رصد ومتابعة - سعيد الطيب بعد رحلة بدأت قبل 17 شهرا، تمكن المرشح الجمهوري دونالد ترامب من الفوز بالرئاسة الأميركية، مستغلا في ذلك قدراته الفائقة على الترهيب والمبالغة، وبراعته في التعامل مع وسائل الإعلام، والتي جعلت منه واحدا من أشهر رجال الأعمال في العالم. واستغرق ترامب (70 عاما) ما يزيد قليلا عن 10 أشهر في التغلب على 16 مرشحا آخرين، ليصبح أول مرشح لأحد الحزبين الرئيسيين يخوض الانتخابات دون أن يمتلك أي خبرات حكومية منذ الجنرال دوايت أيزنهاور في الخمسينات. ومنذ أعلن ترامب خوضه سباق الرئاسة، من خلال حزبه، على المدخل المؤدي إلى السلم الكهربائي لبرجه الفخم، استطاع الجمع بين القدرة على مخاطبة النخبة والجماهير العريضة في آن واحد، وبين فاحش الكلام والظهور بمظهر الورع. اولاهنأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دونالد ترامب، بعد الإعلان عن فوز الأخير بالانتخابات العامة الأمريكية، حسبما أعلن الكرملين في بيان. وجاء في البيان الروسي الرسمي: "أعرب فلاديمير بوتين عن أمله في العمل المشترك على إخراج العلاقات الروسية الأمريكية من حالة الأزمة، وكذلك تسوية القضايا الدولية الملحة، والعمل على البحث عن حلول فعالة لتحديات الأمن الدولي." وأضاف البيان: "كما أعرب الرئيس الروسي عن ثقته في أن إقامة حوار بناء بين موسكووواشنطن يقوم على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل وأخذ مصالح الآخر بعين الاعتبار بشكل حقيقي، يصب في مصلحة شعبي البلدين والمجتمع الدولي. كما أعلنت الرئاسة المصرية توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الأربعاء، بعد الإعلان عن فوز الأخير بالانتخابات العامة الأمريكية، وأعربت عن تطلع القاهرة "لضخ روح جديدة في العلاقات مع واشنطن" خلال رئاسة ترامب. وأضاف البيان: "وتتوجه جمهورية مصر العربية بالتهنئة للشعب الأمريكي الصديق بمناسبة استكمال الاستحقاق الانتخابي الرئاسي بنجاح، متمنية دوام الرخاء والاستقرار والتقدم لشعب الولاياتالمتحدةالأمريكية." وفي أول رد فعل لألمانيا، قال ويزر خارجيتها إنه يجب القبول بفوز ترامب بالرئاسة الأميركية، مضيفا "سيكون تحد لترامب أن يحقق كل الوعود التي قطعها"، كما أشار إلى أن المهمة الأولى لترامب ستكون معالجة الانقسامات العميقة في المجتمع الأميركي. من جانبها، هنأنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ترامب على الفوز بالرئاسة، وقالت إنها تتطلع للعمل معه وتعزيز العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن لبريطانيا علاقة قوية ومميزة مع الولاياتالمتحدة. في تركيا، عبر الرئيس رجب طيب أردوغان عن أمله في أن يؤدي انتخاب ترامب لخطوات إيجابية في المنطقة. كما هنأ رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الرئيس الأميركي المنتخب، وقال "الانتخابات الأميركية فرصة لتحسين علاقاتنا مع واشنطن". من جهته، وجه رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، في رسالة تهنئة مشتركة، دعوة إلى ترامب لعقد قمة بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة في أوروبا "حين يسمح له الوقت بذلك". ترامب توصل أيضا بتهنئة من رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي تعهد بأن يحافظ البلدان على علاقاتهما الوثيقة. وقال آبي في برقية تهنئة "أعرب عن تهاني الحارة على انتخابك رئيسا مقبلا للولايات المتحدة"، مضيفا "اليابانوالولاياتالمتحدة حليفان ثابتان تربطهما قيم مشتركة من بينها الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان الأساسية وحكم القانون". وهنأ رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ترامب على الفوز بالرئاسة الأميركية.