كتب- سعيد الطيب شهدت العلاقات الثنائية ما بين الخرطوم وكمبالا تطوراً تدريجياً خلال العامين الماصيين , تجلي في زيارة نائب الرئيس الاستاذ حسبو محمد عبد الرحمن علي رأس وفد رفيع فى فبراير 2015م، وشكلت هذه الزيارة تطورا كبيراً في علاقات البلدين وهي تُعد الأولي لمسؤولين سودانيين يزورون العاصمة اليوغندية كمبالا بعد انفصال دولة جنوب السودان ومهدت هذه الزيارة الطريق لتحركات قطار علاقات البلدين إلي الأمام، ومن ثم شهد التواصل قفزه كبيرة من نوعها بزيارة الرئيس اليوغندي يوري موسفيني للخرطوم في زيارة خاطفة إمتدت ليوم وآحد ولكنها كان لها أثرا عميقاً وشكلت علامة فارقة بين الخرطوم وكمبالا أنهت قطيعة إمتدت لعشر سنوات بين البلدين. وكان التطور الاكبر فى مسيرة العلاقات الثنائية زيارة الرئيس البشير إلي يوغندا لحضور حفل تنصيب الرئيس يوري موسفيني ، إذ ظلت مشاركة البشير وسفره إلي كمبالا خارج "ردارات" توقع المتابعين، وما وسع رقعه الدهشة الإستقبال والحفاوة الكبيرة التي أبداها موسيفني للبشير والكلمات القوية في حقه ضيفه التي قُوبلت بتصفيق حار وإحتفاء من المواطنيين اليوغنديين الحاضرين لمراسم الإحتفال، وكانت العلامة الفارقة في خطاب موسفيني إنتقاده اللازع للمحكمة الجنائية الدولية وإعلانه المفاجئ بالإنسحاب منها ، فى السادس والعشرين من يناير 2015م - عقد جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج والمجلس الاعلي للجاليات السودانية والجالية السودانية بيوغندا لقاءًا مع الرئيس اليوغندي يوري موسفيني بالعاصمة اليوغندية كمبالا مساء أمس وذلك خلال احتفالات الجالية السودانية والسفارة وجهاز المغتربين في اسبوع السودان الثقافي في اطار احتفالات البلاد بالذكري ال59 لاستقلال السودان حيث تلقي الرئيس اليوغندي تنويرًا ضافيا حول مناسبة الاستقلال والذي اشاد بالوجود السوداني بيوغندا وبفكرة الحوار المجتمعي المطروحة . وكشف الوفد السوداني برئاسة السفير حاج ماجد محمد سوار الامين العام لجهاز المغتربين والدكتورة نجوي قدح الدم نائب رئيس المجلس الاعلي للجاليات السودانية بالخارج الدور الكبير للسودانيين بالخارج واسهامهم في التنمية مبينه ان السودانيين بيوغندا يقدرون بحوالي 350 - 400 اسرة سودانية هذا فضلاً عن التداخل الاجتماعي الكبير بينهم والمجتمع اليوغندي . وفي ختام اللقاء قد الوفد شكره للرئيس اليوغندي يوري موسفيني والمجتمع اليوغندي علي حسن الضيافة والكرم والتعامل مع المجتمع السوداني بيوغندا وقدموا للرئيس عددًا كبير من الهدايا التذكارية. فى العشرين من يونيو 2016م أكدت الحكومة اليوغندية، دعمها ومساندتها للسودان ضد المحكمة الجنائية الدولية والحصار الاقتصادي الجائر المفروض عليه المفروض عليه حتى ذلك الوقت ،وقد وسلم مبعوث خاص من الرئيس، يوري موسيفني، رسالة للرئيس عمر البشير، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها, وقد أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الأوغندي أوكيلو بأوريم، للصحافيين عقب لقائه البشير، موقف بلاده الرافض للمحكمة الجنائية الدولية وقال" موقف الرئيس اليوغندي وبلادنا ثابت ولن يتزحزح، وأن البشير له أحقية بأن لا يحاكم ويوغندا ستستمر في موقفها الثابت الذي أعلنه الرئيس موسيفني أثناء حفل تنصيبه ".