- تعد البطالة من المشكلات المرتبطة بتحسين الاقتصاد القومي وتوسيع وايجاد فرص العمل للمتبطلين ،وتعاني العديد من البلدان من هذه الظاهرة بدرجات متفاوته لا سيما تشغيل الخرجين ،والسودان واحدة من الدول التي ظلت في حالة بحث مستمر لايجاد حلول لقضية تشغيل الخريجين وذلك من خلال وضع رؤية استراتيجية لتنمية الموارد البشرية لتجاوز التحديات التى تعترض تشغيل عدد مليوني متبطل وباحث عن العمل يشكلون نسبة 19 % ، منهم نحو (89) الف خريج تخرجوا العام الماضي، عبر تدريب تأهيلي و تحويلي لزيادة المهارات للمنافسة في اسواق العمل الحر وتشجيع ونشر ثقافة العمل الحر وتمويل مشاريع صغيرة ومتوسطة وجماعية وفردية من خلال محفظة تشغيل الخريجين ووتوفير راس مال للمحفظة الي 150 مليار جنيه بالقديم وتمويل الفرد الي 150 الف بدلاً من 30 الف . وتمثل قوة العمل المنتجة في السودان من سن 18 -65 حسب احصائيات العام 2012 م واسقاطات الاعوام التالية لها (21) مليون ، 81 % منهم يعمل في انماط عمل مختلفة في 21 مجال، بينما يبلغ عدد القوى العاملة في البلاد الذين يعملون في الخدمة المدنية وفقا لوزير تنمية الموارد البشرية الدكتور الصادق الهادي المهدي (775) الف ، منهم (247) الف فى المركز و(528) الف فى الخدمة المدنية بالولايات ، مؤكدا ان المشاريع الصغيرة تعد هي اساس النهضة. واقر السيد الوزير بأن الثروة الحقيقية للامم هي الكادر البشري وقال ان الادارة الجيدة هي سبب نجاح اي مؤسسة وان أضلاع مثلث الجودة يتكون من التعلم والتدريب ورفع القدرات والسلوك تجاه العمل . وتبذل الدولة في هذا الخصوص جهوداً مستمرة لتطوير الخدمة المدنية ضمن جهود الاصلاح المتعلقة بمحور إصلاح الخدمة المدنية لمواكبة المتغيرات والتطورات في سوق العمل وتحسين اتجاهات الكوادر السودانية وقضايا التدريب والتاهيل وتشغيل الخريجين والمتبطلين وجهود خفض البطالة. وهناك جملة من التحديات تعترض طريق عمل الخريجين وجهاز تشغيلهم اشار اليها الدكتور الصادق الهادي المهدي وزير تنمية الموارد البشرية تتمثل في صيغة المرابحة والضرائب والرسوم المحلية ومعاملة الجهاز معاملة استثمار ، ولحل هذه المشكلة اكد الوزير ضرورة مراجعة هذه العلاقة فيما يلي الضرائب ومعاملة البنوك بجانب اهمية الزام الشركات الاجنبية بتشغيل الخريجين ووضع هذا الامر ضمن اولوياتها وذلك باتفاق الاطراف المعنية بهدف استيعاب العدد الهائل من الخريجين باعتبارهم شريحة مهمة لابد من توظيفهم بصورة مثلى والاستفادة من قدراتهم. اما فيما يتعلق بتدريب الخريجين وتاهيلهم ورفع قدراتهم للمنافسة والدخول في سوق العمل ابان دكتور الصادق الهادي ان تدريب الخريجين بلغ 122 الف فرصة بزيادة 20% من العام الماضي منهم 936 خريج في تدريب بشقين تأهيلي وتحويلي بنسبة 64 % مشيراً الي رفع سقف التمويل من 20 الف -50 الف منوهاً الي ان المشاريع الجماعية توسع دائرة المشاركة. وتؤكد احصاءات وزارة تنمية الموارد البشرية ان اعداد الفئة المستهدفة من الخريجين عبر الجهاز القومي لتشغيل الخريجين وحسب الحصر في العام 2010 -2013 هناك اكثر من 800 الف خريج مسجلين منهم في مفوضية الاختيار حسب احصائيات العام 2010 -2015 م حوالي (67) الف و(15) مستوعبين منهم( 35) الف و(869 ).