بينما قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، الأربعاء، إن الاتحاد والولاياتالمتحدة سيواصلان العمل معا بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وقالت موغيريني في تغريدة على تويتر "العلاقات الأوروبية الأميركية أعمق من أي تغيير سياسي. سنواصل العمل معا ونعيد اكتشاف قوة أوروبا." وقال مسؤولون ودبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي إن الحكومات الأوروبية ربما تحتاج إلى تعزيز تعاونها إذا تراجعت إدارة ترامب عن التزامات واشنطن الدولية. مشاهير يهددون بترك أمريكا في حال فوز ترامب ولكن هدد عدد من المشاهير بالانتقال من الولاياتالمتحدةالأمريكية في حال فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بالبيت الأبيض، الثلاثاء. نعرض عليكم ما قاله بعضهم: إذ نشرت المغنية تغريدة على حسابها بموقع "توتير"، تقول فيها: "إن قاز (ترامب)، سأنتقل إلى كوكب المشتري." قال نجم برنامج "بريكينغ باد"، برايان كرانستون: "(في حال فوز ترامب) سأنتقل بالتأكيد، لا يبدو الأمر حقيقياً بالنسبة لي، وآمل من الله ألا يحدث ذلك." قالت الممثلة الكوميدية إيمي شومر إنها ستذهب إلى إسبانيا إن فاز ترامب، مضيفة: "سيتغير عرضي (الكوميدي) لأنني سأحتاج تعلم اللغة الإسبانية عند ذهابي إلى الدولة، أو مكان ما. لا أستطيع استيعاب (احتمال) فوز ترامب. إنه أمر جنوني للغاية." مثل زميلتها شومر، قالت الممثلة الكوميدية تشيلسي هاندلر إنها تفكر أيضاً بالانتقال إلى إسبانيا في حال فوز ترامب، مشيرة إلى أن لديها منزل هناك بالفعل. قالت النجمة الأيقونية باربرا سترايساند إنها قلقة من الانتخابات الأمريكية: "سأذهب إما إلى أمريكا إذا سُمح لي بالدخول، أو كندا." قالت الممثلة الكوميدية لينا دونهام إنها ستذهب إلى مدينة فانكوفر الكندية في حال فوز ترامب، مؤكدة: "أعلم أن العديد من الناس هددت بالقيام بذلك، ولكنني سأقوم بذلك فعلاً." قال المغني ني-يو إنه سيذهب إلى كندا ويقضي وقته مع زميله المغني الكندي دريك إن خسرت كلينتون: "سأنتقل إلى كندا على الفور، وسأصبح جار دريك إن أصبح دونالد ترامب الرئيس." طفل صعب : ولد ترامب لأسرة ثرية، في 14 يونيو عام 1946، في حي كوينز بمدينة نيويورك، ليصبح رابع خمسة أولاد أنجبهم فريد ترامب. وباعترافه هو شخصيا، لم يكن ترامب طفلا سهل التربية، وقال إن والديه أرسلاه وهو في الصف الثامن إلى أكاديمية نيويورك العسكرية على أمل أن تغرس فيه الانضباط المطلوب. ومن خلال التأجيل لأسباب تتعلق بالدراسة أو لأسباب طبية، لم يخدم ترامب قط في الجيش الأميركي، لكنه قال إن المدرسة منحته "من التدريب العسكري ما يزيد بكثير عما حصل عليه الشباب الذين يدخلون الجيش". وبعد التخرج من جامعة بنسلفانيا، اتجه ترامب للعمل في شركة والده التي ركزت على أحياء كوينز وبروكلين وجزيرة ستاتن حول مدينة نيويورك، وكانت تمتلك عددا يقدر بنحو 15 ألف شقة. وفي عام 1973 اتهمت أسرة ترامب بالتحيز العنصري في تأجير الوحدات السكنية، وذلك قبل أن تتوصل إلى تسوية مع الحكومة الأميركية. ودخل ترامب مجال العمل بنفسه في حي مانهاتن، بقرض يبلغ مليون دولار من والده، حيث أصبح من العملاء المنتظمين في بعض من أرقى نوادي المدينة، واكتسب سمعة بأنه "زير نساء". برج ترامب : وسرعان ما ترك ترامب بصمته على سلسلة من الصفقات العقارية، ومشاريع