وقال إن نقطة التحول في العلاقات بين بلاده والسودان كانت في سبتمبر 2015، إبان زيارة الرئيس موسيفني للسودان، ومشاركة الرئيس البشير في حفل تنصيب الرئيس موسيفني . فى العاشر من فبراير 2015م أعلن الدكتور عبيد الله محمد عبيد الله وزير الدولة بوزارة الخارجية أن السودان ويوغندا توصلا إلى تفاهمات سيتم بموجبها الحد من أنشطة المجموعات السالبة ضد السودان وان يوغندا أكدت استعدادها للعمل بصورة ايجابية في ابعاد الحركات المسلحة المناوئة للحكومة السودانية من اراضيها . ووصف زيارة نائب الرئيس بأنها كانت ناجحة ومثمرة، مشيراً إلى أن المباحثات كانت برئاسة حسبو وموسفيني، وتم خلالها الاتفاق على كثير من الموضوعات والتوصل إلى تكوين آلية فنية لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليها في الجوانب الأمنية والعسكرية , مضيفا بأن المباحثات السودانية اليوغندية تطرقت أيضاً إلى ضرورة تقوية وتعزيز العلاقات بين البلدين في القريب العاجل وسيتبع ذلك اهتمام كبير في المجال الاقتصادي والاستثماري، وربما تشهد الفترة القادمة اعادة استئناف اجتماعات اللجان المشتركة وخاصة اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، مؤكداً أنه سيكون هناك تنسيق ثنائي في المجالات السياسية على صعيد المحافل الإقليمية والدولية . واختتم وزير الدولة تصريحه بشأن زيارة نائب الرئيس إلى كمبالا قائلاً إن الزيارة وضعت مسار العلاقة بين البلدين في موضع جديد ينبئ بكثير من الأمل في أن تحدث اختراقات حقيقية في العلاقات . فى الرابع عشر من سبتمبر 2015م أشادت بعثة منظمة الدعوة الإسلامية بيوغندا بدعم الرئيس اليوغندي يوري موسفيني ورعايته لأعمال وبرامج المنظمة الخيرية والإنسانية ببلاده ,حيث قال مدير البعثة جلال وهبي "في حوار مع وكالة السودان للأنباء "إن الرئيس موسيفني كان له الفضل والدور الكبير من خلال مشاركته في افتتاح مشروعات المنظمة ومساندته وتشجيعه لأعمالها وبرامجها في تعزيز جهود المانحين والخيرين الذين أسهموا فى دعم عدد من المشروعات ،منوها الى أن رعاية الحكومة اليوغندية للمشاريع التي تقوم بتنفيذها المنظمة كان لها الأثر الطيب في تشجيع المانحين والشركاء والمتعاونين مع المنظمة في دعم الاعمال الخيرية والانسانية بيوغندا . وأضاف أن يوغندا دولة محورية في منطقة وسط وشرق افريقيا ، حيث تتواجد فيها ادارة بعثة منظمة الدعوة الإسلامية لإقليم وسط وشرق افريقيا الذي يتكون من ثلاث بعثات هي اوغندا ورواندا وبورندي . فى السادس عشر من سبتمبر 16-9-2015م(سونا) - اتفق السودان ويوغندا علي تعزيز ومواصلة التعاون بينهما في المسائل الأمنية بما يحقق مصالحهما. واتفق الرئيسان عمر البشير واليوغندي يوري موسفيني علي تنشيط اللجنة الأمنية المشتركة وتعزيز برامج التدريب والتعاون في المجال العسكري للبلدين.ووجه الرئيسان في ختام مباحثاتهما بالخرطوم رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات في البلدين علي العمل لتعزيز التعاون وتنسيق الجهود في المجالات الأمنية بما في ذلك استئناف عمل اللجنة الأمنية المشتركة بهدف التغلب على الخلافات الأمنية بين الجانبين. وقال البيان الختامي الذي أصدره الجانبان في ختام زيارة الرئيس موسفيني للبلاد والتي استمرت يومين "إن الجانبين توصلا إلي تفاهمات هامة متعلقة بالجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والاتجار بالبشر.