المخدرات وتعاطيها وانتشارها وتداولها من أكبر المشكلات التي تهدد دول العالم وتسعى لمحاربتها لما لها من أضرار جسيمة في كافة النواحي الصحية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وأكثر الفئات تعاطي لها هم الشباب والفئات المنتجة، فلا بد للأسر والمجتمع أن ينتبه لهذه الظاهرة الخطيرة والمدمرة، ونجد أن وزارة التنمية الاجتماعية أولت هذه القضية اهتماماً للقضاء عليها، وتلاحظ مؤخراً وجود ظاهرة الإدمان خاصة مع تزايد انتشاره في الفئات العمرية الصغيرة، فلجأت الوزارة إلى إنشاء مركز حياة للعلاج والتأهيل النفسي والاجتماعي وتحويله إلى مؤسسة حياة للحماية، ويقوم المركز بالحماية من مخاطر الإدمان بالإضافة لبرامج العلاج والتوعية على مستوى الولاية والسودان، ونظراً لاهتمام الولاية بملف المخدرات قررت إسناده لرئاسة الولاية بقيادة المعتمد بالولاية د.ميادة سوار الدهب لتواصل ما بدأته الوزارة وتستكمل الجهد في حماية المجتمع من خطر المخدرات، ويقوم المركز بإجراء التقييم النفسي للحالات ثم فحصهم من التعاطي إضافة للكشف الطبي للتأكد من خلو الجسم من أي مشاكل تعوق العملية العلاجية، بجانب الفحص المعملي الكامل للمؤثرات العقلية في البول، ثم يتم وضع خطة علاجية لكل مريض والتي تشمل التدخل الدوائي والبرنامج التأهيلي والتأهيل النفسي لمنع الانتكاسة. * وصمة وعائق لفتت وزيرة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم د.أمل البيلي من داخل مركز حياة للعلاج والتأهيل النفسي والاجتماعي، إلى أن مركز حياة يستعد للتحول إلى مؤسسة للعلاج والتأهيل بعد مسيرة استمرت ثلاثة أعوام استقبل حالات تجاوزت 1500 متردد عبر العيادات الخارجية والتنويم وتقديم الاستشارات لحوالي 12 ألف مستفيد، ونوهت إلى إعداد مسودة قانون متخصص للمخدرات في مرحلة المراجعة توطئة لإيداعها مجلس وزراء حكومة ولاية الخرطوم، إضافة لوضع الإستراتيجية الكلية للولاية 2020 -2030 مما يجعل مسيرة المركز راسخة مبنية على رؤى، وقالت لدى تسليم د.ميادة سوار الدهب المعتمد برئاسة الولاية، مسؤولية ملف المخدرات، مشيرة إلى أن المركز يعتبر تحدياً كبيراً واستجابة لحاجة ملحة، ففي الماضي كانت هناك عنابر في المستشفيات ينقصها العلاج التأهيلي والنفسي والاجتماعي، حيث إنه يلبي احتياجات الشريحة الضعيفة ومحدودي الدخل، فالأغنياء كانوا يعالجون أبناءهم في الخارج، وأكدت أنه يعتبر أول مؤسسة مثلت السودان في اجتماعات مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات، بجانب استقباله لعدد من الحالات من الولايات، واستقبل عدداً من الحالات من دول أفريقية وعربية، مشيرة إلى أن واحدة من صعوبات قضية المخدرات هي الوصمة والتي تعتبر عائقاً في تحديد حجم المشكلة. * مشروع متفرد من جانبها قالت المعتمد برئاسة الولاية د.ميادة سوار الدهب إن ولاية الخرطوم أولت المخدرات اهتماماً خاصاً، وإن والي الولاية قال إن المخدرات من المشاكل التي تواجه الولاية، وأضافت أن ملف المخدرات يصب في صميم عملي كطبيبة واختصاصية أمراض نفسية وعصبية عايشت موضوع المخدرات وأثرها ومضاعفاتها مما أكسبني مسؤولية في الحقل الطبي، وأتمنى أن أسهم في حل القضية، وهي قضية لا تستهدف الولاية وإنما تستهدف المجتمع والمواطن، واعتبرت د.ميادة أن مركز حياة مشروع متفرد وجديد على السودان رغم التحديات والصعوبات، وأكدت أنها ستعمل على أن يكون المركز المؤسسة اعتبارية تحت مسؤولية ولاية الخرطوم، ومعالجة النواقص المتمثلة في بناء مركز ضخم يلبي احتياجات الولاية حتى يتخطى المحلية إلى الإقليمية والدولية، مؤكدة الحاجة لتوسيع المركز لاستيعاب أكبر عدد من المرضى وبناء أفرع في محليات الولاية السبع وفي الولايات لمعرفة حجم المشكلة، وأضافت أن تردد المرضى يعطي مؤشراً لحجم المشكلة ومعرفة الأسباب المؤدية للإدمان. *تقديم التأهيل النفسي وفي السياق أشارت مديرة المركز د.رحاب حسين شبو إلى أن السودان حسب ربطه مع الدول، يجعله من الدول المتأثرة بالمخدرات، وأن المركز يعمل على مؤشرات لمعرفة نسبة التعاطي، كما أنه بصدد إجراء دراسة حول التعاطي في الجامعات، وقالت رحاب إن المركز يقدم الخدمات الطبية والتأهيل النفسي والاجتماعي والاستشارات والتوعية المجتمعية والتغذية العلاجية والخدمات الدوائية، حيث استقبل عدداً من الحالات تجاوز 1500 حالة من الخرطوموالولايات الأخرى، بالإضافة إلى بعض الحالات من الدول العربية والأفريقية، كما ساهم المركز في تدريب الكوادر العاملة في المجال، وكوادر التعليم العالي والعام في كيفية التعامل مع الإدمان، ودلفت رحاب شبو للحديث عن الحاجة لمركز متخصص لاستقبال المراهقين والتشخيص المزدوج، وأضافت أن المركز لا يستقبل الحالات الأقل من 18 سنة. * تدريب الكوادر بينما لفت البروفيسور عبد العزيز أحمد عمر استشاري بمركز حياة، إلى أن المشكلة الرئيسية التي تواجه المركز هي تدريب الكوادر وتوظيف بعض الكوادر الصحية في وظائف ثابتة، إضافة إلى أن السعة الاستيعابية للمركز قليلة. وفي السياق قال مدير الهيئة العامة للتأمين الصحي بولاية الخرطوم د.عمر حاج حسن إن المركز هو مثال للتعاون بين المؤسسات في ولاية الخرطوم، فقد نشأ بشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية بالولاية، ويهدف إلى توطين خدمات العلاج المتكاملة بالسودان والوقاية والتوعية وإعادة الدمج في المجتمع. آخر لحظة