التطوير العقاري، ومنها إعادة بناء فندق قديم بمحطة غراند سنترال لقطارات الضواحي في نيويورك. وفي عام 1983، افتتح أبرز أعماله "برج ترامب" الذي يرتفع 58 طابقا، ليصبح مقر إقامته الأساسي، ومقرا لمؤسسة ترامب. وأعقب ذلك سلسلة من المشروعات في مختلف أنحاء العالم، من بينها ملاعب للجولف، ومنتجع مارالاغو الخاص في فلوريدا، وفندق ونوادي بلازا للقمار في نيويورك. ومن إخفاقاته، مشروع جامعة ترامب، وشركة ترامب للرهن العقاري، وشركة طيران ترامب، ومشروع ترامب فودكا. وكتب تيموثي أوبريان، الذي ألف كتابا عنه: "إن ترامب أفلس في التسعينات، واضطر مرتين للجوء إلى أشقائه للحصول على قروض". وقال موظف سابق إنه لولا مسارعة الأسرة لنجدة مؤسسة ترامب لكانت قد أغلقت، غير أن ترامب اعترض على ذلك. هجمات تويتر : وهدد صعود نجم ترامب، الذي كان في وقت من الأوقات عضوا مسجلا في الحزب الديمقراطي، بنسف الحزب الجمهوري. وتحدت مؤسسة الحزب التزامه بالأسس التي يقوم عليها الحزب، وأخذت موقفا معاديا منه. وتحاشاه أعضاء كبار في الحزب الجمهوري أو كان تأييدهم له فاترا، ومنهم الرئيسان السابقان جورج بوش وابنه، وعدد من قيادات الكونغرس. واستخدم ترامب تويتر سلاحا، فراح يطلق الإهانات، ويهزأ بمن أساءوا إليه، ومن ذلك وصفه كلينتون بأنها "محتالة"، ومنافسيه الجمهوريين مارك روبيو "بالصغير"، وجيب بوش بأنه محدود الطاقة، وتيد كروز بالكاذب. كما استهدف أسرة ضابط مسلم بالجيش الأميركي قتل في العراق، بعد أن انتقد والده ترامب في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي. وظل ترامب يرد على والد الضابط على مدى أيام، رغم نصائح من حوله بتجاوز هذا الأمر، والانتقال لغيره. وحتى أواخر أكتوبر الماضي، أحصت صحيفة "نيويورك تايمز" 282 شخصا ومناسبة وجه فيها إهانات على تويتر منذ إعلان ترشيحه. أميركا تركع : وخلال الحملة الانتخابية، خاصة في كلمته في مؤتمر الحزب الجمهوري، في يوليو الماضي، رسم ترامب صورة قاتمة لأميركا، وقد جثت على ركبتيها أمام الصينوالمكسيك وروسيا وتنظيم داعش. وقال إن "الحلم الأميركي انتهى، إذ أخمدته مصالح خبيثة في عالم الأعمال، والساسة الفاسدون"، وإنه وحده يمكنه أن يحيي هذا الحلم. وقال ترامب إنه "سيجدد عظمة أميركا" من خلال قوة شخصيته، ومهاراته التفاوضية، وبراعته في إدارة الأعمال. وطرح خططا "غير واضحة" للفوز بتنازلات اقتصادية من الصين، وبناء جدار على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لمنع تهريب المهاجرين، وإرغام المكسيك على سداد قيمة بناء الجدار. وتعهد بإلغاء برنامج الرعاية الصحية "أوباما كير"، وأن يكون "أعظم رئيس في مجال الوظائف خلقه الله على الإطلاق"، كما اقترح منع مواطني دول الشرق الأوسط التي تشهد حروبا من دخول الولاياتالمتحدة، فيما يمثل تعديلا لدعوته السابقة لحظر دخول المسلمين. وروج ترامب لنفسه باعتباره يمثل قصة النجاح المثلى. فقد كان يواعد الجميلات، وتزوج ثلاثة منهن، وكان له برنامج تلفزيون الواقع الخاص به، وأقام ناطحات سحاب تحمل اسمه بحروف ذهبية كبيرة. وقال إن كل شيء في حياته كان الأعظم، وذلك رغم أن الانتقادات انهالت عليه لما مر به من إفلاس وإخفاق نوادي القمار التي أنشأها في أتلانتيك سيتي بولاية نيوجيرسي، وما اعتبره منتقدوه تفاخرا أبداه في غير موضعه عند مواجهته بالدليل على أنه تهرب من دفع ضرائب. وقد سبق أن فكر ترامب في خوض انتخابات الرئاسة، ورأى البعض في بداية الأمر في مسعاه شعورا لإشباع إحساسه بتضخم الذات وتلميع اسمه التجاري.