كتب- سعيد الطيب تتجه الانظار الاقليمية والدولية فى ترقب الحدث الاقتصادى الافريقى الخالص الذى بادر به السودان ودعا اليه لعقده بالخرطوم فى الثلث الاول من ابريل القادم وهو تنظيم وعقد قمة اقتصادية لدول القرن الافريقى الهدف منها تحقيق التكامل والشراكة الاقتصادية بين السودان وأثيوبيا وأريتريا وجيبوتيوالصومال في مجالات الاستثمار والتجارة وتبادل المعلومات والخبرات, وسيكون التجمع الاقتصادي الجديد جسرا نحو التعاون الاقتصادي وتنسيق المواقف السياسية بين تلك الدول الخمس. ستبدأ القمة بالخبراء الذين سيجتمعون يومى التاسع ةالعاشر من ابريل تعقبها اجتماعات وزراء الخارجية في الحادي عشر منه توطئة لانعقاد القمة في الثاني عشر من أبريل, وقد تم إعداد مسودة النظام الأساسي المنشئ للتجمع، وأرسل رئيس جمهورية السودان عمر البشير الدعوات لنظرائه في دول القرن الأفريقي للمشاركة في أعمال القمة". تشمل منطقة القرن الأفريقي الجزء الممتد على اليابسة الواقع غرب البحر الأحمر وخليج عدن على شكل قرن، أربع دول هي الصومالوجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا، بينما تتسع المنطقة أكثر عند النظر لها من زاوية سياسية واقتصادية لتشمل كينيا والسودان وجنوب السودان وأوغندا, وتمثل منطقة شرق أفريقيا المتحكمة بمنابع النيل والمسيطرة على مداخل البحر الأحمر وخليج عدن، وبالتالى إن لم تكن جزءا رئيسيا من القرن الأفريقي فهي امتداد حيوي له. تقدر مساحة القرن الأفريقي بمفهومه الضيق (الصومال، جيبوتي، إريتريا، إثيوبيا) نحو 1.9 مليون كيلومتر مربع. ويبلغ عدد سكانها نحو 115 مليون نسمة وفقا لتقديرات عام 2014. السودان اولا فى هذا الخصوص سيما وحسب دكتور صلاح عبد القادر الخبير بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية الذى اكد تماما أن المساحة المزروعة بالسودان تبلغ 30% من جملة المساحات المزروعة بالوطن العربي يليه المغرب ب 15% ثم الجزائر وسوريا والعراق وتونس والسعودية ومصر وليبيا، و يمتلك السودان 110 ملايين رأس من الثروة الحيوانية ويليه الصومال . تعتبر إريتريا واحدة من أكثر دول العالم اعتمادا على الدول المانحة للمساعدات، في حين توقفت المساعدات بشكل كبير عن الصومال منذ تدخل دولي مأساوي ودموي أوائل التسعينيات. أما إثيوبيا فإن مساعدات التنمية الأوروبية تشكل ثلث ميزانيتها السنوية، وقد تحولت من بلد فقير شهد سلسلة من المجاعات أودت بحياة أكثر من مليون إنسان إلى أيقونة أفريقيا، وأصبحت تسجل منذ سنوات أسرع معدل نمو عالمي بعد أن كانت عام 2000 ثاني أفقر بلاد العالم حيث قفز ناتجها القومي من نحو سبعة مليارات دولار عام 1994 إلى قرابة 62 مليارا عام 2016.كما استطاعت الحكومة خفض نسبة الفقر إلى 50%، أما جيبوتي فتسعى إلى رفع مستوى اقتصادها بالاستفادة من موقعها الإستراتيجي على مضيق باب المندب الذي يتيح لها الاستثمار في اقتصاد الموانئ. ليست أهمية القرن الأفريقي وليدة اليوم، فقد كانت ومنذ العصور القديمة محط أنظار القوى والإمبراطوريات المهيمنة، لأهميتها الإستراتيجية وإطلالها على طرق التجارة الدولية البرية والبحرية، ومنذ القرن ال 15 ازداد التنافس الغربي على النفوذ بهذه المنطقة، بل وتحول لصراع في حالات عديدة. وبالنظر للأهمية الإستراتيجية التي تشكلها هذه المنطقة الحساسة فقد أصبحت نقطة جذب وتركيز واهتمام من لدن أطراف دولية وإقليمية عديدة تتصارع على مواطن الثروة والنفوذ ومراكز القوة والحضور. وزاد من أهميتها الإستراتيجية كونها تمثل منطقة اتصال مع شبه الجزيرة العربية الغنية بالنفط، فالموانئ وحاملات النفط والغاز والاتجار بالبضائع والأسلحة وعبور الأشخاص عوامل جعلت منها نقطة جذب دولية. وسعت دول عربية عديدة السنوات الأخيرة لتقوية حضورها في تلك المنطقة نظرا للأهمية الاقتصادية والإستراتيجية لتلك الدول عموما وللبلدان التي يمر نفطها عبر المنافذ البحرية التي تتحكم فيها هذه الدول، بيد أن ذلك لم يكن قاصرا فقط على هذه الدول، فالعديد من دول الغرب وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وكذلك الصين والهند واليابان وتركيا وإيران وإسرائيل تسعى كلها لتقوية نفوذها بهذه المنطقة.