تقرير: سمية عبد النبي تعد مشكلة المخدرات وانتشارها وتداولها وتعاطيها من أكبر المشكلات التي تهدد دول العالم وتسعي جاهدة لمحاربتها لما لها من أضرار جسيمة في كافة النواحي الصحية والاقتصادية والإجتماعية والأمنية وتأثيرمدمر على كيان الأسر والمجتمع خاصة الشباب والفئات المنتجة . لذلك أولت وزارة التنمية الاجتماعية هذه القضية اهتماما وتعمل للقضاء على ظاهرة الادمان خاصة مع تزايد انتشاره بين الفئات العمرية الصغيرة فقامت بتطوير مركز حياة للعلاج والتأهيل النفسي والاجتماعي وتحويله لمؤسسة حياة للحماية والتأهيل ليقوم بدور خاص بالحماية من مخاطر الادمان بالاضافة لبرامج العلاج والتوعية على مستوى الولاية والسودان، فوضعت وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم تصورا للمشروع كما وفرت قطعة أرض للمؤسسة بمساحة 3000 متر بتكلفة تقديرية للمشروع تبلغ 8 ملايين دولار ليشكل نقلة نوعية في مجال محاربة تعاطي المخدرات. ولاهتمام الولاية بملف المخدرات قررت اسناده لدكتورة ميادة سوار الدهب المعتمد برئاسة الولاية لتواصل ما بدأته الوزارة وتستكمل الجهد في حماية المجتمع من خطر المخدرات. د. امل البيلي وزيرة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم قالت لدى تسليم د. ميادة سوار الدهب مسئولية ملف المخدرات من داخل مركز حياة للعلاج والتأهيل النفسي والاجتماعي ان مركز حياة يستعد للتحول الي مؤسسة للعلاج والتأهيل بعد مسيرة استمرت ثلاثة أعوام استقبل خلالها حالات تجاوزت 1500 مترددا عبر العيادات الخارجية والتنويم وتقديم الاستشارات لحوالى 12 ألف مستفيد. ونوهت إلى إعداد مسودة قانون متخصص للمخدرات في مرحلة المراجعة توطئة لايداعها مجلس وزراء حكومة ولاية الخرطوم اضافة لوضع الاستراتيجية الكلية للولاية 2020 _2030 مما يجعل مسيرة المركز راسخة مبنية على رؤى استراتيجية واعدة بجانب من البحوث والدراسات للتحول لمؤسسة متكاملة للتأهيل النفسي والرعاية والانطلاق نحو العالمية مشيرة إلى ان المركز استجاب لحاجة ملحة ، ففي الماضي كانت هناك عنابر في المستشفيات وكان ينقصها العلاج التأهيلي والنفسي والاجتماعي حيث انه يلبي احتياجات الشريحة الضعيفة ومحدودي الدخل فالاغيناء كانوا يعالجون ابنائهم في الخارج . واضافت أن المركز يقدم خدمة مميزة وبه مجموعة من الاستشارين ويعمل وفق بروتكولات علاجية عالمية واستطاع خلال العامين الماضيين أن يصبح مركزا مرجعيا في بناء القدرات للخبرات الوطنية ويتبع افضل الممارسات العالمية لافتة الي أن المركز علي مقدرة في مجال التدريب لاعتماده من مجلس التخصصات الطبية. كما ان المركز يعد مرجعيا في اعداد البحوث والدراسات وفي اتخاذ القرارات في مجال المخدرات ورفعها للجهات المختصة كوزارتي التعليم العام والعالي ،اضف الى ذلك التوعية بالمخدرات واصبح افضل الجهات التي تقدم التوعية اللازمة للاسر والمعلمين ويعمل علي اعادة الدمج من خلال تمليكهم مشاريع انتاجية وعدم العودة الي الادمان كل هذه الاسباب جعلت من المركز الانطلاقة نحو التحول إلى مؤسسة للعلاج واعادة التأهيل و الدمج . ومركز حياة أول مؤسسة مثلت السودان في اجتماعات مكتب الاممالمتحدة المعني بالمخدرات بجانب استقباله لعدد من الحالات من الولايات و من دول افريقية و عربية، مشيرة إلى ان أصعب ما تحويه قضية المخدرات هي الوصمة الاجتماعية التي تعتبر عائقا في تحديد حجم المشكلة. د. ميادة سوار الدهب المعتمد برئاسة الولاية قالت إن ولاية الخرطوم اولت المخدرات اهتماما خاصا، واضافت ان ملف المخدرات يصب في صميم عملي كطبيبة واخصائية امراض نفسية وعصبية عايشت موضوع المخدرات وأثرها ومضاعفاتها مما اكسبتني مسئولية