- قال المشاركون في الاجتماعات السنوية للمصرف الإفريقي للتنمية 2018 في بوسان بكوريا الجنوبية، إن كثيرا من الشباب الأفارقة يقترحون حلولا مبتكرة لمشاكل القارة ويجب أن يحظوا بالثقة لدعم التصنيع في القارة. وكانت كيفية الاستفادة من شباب القارة لتسريع الازدهار الاقتصادي من خلال التصنيع محور جلسة حول موضوع "ربط الابتكار والصناعة: الشباب الإفريقي في ديناميكيات حل التحديات القارية". وقد افتتح رئيس المصرف الإفريقي للتنمية، أكيوومي أديسينا، النقاشات بتسليط الضوء على الكيفية التي يستطيع بها الشباب في أنحاء القارة إحداث صناعات جديدة. واعتبر أن "الشباب ليسوا فقط مستقبل أفريقيا ، بل هم حاضرها كذلك. إنهم يمثلون روح المبادرة والطاقة وهذا ما يجب استغلاله وتوسيع نطاقه لدفع الثورة الصناعية في إفريقيا والمصرف هنا لاستغلال هذه الطاقة". وذكرت وسائل إعلام المصرف الإفريقي للتنمية أن بدر الإدريسي، وهو شاب مغربي شارك في تأسيس "أتلان سباس" وهي شركة ناشئة تستخدم الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار في حل بعض المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. وقد ساعد هذا الابتكار المغرب في مكافحة الصيد غير المشروع بفعالية. وقال الإدريسي أمام المشاركين، "إنهم يقولون إن الذكاء الاصطناعي ليس موجها لإفريقيا، ونحن هنا لإثبات أن ذلك خاطئ". واستغل إدريسي عمله الدولي الذي دام 12 عامًا في ميكروسوفت ونوكيا لتوفير حلول تقنية، خلقت بدورها، فرص عمل للعديد من الشباب المغاربة. وفي كينيا، استقالت المصرفية الشابة، لورنا روتو، من وظيفتها لتشارك في تأسيس شركة "إكوبوست"، وهي مؤسسة اجتماعية خلقت الآلاف من فرص العمل الدائمة للناس في المجتمعات المهمشة، بالإضافة إلى مساهمتها في الحفاظ على البيئة. وقالت روتو في الجلسة "لقد استلهمت مما اعتقدت أنه كان سيئا في مجتمعي، حيث كانت الاشجار تقطع والنفايات البلاستيكية ترمى في كل مكان". "كان صعبا جدا بالنسبة لي أن أستقيل من وظيفة مصرفية جيدة، لكن كان عليّ أن أكمل طموحي بصفتي مقاولًة، وهنا حصلت عندي فكرة بأن النفايات تمثل موردا وليست أشياء للرمي فقط". وقد نجحت "إيكوبوست" حتى الآن في تحويل أكثر من ثلاثة ملايين كيلوغرام من النفايات البلاستيكية إلى خشب بلاستيكي، وأنقذت أكثر من 500 هكتار من الغابات وساعدت في تخفيف تغير المناخ في كينيا. وكذلك تشتغل شركة إدغيل إنك، وهي شركة ليبرية ناجحة أسسها أبيغيل أوري لتحويل النفايات إلى منتجات مصنّعة للتصدير. كما قدم يوري نموذج أعماله في الجلسة، إلى جانب الزامبية موتوبا نغوما، المديرة العامة لشركة تابيرا إندستري ليميتيد التي تحول أنشطتها الزيت النباتي إلى وقود الديزل الحيوي والصابون. وهنأ أديسينا رجال الأعمال الشباب على تحويل التحديات إلى فرص وحثهم على مواصلة تمثيل التصنيع في أفريقيا. وحذر من أن "الهجرات الجماعية للشباب عبر البحر المتوسط ليست هي إفريقيا التي نريدها".