ونوه البيان إلي أن الرئيسين تطرقا في مباحثاتهما إلي الأخطار الناشئة من انتشار الأسلحة الصغيرة والخفيفة في المنطقة ووسائل مكافحتها والقضاء عليها. وأكد البيان أن الرئيسين شجعا الوزراء المختصين علي العمل علي توقيع مذكرتي تفاهم بشان التعاون في مجال التعليم العالي والشباب والرياضة. وذكر البيان ان الطرفين اتفقا علي الإسراع بإبرام وتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي داخلية البلدين ، كما اتفقا على آليات تنشيط وتحسين التجارة والاستثمار وتأسيس مجلس مشترك لرجال الأعمال. وفى ذات اليوم اكد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية دعم السودان وأوغندا لجهود السلام في كافة الدول الافريقية خاصة في دولة جنوب السودان.وقال البشير خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس اليوغندي يوري موسفيني بمطار الخرطوم اليوم في ختام زيارة الرئيس اليوغندي للبلاد انه بحث مع موسفيني العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يصب في مصلحة السودان وأوغندا ومصلحة الاقليم. فى الثالث عشر من نوفمبر 2016م التقت الاستاذة أميرة الفاضل أمين العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني بالاستاذ ريتشارد تودونغ نائب الامين العام لحزب حركة المقاومة الوطنية الحزب الحاكم بيوغندا وتناول اللقاء مجمل القضايا الحزبية والاقتصادية بين الحزبين .وفى اليوم التالى انطلقت بالمركز العام للمؤتمر الوطني المباحثات المشتركة بين حزب المؤتمر الوطني وحركة المقاومة الوطنية الحزب الحاكم في يوغندا برئاسة الأستاذة أميرة الفاضل؛ رئيس قطاع العلاقات الخارجية المؤتمر الوطني، والسيد رتشارد تود دونغ نائب الأمين العام للحزب الحاكم اليوغندي . حيث تم التباحث حول أوجه التعاون السياسي بين الحزبين وتبادل الخبرات والتجارب . وكان د. نافع علي نافع، الأمين العام لمجلس الأحزاب السياسية الإفريقية قد ثمن زيارة وفد حزب حركة المقاومة الوطنية بيوغندا برئاسة جاستن كاسول للسودان، مبيناً أن الأمانة العامة تسعى، في الفترة القادمة، لإنشاء المجلس الاقتصادي والمنبر الإعلامي. فى التاسع عشر من فبراير الماضى وقع المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا ( مقرة الخرطوم) اليوم مع جمهورية يوغندا علي اتفاقيتي قرض بقيمة 11,50 مليون دولار لتمويل مشروع تطوير طريق لويرو -بوتالانجو بجانب اتفاقية ضمان لخطي ائتمان لفائدة بنك يوغندا بقيمة 6ملايين دولار و10 ملايين علي التوالي وذلك في اطار برنامج المصرف العربي لتمويل التجارة الخارجية والقطاع الخاص . ويهدف مشروع تطوير طريق لويرو -بوتالانجو في يوغندا الي الاسهام في ربط اقاليم الوسط الشرقي في لويرو وناكساكي بكافة مناطق البلاد مع العاصمة كمبالا كما يهدف الي تحسين كفاءة حركة المرور والسلامة علي الطريق وتأمين وصول السكان الي مراكز الخدمات الاجتماعية وخفض زمن الرحلات وتكاليف تشغيل المركبات وخفض تكلفة النقل . فى الرابع والعشرين من يونيو الماضى بحث الاستاذ حسبو محمد عبدالرحمن نائب رئيس الجمهورية على هامش مؤتمر قمة التضامن مع اللاجئين مع الرئيس اليوغندي يوري موسفيني العلاقات بين البلدين ومسيرة السلام ونتائج الحوار الوطني في السودان والوضع في ولايات دارفور. وقال السفير عطا المنان بخيت وزير الدولة بالخارجية أن الرئيس اليوغندي أكد خلال اللقاء أن بلاده تدعم كل الجهود التي تقوم بها الحكومة السودانية لتحقيق الامن والاستقرار وأن يوغندا ستكون سندا وعضدا له وقال إنه أبدي استعداده لتقديم المساعدة والدعم فى المجال لافتا إلى أن موسفيني أوضح أن بلاده لن تكون مركزا لانطلاق أعمال ضد السودان. وفى السادس عشر من يوليو الماضى أكدت رئيسة برلمان يوغندا ربيكا كاداجا علي ضرورة وضع استراتيجية لمواكبة أهداف التنمية المستدامة، مشيرة الي دور البرلمان في هذا الاتجاه .