- تعكس استضافة الصين لسمنار 2017 للصحفيين والمحررين من وسائل الإعلام في الدول الواقعة على امتداد طول طريق الحرير، مدي الاهتمام الذي تبديه الحكومة الصينية بمستقبل .الطريق الذي سيشكل عصب الاقتصاد لتسريع عملية النمو والتطور في هذه البلدان ويعد الطريق احد الركائز المهمة لمنظومة للاقتصاد الصيني الناهض ويفتح المجال امام اقتصاديات دول الحرير للنهوض والاندماج في حركة الاقتصاد العالمي من خلال اقامة وانشاء البني التحتية من طرق وسكك حديد وشبكات الطاقة والكهرباء و خطوط الغاز والنفط والانترنت والبنية التحتية والمرافئ لتسهيل عملية انتقال واستقبال السلع والخدمات والخدمات المصاحبة لعملية التنمية من نقل للمعارف الثقافية والحضارية لمختلف الشعوب، مما يسهل ايضاً عملية السياحة وتطويرها توطئة لإتاحة الفرصة لشعوب المنطقة والعالم للتعرف على الارث الثقافي والحضاري والفنون من خلال زيارة المناطق السياحية بالمنطقة بعد توفر البنية .التحتية المناسبة لانطلاق هذه الخدمات وتعتبر عملية احياء طريق الحرير بحسب المراقبين تمثل اعادة روح التراث الحضاري الكبير للصين للاندماج وتحقيق اضافات جديدة للإنسانية في المنظومة الحضارية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، الامر الذي من شانه تحقيق مقولة الرئيس الصيني شي جين بهذا الخصوص في قمة 2013 م، والتي اعلن خلالها دعم الصين لخطة طريق الحرير الجديد ليكون طريقا للسلام ولم الشمل والتجارة الحرة"،والعمل على تهيئة الظروف لدعم التنمية الحرة وتشجيع وضع أنظمة عادلة ومقبولة وشفافة للتجارة العالمية وقواعد .الاستثمار".في ظل التبادل الحر والعولمة وتهدف الخطة الطموحة التي وضعتها الصين في 2013 الي تعزيز الروابط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا وما وراء ذلك من خلال استثمارات في البنية التحتية بمليارات الدولارات عبر مجموعة من الاستثمارات في مشاريع للسكك الحديدية والطرق السريعة والمرافئ ومحطات الطاقة التي تربط الصين بدول وسط وجنوب .شرق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وياتي السمنار ضمن سلسلة من الجهود التي قامت بها الحكومة الصينية لتهيئة البيئة في مجموعة دول الطريق عبر وسائل الإعلام لتنوير المواطنين والشعوب بمستقبل الطريق وما يحدثه من نهضة وما يحققه من مصالح تعود بالنفع على هذه المجتمعات واتاحة الفرصة امامها للحاق بركب الحضارة من جديد من خلال .قيام تجمع اقتصادي وثقافي شبيه بالاتحاد الأوروبي ويمثل السمنار الذي يشارك فيه 32 من الصحفيين والمحررين من المؤسسات والوسائل الاعلامية من مجموعة دول الطريق " السودان، موريشص، سيشل، موزمبيق، غانا، سلطنة عمان، اندونيسيا وسريلانكا " تحت اشراف معهد البحوث والتدريب للصحافة والنشر والإذاعة والسينما والتلفزيون التابع لإدارة الدولة وهو مؤسسة وطنية غير ربحية لصناعة الصحافة في الصين، يمثل درجة ادراك الحكومة الصينية ويعكس حجم اهتمامها بمدي خطورة الاعلام في العصر الحديث وتأثيره في مختلف مناحي الحياة. ويمهد هذا السمنار لإفساح المجال امام وسائل الإعلام بمختلف أنواعها للقيام بدورها تجاه المواطن ورعاية مصالح الشعوب من خلال تقديم خدمات اعلامية تصب فى المصالح الوطنية وتحقيق الرفاهية وذلك في إطار احاطة المواطنين واطلاعهم علي مستقبل طريق الحرير الصيني والتكامل والنهضة التي سيحدثها لمستقبل هذه الشعوب باعتبار أن الاعلام يمثل اللاعب الرئيسي