت لمدة 58 عاما اهتماما بمحو الامية كما ان الاستعمار الذى تستر بالتقاليد والدين فحجب تعليم النساء وعملهن المأجور في السودان هو ذات الاستعمار الذى جاهد لإخراج نساء جنوب افريقيا من حيز العمل المنزلي وشجع نساء غانا للانخراط في الانتاج التقليدي وتناولت ظهور تجمعات نسوية لم تكن تنظيمات نسوية ذات اهداف تحررية واخرى كانت وراءها بريطانيات و تأسيس اول تنظيم نسائي سوداني في توافق مع ازدياد عدد المتعلمات وانتشار الحركة الوطنية وتطرقت الى بعض التنظيمات النسائية التي تكونت قبل تكوين الاتحاد النسائي ذات عضوية محدودة واهداف اجتماعية او خيرية وليست تحررية او سياسية. وكانت الاستاذة عزيزة مكى ازرق هي صاحبة فكرة انشاء الاتحاد النسائي وفى عام 1952 وانعقد الاجتماع الاول بأم درمان بمنزلها بحضور 28 من المتعلمات من الخرطوم وبحرى وام درمان وغالبيتهم من ام درمان وتم تكوين المكتب التنفيذي الذى ضم 15 عضوا 8منها معلمات وواحدة طبيبة وممرضتين وثلاثة طالبات جامعيات بجانب فاطمة طالب اسماعيل التي اختيرت كرئيسة للاتحاد. وهدف الاتحاد الى تحرير المرأة من الاقتصاد المزدوج كأنثى في البيت وعاملة في المجتمع والاهتمام بالطفولة والامومة والدفاع عنها والقضاء على الفقر ومحو الامية. وكان مركز الحركة نادى الخريجين بأم درمان وتأثر كثيرا بالأحداث الوطنية مثل ثورة 24 وتكوين مؤتمر الخريجين وكذلك بالأحداث العالمية كما ساهمت الصحافة السودانية بقدر معقول في الحوار حول حقوق المرأة وكذا الاذاعة السودانية وكان لتكوين الاحزاب اثره المباشر وغير المباشر في تكوين الاتحاد النسائي كذلك ظهور الاشتراكية على الصعيد العالمي. وكان الاتحاد تنظيما علمانيا في نهجه وبرامجه ونشاطه العملي لذا واجهته معارضة شديدة من السلفية الدينية في السودان . وكانت فترة الاتحاد الاولى ملبية لاحتياجات المرأة من حيث نشر الوعى ومحو الامية وكانت شعاراته راديكالية مقارنة لما كان عليه وضع المرأة آنذاك وتعاقبت على رئاسته فاطمة طالب وخالدة زاهر الساداتى ثم الاعلامية حاجة كاشف حسن ثم تلتها فاطمة احمد ابراهيم والتي ترأست الاتحاد منذ عام 1965 وحتى الان وصدرت في هذه الفترة مجلة صوت المرأة كأول مجلة نسائية في منطقة القرن الأفريقي لتعبر عن نهج وسياسات الاتحاد وقامت بحملات ضد الخرافة والدجل بجانب المساواة الاجتماعية في توزيع الثروة وترى المؤلفة ان تصنيف الاتحاد النسائي انه تنظيم تابع للحزب الشيوعي مجاف للحقيقة لان غالبية اعضائه وقياداته لم تكن تنتمى للحزب الشيوعي بل يؤمن بقضية التحرر من الاستعمار قديمة وحديثه واوردت النجاحات التي حققتها مجلة صوت المرأة التي لم تصادر في عهد الحكومة العسكرية الاولى فكانت منفذا للمعارضة كما تناولت الثوب السوداني وتاريخه وعدم عمليته في العمل لإعاقته لحركتها ورغم ذلك لم يكن على رأس قائمة اهتمام الاتحاد النسائي كما فعلت فعاليات مصر النسائية وروجت ضد الحجاب بل كان الاتحاد مؤيدا للثوب كلبس محتشم ووطني . وتناولت جهاد الاتحاد حتى نال حقه السياسي في الانتخاب والترشيح ولم ينل حقه الكامل في الترشيح والتصويت الا خلال انتخابات مجلس الشعب الاول عام 1978 بمشاركتها في الدوائر الجغرافية خلال عهد نميري وكانت قد شاركت سابقا في دوائر الخريجين ونالت حقها في الاجر المتساوي للعمل المتساوي. وتناولت دور وخطاب " جمعية ترقية المراة" وقيادات حركة الاخوان المسلمين التي تركزت في صفوف الحركة الطلابية وكانت اسلامية صرفة وحدث في المجتمع نقاش حاد خاصة حول اسلامية الدستور وعلمانيته الى ان وقع انقلاب نميري وانقسم اعضاء الانقلاب بانقسام رؤية الحزب للنظام وتم تكوين جسم نسائي اخر تابع للحكومة باسم " اتحاد نساء السودان" ودعمته الحكومة بكل ما يحتاج اليه . الدكتورة فاطمة بابكر محمود، تلقت تعليمها الجامعي في شعبة العلوم السياسية كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية في جامعة الخرطوم وجامعة هل بالمملكة المتحدة . ثم عملت بشعبة العلوم السياسية بجامعة الخرطوم ولاحقا محاضرة بعدد من الجامعات البريطانية وهي ناشطة في مجال العمل النسائي وتقلدت مناصب رفيعة في العديد من المؤسسات النسائية عالميا ومحليا ولها عدة مؤلفات في هذا المجال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.