تقرير مناهل عمر تميز مهرجان النخيل والتمور التاسع بنقلة نوعية في مستوى التعبئة والتغليف وعرض المنتجات، وامتدت الحلقات لتشمل التصنيع الغذائي بصورة حديثة لتحقق الشعار المرفوع هذا العام (التمور ومصنعاتها وجبات شهية في المائدة السودانية)، كما ظهرت ابتكارات وصناعات مختلفة أساسها النخيل والتمور مثل تصنيع الأثاثات والأعلاف وصناعة القهوة والعطور من نواة البلح وغيرها جلها يحتاج للرعاية والتشجيع لإنعاش حركة التسوق لتحسين المستوى المعيشي ودعم الاقتصاد الوطني . وقال جمعة البنا ويعمل في صناعة الأثاث من جريد النخل، إن أفضل أنواع النخيل للأثاث هو القنديلة والبرحي الذي يتميز بالمتانة، مبينا أن التصنيع يتم يدوياً بدون أي آلة كهربائية، وأضاف أنه يقوم بتصنيع أطقم الكراسي والترابيز والسراير ومكاتب للأطفال، وذلك بمتانة بنسبة 100% وضمان لأكثر من عشرين سنة . وأوضح أن الجريد يتوفر في فصل الشتاء وينعدم في الفصول الأخرى . وقال أبو الفيض مختار حسن صاحب "سمبوسة من بلدنا" إن المهرجان ساهم بصورة كبيرة في تسويق الوجبة الغذائية التي أعدوها من بلدنا وترددت الطلبات من الجمهور الزائر الذين أشادوا بطعمها خاصة الأجانب . وأوضح أن الوجبة كاملة الدسم وهي تحلية بالبلح ودقيق القمح والسمن البلدي وخالية من المواد الحافظة وغنية بالفايتمينات، مشيراً إلى هدفهم لإبراز ونشر الوجبات الشعبية السودانية وتطويرها في شكل حديث، إضافة إلى تشجيع الأطفال على الأكل الصحي والمغذي ودعم التوجه العام بالاهتمام بزراعة النخيل وتطوير صناعة التمور . وشاركت في المهرجان منى أحمد صاحبة عمل "عبق النخيل للعطور من ساق الجريد"، إضافة إلى العطر النسائي البلدي (خمرة نواة التمور) الذي نال إعجاب الزوار. وقدم مصنع بتمودا لتعبئة التمور مصنعات لأول مرة كأعلاف للحيوانات مكونة من مكونات التمر الطبيعية، وقال مدير المصنع معاوية علي سليمان إن التجارب أثبتت أن العلف مادة غذائية عالية للحوم والتشحيم . وأوضح أن المصنع يقوم بتصنيع قهوة مستخلصة من نواة التمور ولا تحتوي على أي إضافات، مشيراً إلى الطلبية العالية لمرضى السكري والضغط وحفظ التوازن والقاوت، وقال إنهم بصدد دراسة للتأكد من أن القهوة تساعد في علاج العديد من الأمراض . وأضاف أن المصنع بدأ قبل عام ويبحث عن أسواق وأن المهرجان يعد انطلاقة جيدة للترويج للمنتجات المختلفة من تعبئة لأصناف التمور المتعددة وعجينة التمور الجاهزة للتصنيع في الوجبات الغذائية . وقال إبراهيم الجاز صاحب مزارع بالولاية الشمالية إن المزارعين حريصون على مواكبة التطور العالمي ولا بد من نقله من العبوات الكبيرة في التعبئة (جوالات) إلى عبوات صغيرة للمستهلك، داعيا المواطنين إلى تضمين ثقافة شراء أي فاكهة تمراً لفوائده العديدة، وأن تتضمن البرامج الثقافية والعلمية والمناهج غذاء التمور . وطالب الدولة بتخفيض مدخلات الإنتاج للتعبئة والتغليف باعتبارها مكلفة ولابد أن تكون بأسعار تشجيعية لأنها ثروة قومية . وأشار إلى حرصهم لزراعة الأصناف المحلية الجيدة مثل كلمه تمودا قنديلة بركاوي وغيرها، أما الأصناف العالمية فهنالك مشكلة في كيفية التعامل في التلقيح والحصاد والتغليف والتبريد حتى لا يكون عالة عليهم ولا تحدث إضافة فهنالك حاجة للإرشاد. وفي مجال التسويق قال: لا بد للدولة أن تفتح أبواب الصادر لأكبر الثروات وأن توقف المستورد من التمور، وأوصى جمعية فلاحة ورعاية النخيل لتكثيف التدريب في الفلاحة والإرشاد في الحصاد وما بعد الحصاد والتغليف، مشيداً بالنقلة النوعية التي أحدثتها الجمعية في المهرجان . وأشار إلى ضعف الإنتاج هذا العام نسبة لتغير المناخ حيث أثرت الرطوبة العالية أيام التلقيح على المنتج . وذكر المزارع حاج بشير محمد أنه عاش مع النخلة 86 سنة من الأصناف المحلية وأدخل حديثاً الأصناف العالمية البرحي والخلاص والصقعي في مجمعات وراثية بمزارعه بسوبا والدامر ودقش وأبوحمد، مؤكداً حرصهم على زراعة الصنف المناسب في المكان المناسب لتطبق عليه التقانات الحديثة، وذلك عبر التجارب بالمزارع ، مشيراً إلى إنتاج الصادر الذي تضاعف هذا العام .