والمتقدم في التبشير وتهيئة الاوضاع للانطلاق. واكد هايونغ دينج بينج ( Huang Dengping) نائب سكرتير الحزب الشيوعي الصيني والمسئول في الاكاديمية العالمية للتجارة، لدي مخاطبته الجلسة الافتتاحية للسمنار اهتمام الصين بتعزيز التعاون مع الدول النامية في مختلف المجالات وفي مقدمتها التعاون الاعلامي والاقتصادي، مبينًا ان طريق الحرير يعزز هذا التعاون بين الصين ومختلف البلدان التي يمر بها الطريق، منوهاً الي مستقبل الطريق ودوره في انجاح التعاون بين دول الجنوب. ورحب رئيس المعهد مين لي جون" Men Lijun" في الجلسة الافتتاحية للسمنار بالدارسين ناقلاً ترحيب الشعب الصيني بضيوفه من وسائل الإعلام. وقال ان المعهد يقوم بتنظيم وتقديم برامج تدريبية بالتعاون مع وزارتي التجارة والخارجية الصينية والحزب الشيوعي الصيني ، بالاضافة الى المنظمات الدولية التي تهتم بتقديم برامج تدريبية للكوادر الاعلامية والصينين وكبار الادارين داخليا وخارجياً. مؤكداً أن المعهد يركز جهوده الرئيسية لخدمة الاهداف الاستراتيجية بغرض غرس القيم عن طريق البحث والدراسة لافتاً إلى أن المعهد قام بمحاولات نشطة وبحوث في مجالات التدريب والاستشارات وعقد الورش والسمنارات، مبينًا ان هناك مستويات واسعة تقدم في مجالات متعددة من اليات التدريب في المعهد مع تدريب متكامل لكوادر الحزب والاعلام العالمي، حيث يشارك الدارسون المحليون ومن دول اخري لاعداد المتدرب لانجاز المهمة .بمسؤولية واشتمل السمنار علي محاضرات تناولت تطبيقات تكنولوجيا الاعلام الجديد والتكامل بين شبكات الاعلام الثلاثة في الصين، والتحول في سياسات الاعلام المحلي في عصر الاعلام الجديد. والنشر وتنظيم التقارير والاحداث الهامة، وانتشار خدمة الانترنت والبيئة الاعلامية، الصحفيون والمحررون المتميزون وما يجب ان يتحلوا به في عصر الاعلام الجديد، بالاضافة الي محاضرة عن الاوضاع العامة في دولة الصين، ومحاضرة عن الصناعات الابداعية والثقافية في الصين، ووقف الصحافيون المشاركون في السمنار علي التجربة الاعلامية وتطور وسائل الإعلام في الصين وذلك من خلال تنفيذ زيارات ميدانية لمقر اذاعة الصين الدولية وتلفزيون الصين ومجموعة سنتنت في العاصمة بكين، كما تعرف المشاركون في السمنار علي تجربة الصين في مجال الافلام الرقمية بالاضافة الي تجربة المؤسسات الاعلامية في مدينة هاربن في محافظة هيلونجياين ( Heilongjiang)، بالاضافة الي الوقوف على التجربة الثقافية والحضارية للصين زيارة متحف الصين القومي وبكين القديمة ومتحف السينما بالاضافة الي زيارة المكتبة وحديقة الشمس ودار الاوبرا في هاربن وتعتبر مدينة هاربن المدينة الثانية بعد بكين من حيث التنظيم والصناعات الاعلامية المتطورة التي تستخدم في المساعدة في تنظيم حركة المرور اوقات الزروة وفي الارشاد ولها برامج للمسئولية الاجتماعية. وقد بذل مدير المعهد السيد مين لين ومعاونوه جهوداً كبيرة في تنفيذ هذه البرامج من .سفره في هذه الرحلات خارج مدينة بكين ووقوفه واشرافه المباشر علي هذا البرنامج ويستعرض المشاركون في ختام السمنار الاعمال الاعلامية التطبيقية التي اعدوها وانتجوها وذلك بهدف .عكس مدي الاستفادة من البرامج التي تناولها السمنار علي ضوء التطبيقات الجديدة التي اتاحتها التكنلوجيا في العصر الحالي والانترنت لتحقيق الاهداف، الامر .الذي يجعل من السمنار الاعلامي نقطة التحول والانتقال الاساسية لبداية عصر طريق الحرير