- أضحت التنمية المستدامة بمفاهيمها واستراتيجياتها المختلفة من القضايا المهمة التي برزت في معظم المحافل والمؤتمرات الدولية والإقليمية، حيث ناقش مؤتمر قمة الارض المعني بالبيئة والتنمية الذي انعقد في ريودى جانيرو عام 1992م الأوضاع البيئية وأثرها على العمليات التنموية، و كان نقطة تحول كبرى في الإهتمام البيئي من قبل العلماء والباحثين وكذلك الاهتمام من قبل الصعيد السياسي المعنى كلياً بالجوانب التنموية. وأبرز المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي انعقد في القاهرة عام 1994م أثر المتغيرات والعوامل السكانية على عملية التنمية وما يترتب على تلك العلاقة من افرازات تتطلب نهجا تخطيطيا سليما وشاملا لتحقيق اهداف التنمية الشاملة والمستدامة. كما أكد مؤتمر الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل الثانى) الذي أقيم في مدينة استانبول بتركيا في العام 1996م أهمية تنمية وتطوير وترقية المستوطنات البشرية وانصهار عوامل السكان والإسكان والبيئة من أجل تحقيق تنمية مستدامة وشاملة. كذلك اعتمد المجتمع الدولى أهداف الالفية للتنمية في العام 2000م في مؤتمر قمة الألفية لتكون إطارا للأنشطة التنموية في بلدان العالم وأقاليمه المختلفة والتي وافق عليها رؤساء وزعماء كثير من بلدان العالم. وأيضاً تزايد الاهتمام بمشروعات التنمية الحضرية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد الطبيعية بما يحقق في آن واحد تعظيم العوائد الايجابية من الاستغلال الاقتصادي لتلك الموارد ويقلل الآثار السلبية للأضرار البيئية التي تنجم عن اهمالها. و كان قد تم انشاء برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية عام 1978 لتحسين هذا الوضع. و كلف أيضا بتحقيق الهدف الإنمائي للألفية المتمثل في تحسين الأحوال المعيشية لمائة مليون شخص على الأقل من سكان الأحياء الفقيرة الذين يمثلون 10 في المائة من السكان عالميا - بحلول عام 2020. وسعى برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات من خلال فعالية مؤتمر الموئل الثالث إلى أجندة جديدة للموئل- ليست فقط أجندة للحضر- للقرن 21 التي تعترف دائمًا بآليات التغيير واستمرارية الحضارة الإنسانية، وبناء البيئة، واحترام التواصل بين المناطق الحضرية والريفية، لتحقيق أكبر قدر من الاستقلالية والكرامة الإنسانية، والمشاركة المجدية، والمواطنة المسئولة، على المستوى المحلي للمستوطنات البشرية وينصب التركيز الحالي لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية من خلال التقرير العالمي الى توفير الأرض والمسكن للجميع، والشراكة في التخطيط والحكم، والهياكل الأساسية والخدمات السليمة بيئيا، والسكن المبتكر والتمويل الحضري. وتتصدر هذه الجهود حملة عالمية للتحضر المستدام. و يحقق التقرير ما أقرته أجندة المؤتمرات السابقة والالتزام السياسي من قبل الحكومات من تحقيق تنمية مستدامة تسهم في ترقية السكان بمختلف قطاعاتهم يتطلب وجود كادر فني مؤهل لقيادة عملية التخطيط والتنفيذ للأنشطة التنموية من خلال مؤسسة علمية وتعليمية تعني بتأهيل وتدريب قوى بشرية مؤهلة تساهم في دفع عملية التنمية والتطور للمجتمع. ويشارك السودان في مؤتمر الموئل الثالث في اكتوبر القادم في مدينة كيوتو بالاكوادور بوفد رفيع المستوى يترأسه وزير البيئة والتنمية العمرانية والموارد الطبيعية دكتور حسن عبد القادر هلال وسوف يتلو خطاب السودان انابة عن رئيس الجمهورية كما يشارك السودان في المعرض الذي ينظمه المؤتمر ليحكي مسيرة التنمية الحصرية في السودان خلال العشرين عام الماضية والانجازات التي تمت في ملفات التنمية الحضرية و المستوطنات البشرية وفقا لموجهات الاممالمتحدة . وتمكن السودان من إعداد التقرير الوطني للمستوطنات البشرية الذي اعتمده برنامج الاممالمتحدة للمستوطنات البشرية ليقدم في المؤتمر في اكتوبر القادم ،ويناقش التقرير التحديات والأهداف والرؤى المستقبلية للمستوطنات في السودان و الرؤية المستقبلية للتنمية المستدامة ووضع أجندة للعشرين عاما المقبلة ،ويتضمن التقرير قضايا النساء والشباب و ما تواجهه هذه الشرائح الضعيفة من تحديات و الدور الكبير الذي تضطلع به الحكومة في مجالات الاسكان والتعليم والمياه و الطاقة والرؤى الوطنية التي افلحت في معالجة قضايا السكن الاضطراري . ويهدف التقرير إلى التعريف بجهود السودان خلال الفترة الماضية في مجال المستوطنات البشرية وأهم التحديات والعقبات التي تواجه الاداء، والتقدم الذي احرزه السودان في المجالات