ودعت لدي مخاطبتها الجلسة الافتتاحية للاجتماع السنوي الثالث لشبكة البرلمانيين الأفارقة بقاعة الصداقة بشأن تقييم التنمية (ابنود) الي تعميم استراتيجية يوغندا في مجال التقييم . وقالت ان السياسات تتسق مع الجندر مشددة لتطبيقها في انحاء القارة حتى تفي الميزانيات بالبرامج المطلوبه . فى اغسطس الماضى استقبل وزير الخارجية، بروفيسور ابراهيم غندور، بمكتبه السيد جيمس كنوبي، سفير جمهورية يوغندا الجديد لدى السودان بغرض تقديم نسخة من أوراق اعتماده توطئة لتقديم أصل الأوراق لفخامة السيد رئيس الجمهورية لمباشرة عمله سفيرا فوق العادة ومفوضا لدى السودان. وفى نوفمبر الجارى افلح الرئيسان عمر البشير ويورى موسفينى خلال الفترة الاخيرة في كسر الجمود الذي شاب علاقات الخرطوم وكمبالا، حيث شكلت زيارة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير الي يوغندا 13-14 نوفمبر الجاري مرتكزا جديداً في سلم علاقات البلدين قوامه وعموده الفقري الاقتصاد والمصالح التجارية. بالرغم من حضور الملفات الاقليمية والدولية في قمة البشير وموسفيني المغلقة بالقصر الرئاسي بعنتبي وفي مقدمتها الملف الامني في منطقة البحيرات وجنوب السودان والصومال الا ان الموقف من هذه الملفات بات مجمعا عليه من الدولتين وياتي في مقدمة برامجهما والتزاماتهما الاقليمية والدولية الرامية لايجاد حلول ضمن اطر الايقاد والاتحاد الافريقي لانهاء الازمات في هذه المناطق, الا ان التطور الجديد في هذه الزيارة هو لغة المصالح المشتركة التي برزت بكل وضوح في رغبة الخرطوم وكمبالا في القفز بالعلاقات الي الامام الامر الذي تجلي في رئاسة رئيسي البلدين عمر البشير ويوري موسفيني لمنتدي رجال الاعمال بعنتبي والسماع للمختصين في هذا المجال ثم تحدثا ووجها الوزراء والمختصين من الجانبين بضرورة مراجعة كل ما تم الاتفاق عليه بين البلدين في اللجنة العليا وتنفيذه علي ارض الواقع كما وافق الطرفان علي مقترح تقدم به الرئيس البشير يدعو الي اقامة ملتقي اقتصادي استثماري سوداني يوغندي عربي بالخرطوم لمناقشة العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين وكان واضحا ان الموافقة علي الملتقي تهدف الي جلب رؤوس الاموال لدفع الانشطة الاقتصادية وضخ الحياة في شرايين الاقتصاد في الدولتين. لقد كان حجم الاهتمام اليوغندي بالزيارة كبيرا في كافة المستويات حيث استقبل رئيس الجمهورية استقبالا كبيرا بالقصر الرئاسي بعنتبي كما نظم له برنامج اجتماعي , كذلك عبر وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور عن ارتياح السودان لنتائج زيارة الرئيس البشير الى يوغندا والتى وصفها بأنها تاريخية وقال انها ستفتح صفحة جديدة فى علاقات البلدين، لافتا الى التحسن الكبير الذى طرأ فى علاقاتهما، وزاد قائلا" الزيارة تاريخية بكل المقاييس وستكون لها آثارها على المنطقة نظرا لوزن البلدين. اخيرا بالنظر الى مسيرة العلاقات السودانية الاوغندية خلال العامين الماضيين سيلاحظ ان الخرطوم وكمبالا ادركتا الدور الذي تلعبه العلاقات الاقتصادية والروابط التاريخية الاجتماعية والثقافية فى ازالة واذابة الظنون السياسيةوالنظر للمستقبل واختيار المصالح الاقتصادية نهجا جديدا للانطلاق والتطور .