كما تؤكد الجهات المسئولة علي التطور الملحوظ بشان جهاز تشغيل الخريجين من خلال اجازة القانون وتحديد مجلس ادارة له ، بجانب المشا ركة الفاعلة في الولايات والتفاعل الحكومي الولائي مع جهاز تشغيل الخريجين. وتتمثل مهام جهاز تشغيل الخريجين في نشر ثقافة العمل الحر وسط شريحة الخريجين وانشاء قاعدة بيانات خاصة بهم لدخول مجال ريادة الاعمال من خلال الشراكات التي تمت بين الجهاز وبعض الجهات مثل جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ووزارة الصناعة، كما يعمل الجهاز في مشروعات قاعدة البيانات مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و مركز المعلومات والخدمة الوطنية بالاضافة للسجل المدني. وعن انتشار جهاز تشغيل الخريجين في الولايات يقول الامين العام للجهاز القومي لتشغيل الخريجين الاستاذ بخيت الهادي احمد إن الجهاز القومي لتشغيل الخريجين منتشر في 18 ولاية لتشجيع ثقافة العمل الحر ويعمل ايضاً في المجتمع وذلك لتأثير المجتمع في الخريجين ، مبينا ان الجهاز بدا كمشروع في العام 1998 م بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي نسبة لتزايد اعداد الخريجين ، مضيفاً أنه تمت اجازته من مجلس الوزراء في العام 2014 واتبع بمرسوم للموارد البشرية في العام 2014. وقال بخيت ان ريادة الأعمال اصبحت مادة تدرس في الجامعات في السنة النهائية حتى يتهيأ الخريج للعمل في السوق مشيرا الى ان الجهاز يهتم بقضية التدريب وسط الخريجين بشقيه التاهيلية والتحويلي ، منوها الي ان الذكور من الخريجين اكثر ميولا للعمل الحر وان الفئة العمرية من 26 -28 هم اكثر الفئات بحثاً عن العمل وجلهم من حملة البكالوريوس وقال ان رؤيتهم تتركز على مشروعات خلاقة ومبتكرة للدولة مشيراً إلى أن حاضنات الاعمال واحدة من الوسائل المهمة وهي خمسة حاضنات تقنية زراعية ؛ خدمية ؛ صناعية وحاضنة اعلامية ترعى المشاريع وصولاً الى مشروع قادر على المنافسة في السوق وبجودة عالية وحول مدى استفادة الخريجين في الولايات من مشروعات الجهاز القومي لتشغيل الخريجين ، اوضح ممثل قطاع دارفور الاستاذ جمعه حراز ان ملتقي تشغيل الخريجين هو مرحلة تقويم وتقييم بعد عشرين سنة من عمر الجهاز مضيفاً ان تشغيل الخريجين قضية تؤرق الدولة لان الخريجين هم المورد الاساسي لبناء الامة وان خطتهم في ولايات دارفور للعام 2017 -2020 م استهداف 7 الاف خريج تم تدريب 5 الاف ومائة منهم تدريب تأهيلي و تحويلي وتم تمويل اكثر من 8 الاف عبر محفظة تمويل فردي وجماعي ، مشيراً للشركات الذكية بالمعاهد والحاضنات ودراسة سوق العمل لمشروعات ترفد سوق العمل بالدولة والدول المجاورة . فيما قال الوليد كمال ممثل قطاع الشمال (نهر النيل والشمالية) ان الخريجين استفادوا من التمويل عبر الجهاز القومي لتشغيل الخريجين وقامت مشاريع نموذجية وناجحة للخريجين مثل مشروع الاستزراع السمكي في بحيرة سد مروي بالاضافة لمشاريع التعدين في ابوحمد وكثير من المشاريع النموذجية للخريجين واكد ممثل النيل الابيض ان الخريجين التفوا حول مشاريع الخرجين واثبتوا فيها نجاح كبير جدا واضاف يجب ترغيب الخريجين علي نشر ثقافة العمل الحر . بالرغم من التحديات التي تواجه الدولة في كيفية ايجاد فرص عمل لزيادة الانتاج ومعالجة اوضاع المتبطلين عن العمل وتشغيل شريحة الخريجين وكيفية تطويرها ونجاحها لتصبح هذه الشريحة ركيزة اساسية للبناء والنهضة يتطلب الامر مزيدا من الاهتمام ووضع استراتيجية فاعلة في اطار جهود اصلاح الخدمة المدنية لمعالجة هذه المشكلة .