الخرطوم 8-5-2017م (كتب- سعيد الطيب يتسم المجتمع السودانى بالمحافظة الشديدة على قيم الاحترام والتقدير والتدين والشجاعة والتضحية ونكران الذات وتقديم النفس على الاخر والنجدة والمشاركة فى المناسبات الاجتماعية كافة من زواج ووفيات وختان وخطوبة وولادة . لازال الشكل العام للمجتمع السودانى محافظا رغم ما غشاه من الانفتاح على ثقافات الاخرين والاخذ منها بقدر اثر بعض الاحايين على موروثنا الثقافى والحضارى الا انه محصور فى نطاق ضيق (العادات الجديدة فى زفة العروس واحتفالات التخرج رياض وجامعات واعياد ميلاد ) ولكن والحمد لله يظل المجتمع السودانى بخيره يقدم الانموذج فى التعايش بين الاجناس والاديان , ويظل مترابطا لان الاسرة الممتدة لازالت فينا , مكانة الجد محفوظة ومكانة الحبوبة والعم والخال والخالة والعمة وابناء العمومة والخوولة والنسابة والجيران واهل الحارة والفريق والحلة والقرية . ولكن الذى تغير كثيرا او قل اختفى من ادبيات الاطفال وهو يلهون ويلعبون باختلاف مناطقهم الجغرافية شمالا وجنوبا شرقا ووغربا ووسطا , الاغانى التى هى اشبه بالاناشيد والماخوذة من البيئة المحيطة وثقافتها وعلى سبيل المثال : ياطالع الشجره جيب لى معاك بقره تحلب وتدينى بالملعقه الصينى الملعقه اتكسرت يامين يربينى طلعت بيت الله لقيت حبيب الله قاعدله فى بنبر تحته حمام اخضر بلقط السكر ياريتنى لو ضقته حتى النبى زرته كانت هذه التغريدة او الهدهدة او الترنيمة مشهورة ومتداولة حتى اواخر ثمانينيات القرن الماضى , وعلينا الا ننظر اليها بعين الناقد لاننا سنجد فيها الاسطورة واللامعقول وثقافة الاحاجى التى تستهدف تربية الاطفال على سلوك مهذب شجاع كريم يحمل الصفات والقيم الفاضلة ويحث على فعل الخير , ومثال اخر : يا ا م احمد دقى المحلب فى توب احمد احمد غايب فى الركايب جانا كلب سنونو صفر حلب الناقه الفى الشنقاقه ترب ترب يا جنى العرب بتحبى امك ولا ابوك كان الاطفال قيل خمسة عقود زمنية خلت , يستمعون ويستمتعون بمثل هذه المنظومات التى تمازج بين الحكى (الحجوة) والسرد القصصى القصير الهادف وان استعان احيانا باللامعقول بهدف تربية الاطفال على الفعل الشجاع والاصيل , ومثال ثالث : المنديل جوه الصندوق والصندوق عاوز المفتاح والمفتاح عندا النجار والنجار عاوز عروس والعروس عاوزه الولد والولد عاوز الحليب والحليب عندا البقر والبقر عاوز الحشيش والحشيش عاوز المطر والمطر عند ربنا ربنا جيب المطر هذه المنظومة خلاصتها اهمية المطر فى حياتنا وفى حياة البيئة الزراعية . واذا تأملت التسلسل ستجد ان كل عنصر يعتمد على توفير العنصر الذى يليه حتى نصل عنصر المطر والذى ينزله الله سبحانه وتعالى , ومن اهداف هذه المنظومة التى كانت تقال للاطفال تعليمهم حسن المتابعة والصبر الى ان يصل الانسان الى هدفه كان حينما يلعب الاطفال فرحين مسرورين فى الليلى القمرية او عند العصارى او بالصباح يتغنون ببعض من تلك المنظومات مثل: يا كديسه سكى الفار ,يامحمد يانجار التنق تنقا الفار,الصلح النجار ما بنوم الليل,من كلا م الخير واخرى تقول: هلا هلا يا هلا الباص اتملى اركب بوين اركب بورى ورى الرجل قدام النسوان العنده قرش يركب مرسديس العنده قرشين اركب باص حسين ومن اشهر اللعبات التى يلعبها الاطفال (الفات فات) وتقول المنظومة : الفات الفات فى ديله سبع لفات والجبة وقعت فى البير وصاحبها واحد خنزير والهون ضرب التلفون والعسكر واقف طابور على جيبه واحد مليم ثم اخرى تقول : عم على بياع الزيت ساق مرته وداها البيت وفى البيت عامل زعلان وغنمايته مربوطه فى خيط وفى البيت عامل زعلان وفى القهوه شارب فنجان وبالبنبر وقع اتفنقل واخرى تقول : فتحاى ياورده ,غماضى ياورده ,هنا احمر ,هنا اسود,هنا كعكه فستانى الجديد عند المكوجى,فستانى القديم مركون فى الدولاب واخرى تقول : مهلابيه بابا قالى عدى حتى ميه عشره عشرين تلاتين اربعبين خمسين ستين سبعين تمنين تسعين ميه نطوا علينا حراميه سرقوا الجبنه والطعميه كلو باميه القطه العاميه سرقت قميصى الانجليزى عسكر فوق وعسكر تحت اطلع بره ياحرامى الكعك واخرى : مين مين مين الحرامى السرق الروب ,انا سرقوا ومن سرقوا هذا سرقو انا سرقو واخر النماذج ظهرت حديثا تقول: لما كنته صغيره بلعب فى التراب,ماما لبستنى الجزمه والشراب مشيت للافندى ادانى كتاب,قليه اقرى عربى كتبت حساب والمزيكا تضرب,والكشافه تكشف ناكل ايه ناكل عجوه,نشرب ايه نشرب قهوه نضحك كيف ههههه,نبكى كيف اييييى