- تعتبر صحة الأمومة والانجاب وتنظيم الاسرة من القضايا الاساسية والهامة فى كل العالم ووجهت العديد من الجهود الدولية من اجل معالجتها خاصة وان تلك القضايا مرتبطة بالسكان واعمار الارض . وتعد الامومة الآمنة والانجاب وتنظيم الاسرة من أهم مرامي الالفية التي وضعتها الاممالمتحدة ،لذلك دعا صندوق الاممالمتحدة في السودان الى تفعيل الشراكة مع الاجهزة التشريعية من اجل الامومة الآمنة وخفض وفيات الامهات . واهتم التقرير السنوي لحالة سكان العالم للعام 2015 م الذي جاء تحت عنوان الاحتماء من العاصفة بالبرنامج التطويري للنساء والفتيات في عالم معرض للأزمات . ودعا التقرير إلى توفير اتجاهات جديدة في تمويل الصحة الجنسية والإنجابية في الأوضاع الإنسانية وذلك لتسهيل حصول النساء على العلاج والأدوية الآمنة والخدمات الصحية والوقائية والنفسية والاجتماعية. وفي سبتمبر من العام 2000م كان أكبر اجتماع يعقده قادة الدول على الإطلاق للألفية الجديدة باعتماد إعلان الألفية. وحظي ذلك الإعلان بتأييد 189 بلداً وتُرجم في شكل ثمانية مرام إنمائية للألفية يتعيّن بلوغها بحلول عام 2015 م . وتهدف تلك المرامي إلى الحد من الفقر والجوع، وتحسين التعليم، والتصدي لأوجه عدم المساواة بين الجنسين واعتلال الصحة وتدهور البيئة، وبناء شراكة عالمية من أجل التنمية. ومن أوثق المرامي صلة بالعمل الذي تقوم به إدارة تعزيز مأمونية الحمل المرمى الخامس الذي يهدف إلى الحد من معدلات وفيات الأمومة وتنظيم الانجاب بنسبة ثلاثة أضعاف في الفترة ما بين عامي 1990 و2015 و ضرورة التعجيل بإحراز تقدم لبلوغ هذا المرمى. ولا تزال نسب وفيات الأمومة مرتفعة في 56 بلداً من أصل البلدان الثمانية والستين ذات الأولوية التي تشهد وقوع 98% من مجموع تلك الوفيات (أكثر من 300 حالة وفاة لكل 100000 ولادة حيّة). علما بأنّ النسبة العالمية لوفيات الأمومة تبلغ الآن 400 حالة وفاة لكل 100000 ولادة حيّة، و كانت تبلغ 430 حالة وفاة لكل 100000 ولادة حيّة في عام 1990. والمُلاحظ أنّ الانخفاض السنوي في تلك الوفيات لم يبلغ 1 % في المتوسط ولا يزال، بالتالي، بعيداً كل البعد عن 5ر5%، وهي نسبة الانخفاض السنوية المطلوبة لتحقيق المرمى الخامس. وعلى الصعيد الإقليمي لم تتمكّن أيّ من المناطق المعنية بالمرامي الإنمائية للألفية من بلوغ تلك النسبة, على الرغم من تمكّن شرق آسيا من الاقتراب منها، إذ حقّقت نسبة انخفاض سنوية ناهزت 2،4%. أمّا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يبلغ معدل وفيات الأمومة أعلى مستوياته، فقد ناهزت نسبة الانخفاض السنوي 1،0%. غير أنّ من الصعب، بالنظر إلى ارتفاع درجة عدم اليقين فيما يخص نسبة وفيات الأمومة، التصريح بوجود انخفاض حقيقي يُذكر. ومن أهم التدابير التي دعا اليها التقرير زيادة خدمات الرعاية أثناء فترة الحمل وخلال الولادة فقد ارتفعت نسبة الولادات التي تتم بمساعدة قابلة حاذقة، في العالم النامي، من 43% إلى 57% في الفترة ما بين عامي 1990 و2005م . وعلى المستوى المحلي في السودان كانت صحة الأمومة والانجاب وتنظيم الاسرة من القضايا التي شغلت المرأة والمجتمع كثيرا والسعي من أجل معالجة تلك القضايا المرتبطة بالسكان حيث عقدت الامانة العامة للمجلس القومي للسكان بالتعاون مع صندوق الاممالمتحدة للسكان ملتقي تشاوريا حول تنظيم الاسرة والأمومة الآمنة في السودان مؤخرا تمت خلاله استضافة البروفيسور المصري احمد رجب الخبير بالصحة الانجابية وتنظيم