تعديل التوازن المختل بين الريف ذي الآغلبية السكانية والحضر، سيتم تعديله بمشاريع عديدة ذات مسارات متباينة، تدعم المزارعين والرعاة في ولاية شمال كردفان بحسب ما ذكره والي لولاية. وقال والي الولاية أحمد هارون (لسونا) إن المرحلة المقبلة ضمن مشروعات نهضة الولاية ستخصص لمشاريع التنمية المستدامة التي تقدم دعما وسندا لزيادة الانتاج والانتاجية في المجال الزراعي النباتي والحيواني منه على السواء. وقد انهت الولاية لتوها برنامجا تأسيسيا وإعداديا لنهضتها، كانت قد بدأته في مارس 2013، ويتوقع أن يؤتي أوكله بنهاية المرحلة الحالية التي اطلق عليها مرحلة (التنمية المستدامة) تنتهي في اكتوبر العام 2020. وقال الوالي أنه تم تنفيذ نحو 90% من المشروعات التي خطط لها في المرحلة الأعدادية ووصفها بأنه مشروعات ذات أثر ومعنى مهمين، لخلق توازن ورضى نفسي لمواطني الولاية، يشحذ همم للتطلع لما هو أحسن لتحقيق النهوض والرفاه الجتماعي والاقتصادي لسكان الولاية ووفقا للتعداد الأخير للسكان للعام 2008، فإن سكان الولاية التي تبلغ مساحتها 700 كيلو متر، أكثرهم ريفيون إذ يستقر في اريافها حوالي 2.1 مليون نسمة، مقارنة بنحو 650 ألف في حواضرها القليلة وأهمها مدينة الأبيض عاصمة الولاية تاريخياً. ويمتهن أغلب سكان الريف الزراعة والرعي، حيث تتمتع الولاية بموارد زراعية هائلة، تنقسم ما بين الأراضي الزراعية الشاسعة الخصبة والمراعي مترامية الأطراف وغابات الأشجار المثمرة. وجل هذه الأراضي تزرع مطريا، مما يرهن الزراعة لتقلبات الأمطار وتذبذبها وشحها، كما يمارسون الزراعة التقليدية غير المميكنة، ويجعل كل ذلك الريفيون يعانون شظف العيش وبؤسه. ويقول الوالي "خططنا في الولاية لتبديل وتطوير نمط الزراعة التقليدية الأكتفائية إلى نمط حديث مبني على الزراعة الاقتصادية بهدف التصدير. وتطوير نمط الرعي القائم على التفاخر الأجتماعي والبرستيج، إلى نمط حديث يؤسس لتصدير ثروة الرعاة الحيوانية إلى خارج البلاد". ويؤكد "سنتدخل لتحقيق نهضة الريف بحزمة من الأصلاحات والمشاريع في عدة مسارات".تشمل استخدام الكهرباء في المشاريع الزراعية والبساتين وتحقيق الأنتشار المصرفي، توفير وسائل الاتصال والمواصلات وتعبيد الطرق لتسهيل عمليات التصدير لمنتجات وسلع الريف. كما سيتم ربط المزارع بالاسواق ضمن هذه الخدمة وستوفر له التقاوي والأسمدة التي تحسن من إنتاجه وستقدم له المئونة التي تكفيه غائلة الدين المرهق الذي يجعل محصوله غير مربح له. ووصف طريق بارا حمرة الشيخ أمدرمان بأنه سيكون أكبر مشروع تنموي للريف الشمالي في الولاية، حيث سيدخل كل المنطقة الشمالية إلى دائرة الانتاج.وسيكون طريقا لصادرات الولاية. ومن المتوقع أن يتم الفراغ من هذا الطريق الذي يبلغ طوله 341 كيلومتر مع نهاية العام الجاري 2017. قائلا أن جزءا كبيرا منه قد أكتمل، و"ما من كيلو منه إلا وهناك عمل يجري فيه". ووفقا لما ذكره فانه قد تم الاتفاق مع بورصة البن في أثيوبيا لنقل وتأسيس بورصة للمحاصيل والسلع في الولاية. واشار إلى أن هذه البورصة استطاعت أن تخرج مزارعي البن التقليديون في اثيوبيا من فقرهم المدقع الذي تكبدوه لسنوات طوال. وبين أن مشكلة الانتاج والانتاجية في الريف طالما أضر بها أوائك الذين " يدخلون السوق بدون قروش ويطلعون بقروش" ويقصد بهم السماسرة والمضاربون في سلع المزارعين المنتجين البسطاء الذين يتم شرائها باسعار متدنية. والمصدرين الذين يضرون إلى بيع سلعهم بسعر غير تنافسي بسبب السلسلة الكبيرة من المضاربون. مضيفاً إن على هؤلاء السبابة البحث عن عمل آخر لهم.