في الحقل الطبي واتمنى ان اسهم في حل القضية ،وهي قضية لا تستهدف الولاية وحدها وانما تستهدف المجتمع والمواطن . واعتبرت د. ميادة ان مركز حياة مشروع متفرد وجديد علي الرغم من التحديات والصعوبات التى يواجهها ، واكدت علي انها ستعمل علي ان يكون المركز مؤسسة اعتبارية تحت مسئولية ولاية الخرطوم ومعالجة النواقص المتمثلة في بناء مركز ضخم يلبي احتياجات الولاية حتى يتخطى المحلية الى الاقليمية والدولية مؤكدة الحاجة لتوسيع المركز لاستيعاب اكبر عدد من المرضى، وبناء افرع بمحليات الولاية السبع وفي الولايات لمعرفة حجم المشكلة، واضافت ان تردد المرضي يعطي مؤشرا لحجم المشكلة ومعرفة الاسباب المؤدية للادمان . بجانب بناء شراكات مع منظمات المجتمع المدني مما يوسع من مصادر التمويل من الداعمين والمتبرعين اضافة لتفعيل دور المؤسسات ذات الاختصاص تجاه ملف مكافحة المخدرات حتي تكون المسئولية ملزمة تجاه المركز وتفعيل المشاركة الخارجية وتطويرها. د. رحاب حسين شبو قالت إن السودان حسب موقعه الجغرافي يجعله من الدول المتأثرة بالمخدرات وان المركز يهتدي بمؤشرات لمعرفة نسبة التعاطي كما انه بصدد اجراء دراسة حول التعاطي في الجامعات وقالت رحاب إن المركز يقدم الخدمات الطبية والتأهيل النفسي والاجتماعي والاستشارات والتوعية المجتمعية والتغذية العلاجية والخدمات الدوائية حيث استقبل عددا من الحالات تجاوز 1500 حالة من الخرطوموالولايات الاخري بالاضافة الي بعض حالات من الدول العربية والأفريقية كما ساهم المركز في تدريب الكوادر العاملة في المجال وكوادر التعليم العالي والعام في كيفية التعامل مع الادمان، واضافت ان المركز أقام أكثر من 16 دورة تدريبية وورش في مجال علاج الادمان بمشاركة مختصين من الامارات وقطر والسعودية وبريطانيا والولاياتالمتحدة، كما قام المكتب الخاص بالمخدرات في الاممالمتحدة لاول مرة في السودان بالتعاون مع مركز حياة بعقد ورشة تدريبية حول المعايير الدولية للوقاية من الادمان بمشاركة خبير من الاممالمتحدة لافتة إلى أن المركز اقام عددا من البرامج التوعوية والإرشادية حول الاكتشاف المبكر للادمان والتوعية بمخاطر المخدرات وطرق الوقاية في المدارس والجامعات والساحات العامة والمراكز الثقافية استفاد منه اكثر من 12 ألف فرد بجانب توثيق الحالات من اجل البحوث والمعرفة وعدد المتعاطين وانواع التعاطي ومهن المتعاطين. ودلفت رحاب شبو الي الحاجة لمركز متخصص لاستقبال المراهقين والتشخيص المزدوج واضافت ان المركز لا يستقبل الحالات الاقل من 18 سنة. بروفيسور عبد العزيز احمد عمر استشاري بمركز حياة أبان أن المشكلة الرئيسية التي تواجه المركز تدريب الكوادر وتوظيف بعض الكوادر الصحية في وظائف ثابتة اضافة الى ان السعة الاستيعابية للمركز قليلة. د. عمر حاج حسن مدير هيئة العامة للتأمين الصحي بولاية الخرطوم قال إن المركز مثال للتعاون بين المؤسسات بولاية الخرطوم إذ نشأ بشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية بالولاية، ويهدف إلى توطين خدمات العلاج المتكاملة بالسودان والوقاية والتوعية واعادة الدمج في المجتمع. د. خالد عبد الله اختصاصي امراض نفسية بمركز حياة قال إن المركز يقوم باجراء التقييم النفسي للحالات اضافة للكشف الطبي للتأكد من خلو الجسم من اي مشاكل تعوق العملية العلاجية بجانب الفحص المعملي الكامل للمؤثرات العقلية في البول، ثم يتم وضع خطة علاجية لكل مريض والتي تشمل التدخل الدوائي والبرنامج التأهيلي والتأهيل النفسي لمنع الانتكاسة والتدخلات الاجتماعية والعلاج الاسري، وبعد التدخل هناك تنويم بالمركز حسب آراء الفريق المعالج وذلك وفق البرتوكولات العلاجية العالمية .