الاسرة حيث قدم شرحا وافيا عن الصحة الانجابية والامراض التي تتعرض لها النساء اثناء الحمل و الولادة حاثا على ضرورة المباعدة بين الولادات عاكسا العديد من التجارب الاقليمية والدولية كما قدمت خلال المنتدى التشاوري عرض للجهود الإنسانية التى بذلتها جميع الجهات المعنية بهذه الأمور وحثت د. لمياء عبد الغفار خلف الله الامين العام للمجلس القومي للسكان خلال الملتقي على خلق وسائل مبتكرة للإرشاد والتوعية ووضع وبرامج تفاعلية تساعد في الوصول لكل المجتمعات في السودان للارتقاء بصحة الامهات وخفض مؤشرات الوفيات بجانب اشراك كل الجهات للعمل من اجل خفض أسباب الوفيات وتنظيم الاسرة والأمومة الآمنة باعتبارها قضية اجتماعية وصحية وحق للام والاسرة ،ومعروف ان قضية السكان وتنظيم الأسرة ضمنت في دستور السودان للعام 2005م وقال ان السودان من الدول الرائدة في مجال تنظيم الأسرة ويعمل علي تمكين المرأة ويسعى المجلس القومي للسكان بالتعاون مع صندوق الاممالمتحدة للسكان نشر التوعية وتوفير المعينات اللازمة لتنظيم الاسرة والتي تتمثل في الدعم الفني واللوجستي لوسائل تنظيم الحمل والبرامج الصحية والتوعوية بكل ولايات السودان . وتقول د. لمياء إن آخر الاحصائيات تشير الي تدني استخدام وسائل تنظيم الاسرة في السودان وان وفيات الامهات تمثل هاجسا لابد من تدخلات وبرامج تعمل علي تحسين صحة الامهات مبينة ان هناك تحديات كبيرة تحتاج الي تخطيط وتوعية ومشاركة كل الافراد والمؤسسات الحكومية وقطاعات المجتمع المدني لتخفض نسبة وفيات الامهات وأسبابها داعية الي ادخال تنظيم الاسرة في النظم الصحية فى السودان . وتبلغ نسبة وفيات الامهات في السودان حوالي 216 لكل 100000 ولادة حية وتبلغ العناية الصحية اثناء فترة الولادة نسبة 55% واثناء فترة الحمل 58% ، كما تبلغ نسبة الولادة بمعاونة كادر صحي 77% ومعظم هذه النسبة توجد في المدن حسب العرض الذي قدمه صندوق الاممالمتحدة لإنجازاته في السودان. وامنت ممثلة صندوق الاممالمتحدة للسكان لينا موسى خلال المنتدى التشاوري على أهمية الشراكة بين المجلس الوطني وصندوق السكان فيما يتعلق بدعم قضايا التنمية والسكان في السودان خاصة تنظيم الاسرة والأمومة الآمنة ، و ذكرت ان السيادة الوطنية تلعب دورا كبيرا وواضحا في العمل الانمائي بما في ذلك قضايا السكان والصحة الانجابية ونوجيه السياسات و التشريعات والبرامج و تقرير الموازنات في دعم القضايا الوطنية المعنية بالتنمية .وقالت لينا ان الجهاز التشريعي هو اصدق صوت للفئات المجتمعية خاصة الفقيرة والمهمشة والتي تحتاج لصوت قوي ومؤمن لعرض قضاياها من خلال المجلس الوطني . و قالت إن برامج صندوق السكان مبنية وفق اطر وسياسات ومتطلبات وطنية ويرصد لها كل ما يمكن من طاقات لتحقيق الأهداف الوطنية ومعظمها متمثلة في شراكة الصندوق مع المجلس القومي للسكان والعمل من اجل اعطاء البعد السكاني والانمائي بعدا سياسيا وبرامجيا واضحا ،و الصندوق يعنى بتقديم المساعدات والدعم المادي والفني لقضايا التنمية والسكان بما في ذلك مسألة الامومة والصحة الانجابية . و قال الاستاذ صالح جمعة نائب رئيس لجنة الببئة والصحة والسكان بالمجلس الوطني ان قضية تنظيم الاسرة مسئولية مجتمعية فلابد من ايجاد معالجات وخطط واستراتيجيات تساهم في صحة الامهات بجانب نشر التوعية والتثقيف لينعكس ايجابا على خفض نسبة وفيات الامهات مشيرا الي ان المجلس الوطني يعمل علي سن قوانين خاصة بتنظيم الاسرة وصحة الامهات. ع و