المختلفة و التحديات التي يعمل من اجل تجاوزها ، ومن ابرز التحديات التي تناولها التقرير قضية الجفاف والتصحر والتمدد السكاني وظاهرة الانتقال من الريف الى المدن و تقديم الخدمات الأساسية و تنظيم العشوائيات و الديمغرافية الحضرية وهي سكان المدن ، تخطيط الأراضي والتخطيط الحضري ، التنمية والتحضر ، الحوكمة ، الاقتصاد الحضري والإسكان. و عمدت اللجنة الوطنية للسكان الى اشراك كافة الوزارات الحكومية ذات الصلة بالتنمية العمرانية واصطحاب كافة الشركاء في الاعداد لمشاركة السودان في مؤتمر الموئل الثالث كما يشارك السودان خلال المؤتمر بجانب خطابه الذي سيقدمه وزير البيئة في المعرض الذي يعكس مسيرة التنمية العمرانية في السودان خلال العشرين عاما الماضية كما ستتم عرض تجربة المشروع القومي للإسكان والتعمير و ذلك في اطار السكن المستدام و معالجة مشكلة السكن العشوائي و عكس جهود السودان في تقليص نسبة المستوطنات العشوائية التي كانت تمثل نحو ثلثي السكان في العديد من المدن في العام 1996 م وانخفضت الان في السودان الى نسبة 20% . وقال وزير البيئة حسن هلال ان العشوائيات كانت تمثل 60% واكثر الآن أصبح اقل من 20% و قال نريد ان نصل السودان الى مرحلة صفر% للسكن العشوائي مبينا ضرورة وجود توازن بين المدن الحضرية و الاقاليم في السودان . وتمثل عملية الاهتمام بسكان ذوي الدخل المحدود و الشرائح الضعيفة واحدة من الاهتمامات في كافة الخطط والبرامج التي وضعتها الدولة اضافة الى مكونات الحفاظ على البيئة وتوفير الخدمات الاساسية المطلوبة في مجال التخطيط العمراني وتجديد استراتيجية التنمية الحضرية المستدامة التي تعد احدى الرؤى المتقدمة الى جانب مشروعات التنمية الاخرى لتهيئة الموئل المناسب للانسان حسب اجندة الاممالمتحدة . و شهد السودان تحولات اقتصادية واجتماعية وسياسية نتج عنها توسع كبير في بعض المدن السودانية في مجال الإسكان وتوطين عدد كبير من النازحين من مختلف اقاليم السودان نسبة لظروف بيئية اجتاحت مواطنهم الأصلية أو نتيجة لصراعات وحروب تسببت في كثير من الهدر البيئي والتخلف الصحي وقيام مناطق السكن العشوائي التي فاقت السعة الاستيعابية للمدينة الام. وعمد السودان الى إرساء الدعامات العلمية والعملية اللازمة لترقية وتطوير المستوطنات البشرية السودانية والتي تهدف من خلالها الى دفع عملية التنمية الحضرية في مختلف جوانبها من خلال الفهم الصحيح والسوي للبيئة الحضرية السودانية ومشكلاتها البنيوية والسكانية وأسبابها ونتائجها. و شارك المواطن والسلطات المحلية في التعرف على تلك المشكلات مع إيجاد الحلول المناسبة ونقل التجارب الحسنة، واخذ العبرة من التجارب غير الموفقة حيث كانت تجربة الصندوق القومي للاسكان من انجح الحلول لمعالجة الوضع السكاني في العديد من ولايات السودان . وقال مساعد رئيس الجمهورية المهندس ابراهيم محمود خلال الورشة التي نظمتها وزارة البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية الذى انعقد فى الخرطوم مؤخرا بالتعاون مع وزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم والصندوق القومي للاسكان والتعمير بعنوان مؤتمر الموئل الثالث المزمع انعقاده في مدينة كيوتو بالاكوادور خلال الفترة من السابع عشر حتى العشرين من اكتوبر المقبل قال إن تحقيق الهدف من اجل الرؤية الاستراتيجية لمركز الاممالمتحدة للمستوطنات البشرية يتطلب التعاون الدولي بشأن المأوى الملائم للجميع و التنمية المستدامة للمستوطنات البشرية . واعتبر وزير البيئة حسن هلال ان ربط البيئة بالتنمية العمرانية وربط البيئة بالسكن المريح ضرورة اضافة لوضع الاسس السليمة واستخدام المواد الثابتة و الآمنة لمسكن الانسان . وتحتاج قضية التنمية المستدامة الى تضافر الجهود ورفع الوعي من اجل انزالها على ارض الواقع و يجمع مؤتمر الأممالمتحدة الثالث للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة قمة الموئل الثالثة، الدول وغيرها من مختلف الجهات الفاعلة في مجال التنمية وستكون تلك القمة أول مؤتمر عالمي بعد وضع أجندة التنمية لما بعد 2015. وهنالك العديد من التوقعات من فبل الخبراء اهمها أنه على مؤتمر الموئل الثالث أن يلتزم بإحراز تقدم أكبر مما تم تحقيقه في مؤتمر الموئل الثاني، والفعاليات السابقة للأهداف الإنمائية للألفية، بحيث تلبي الدول وغيرها من الجهات التنموية الفاعلة، مطالب وتحديات مستقبل التنمية لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء الديمقراطية واحترام البيئة في المستوطنات البشرية.