- أسفر بحثٌ أجرته هيئة البحوث الزراعية بالولاية الشمالية، عن توفر عددٌ كبيرٌ جداً من سلالات التمور البزرية يمكن أن تكون اصنافًاً ممتازة تستهلك محليا وعالمياً. وقالت الأستاذة والباحثة بهيئة البحوث الزراعية محطة مروي مريم إبن عوف، إنهم قد وجدوا، في مساحة صغيرة تبلغ 50 كيلومتر في مدينة نوري وحتى مدينة القرير، أكثر من 180 سلالة بزرية لتمور غير منتشرة ومعروفة فقط لأصحابها. واستطردت، هذا يعنى إن السودان الذي يعرف بأنتاج حوالي ثمانية أنواع من التمور الجافة، قد يكون أحد البلدان القلائل التي يتوفر بها أكبر عدد من أصناف وأنواع التمور المختلفة الرطبة والشهية المذاق. وتعني السلالة البزرية أن الثمرة لم تصنف ولم تسمى بعد لعدم أنتشارها، وأن الأخرين لم يتعرفوا على طعمها وخصائصها بعد لحصرها في مكان معين، بحسب ما أوضحت الباحثة مريم، قائلة :(أن السلالات البزرية التي وجدت قد تكون أكثر من ذلك بكثير، بالتوسع في رقعة المسح. وجميعها يختلف تماما من حيث الشكل واللون والحجم والطعم عن بعضها البعض). وتذكر أن وجود معمل للأكثار النسيجي للتمور سيساهم بأقتدار وفي مدة وجيزة في إنتاج آلأف من هذه البزور، وبالتالي سرعة أنتشارها ومعرفة المستهلكين بها في الداخل والخارج، ومن ثم يمكن تصنيفها وتسميتها. قائلة أن هناك تعاوناً قد بدا في هذا المجال بينهم ومصنع بربر التابع لشركة الراجحي السعودية. وتقول إنه في سالف الزمان كان أكثر إنتاج البلاد من التمور في الولاية الشمالية ولعدم توفر الطرق المعبدة وصعوبة الانتقال وترحيل هذه التمور إلى باقي أنحاء البلاد كانت أغلب التمور التي يسوقونها جافة حتى تصلح للسفر الطويل. ولكن حاليا بعد تعبيد الطرق وتطور مذاق المستهلكين صاروا يفضلون التمور الرطبة وهو ما يمكن توفره عن طريق المزيد من الانتاج باستخدام تقنيات الاكثار النسيجي. وتعد مدينة دنقلا التي تبعد عن الخرطوم بحوالي 500 كيلو متر بقراها المتعددة ومناطق المحس شمالها من أغنى بقاع السودان بأنتاج أجود أنواع التمور في السودان وقد أنتقلت زراعة النخيل من هذه المناطق إلى باقي أنحاء السودان. ويصنف السودان الثامن عالميا فى مجال زراعة وإنتاج التمور، حيث يمتلك حوالي 8 ملايين نخلة، تنتج نحو 425 ألف طن تمور سنويا. وتتركز زراعة النخيل فى السودان فى ثلاث ولايات رئيسية هى الولاية الشمالية، ثم ولاية نهر النيل ثم ولاية شمال دارفور، حيث تتوافر بها نحو 81.4% من إجمالى أشجار النخيل فى السودان، فيما تتوزع النسبة الباقية على ولايات الخرطوم والجزيرة وكسلا والبحر الأحمر. وجل انتاج التمور السودانية يستهلك محليا فهو من أكثر أنواع الفاكهة الغنية بالسكريات الطبيعية وأرخصها وأكثرها تواجدا طوال العام. ولا يصدر منه ألا ما نسبته 5% . ويحب السودانيون أكل البلح بكل أنواعه وأصنافه وفي مختلف أوان نضجه وتكونه، رطبا وتمرا وبلحا. ويقرمشونه جافا، إذ تعتبر الأصناف الجافة والنصف جافة هي أكثر الأصناف المزروعة في السودان. ويتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً. ويأكلونها فراداى ووحدانا وزرافات وزمراً أي في المناسبات العامة والجمعية. وكان المهرجان الدولي الأول للتمور السودانية 2017، الذي انهي اعماله أول أمس السبت، قد تضمن ندوة علميةعن النخيل شمل 16 موضوعا وتخصصا، حيث قدمت ورقة عن الاكثار النسيجي لنخيل التمر وتقنيات تلقيحه. فيما أكد مدير مصنع (تمور النيل) ومدير الجودة الشاملة للشركة الافريقية للتطوير والتنمية، إحدى شركات الراجحي الدولية للاستثمار، محمد عبدالرازق احمد، أن التمور السودانية خاصة القنديلة والكلمة تستطيع أن تنافس في أسواق التمور العالمية كأفضل الأصناف اذا اتبع المنتجون سياسة تطويرية من المزرعة حتى التصنيع . وقال (لسونا) في جناحهم بالمعرض المصاحب للمهرجان، إن الشركة أسست مشاريع اجتماعية لتنمية المواطن بنهر النيل والشمالية منها معمل للأكثار النسيجي لاستنباط نوعيات جديدة من التمور منها المجدول كأفضل صنف في العالم. وإن المعمل والمصنع يستنبطان فسائل ممتازة تقدم للمزارعين باسعار رمزية وبتقنية عالية تسهم في تنمية وتطوير التمور السودانية. ب ع