كتب- سعيد الطيب قال زميلى الاعلامى عبد العزيز إبراهيم : هل تساءلت يوما.. لماذا يحب الأميركيون رمضان في السودان كثيراً؟ سؤال طرحته السفارة الامريكية فى السودان على صفحتها فى الفيسبوك وأجاب عليه موظفو السفارة الأميركية، بما فيهم أفراد مشاة البحرية الأميركية ( المارينز ) . نحن فى السودان لازلنا وسنزال نمارس فى زهو واعتداد خاصة فى شهر رمضان المبارك عادتين .. الاولى تسمى ( الضرا ) وهى خروج الناس من بيوتهم يحملون صوانى افطار رمضان ويجلسون جماعات فى الميادين الصغيرة والكبيرة داخل المدن الكبيرة والطرفية والقرى والفرقان ، ويتناولون وجبة افطار رمضان .والعادة الثانية تسمى (حبس الدرب) وهى توقيف الغرباء على الطريق والتلويح لأصحاب السيارات لتناول الإفطار طمعا في نيل ثواب إفطار الصائمين. وكلتا العادتين الهدف منهما المشاركة المجتمعية فى تناول افطار رمضان وفى صورة جماعية ثم تفطير المارة واصحاب العربات الذين يمرون وقت اذان المغرب وفى صورة (اجبارية ) جاءت منها كلمة (حبس الدرب) اى توقيف اضطرارى من اجل افطار صائم . وكانت العادة السودانية الثانية قد جذبت أفراد السفارة الأميركية بالخرطوم. وفي محاكاة منهم تعبر عن احترام وتقدير شهر رمضان عند المسلمين لتلك العادة رأى المارة في شارع النيل بالخرطوم أفراداً من موظفي السفارة الأميركية وجنوداً من المارينز يلوحون للمارة لتناول الإفطار على الطريقة الأميركية من الدجاج المقلي وشرائح البطاطا . وكانت شبكة(العربية نت) قد نشرت في الأسبوع الأول من رمضان صورا للمستشار السياسي للسفارة الأميركية برفقة 15 موظفا من طاقم السفارة الأميركية بينهم أفراد من مشاة البحرية يتناولون الإفطار في حي شعبي جنوبالخرطوم. وفي مطلع هذا الأسبوع شوهد مدير العلاقات العامة بالسفارة الأميركية في زي سوداني شعبي، وهو يتناول الإفطار الرمضاني مع أحد أصدقاء السفارة الأميركية بالخرطوم. واعرب كيث هيوز مدير العلاقات العامة بالسفارة على موقعها بقوله (إنه لشرف لي أن أحضر إلى هنا لأرى كيف يحتفل السودانيون بشهر رمضان وكرمهم السخيّ، وإن هذا التواصل المباشر بين السودانيين والأميركيين سيساعد على فهم كل منا الآخر) وأضاف أن "هنالك تشابها كبيرا بين الولاياتالمتحدة والسودان في التعدد والتنوع."وذكرت السفارة على موقعها أن الرئيس الأميركي الأسبق، توماس جيفرسون، يمتلك نسخة من القرآن من ترجمة جورج سوس، وهي الآن موجودة في مجموعات مكتبة الكونغرس. اما من جانب الاممالمتحدة فقد قام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاسبوع الثانى من شهر رمضان الحالى بعمل رمزيّ محترم بصيامه يوماً مع عناصر قوات حفظ السلام الأممية في مالي الأفريقية، وفي الوقت نفسه التضامن مع المسلمين هناك في شهر رمضان. اما على مستوى العالم ككل وفي استجابة لدعوة من منظمة (يوم الحجاب العالمي) التي تديرها ناظمة خان، تقوم الآلاف من النساء في العالم، بالتضامن مع المسلمات المحجبات اللاتي يعانين تمييزا عنصريا نتيجة ارتدائهن الحجاب، بارتداء اللباس نفسه ثلاثين يوما، مدة الشهر الكريم، كما أن كثيرات منهن يتضامنّ ايضاً عبر ممارسة الصيام واختبار آثاره النفسية والصحية عليهن. وهى فكرة تبنتها ودعت إليها المسلمة الأمريكية ناظمة خان، التي تعيش في نيويورك، وبدأت في تنفيذها منذ عام 2013م.والفكرة تدعو النساء غير المحجبات، لارتداء الحجاب ليوم واحد للوقوف تضامناً مع النساء المحجبات، ومع حقهم في ارتداء الحجاب، في وقت تتصاعد فيه موجة التخويف من الحجاب في العديد من الدول الغربية، وقرارات بحظر ارتداء الحجاب الشرعي، في الأماكن العامة، الذي يتعارض مع الشعارات التي ترفعها هذه الدول، من حرية الاعتقاد، وحرية الملبس. من بين تلك النسوة الائى شاركن إيلي لويد، وهي مسيحية بريطانية، لخّصت موقفها من المسألة بالقول إن الحجاب هو مجرد قطعة من القماش لكنه يحمل، بالنسبة للمسلمات اللاتي يضعنه، أعمق المعاني الروحية. يمكن اعتبار الحجاب تعبيراً كفاحيا عن الهوية الثقافية الدينية، ولكنّه، في الوقت نفسه، أصبح عنوانا للمظلومية الإسلامية المستفحلة العواقب في أنحاء العالم، فأمريكا، التي كانت عند نشوئها، ملجأ للأقليات الدينية المضطهدة، صارت اليوم، بفضل رئيسها دونالد ترامب، وتصاعد الاتجاهات اليمينية المتطرفة فيها، ممنوعة على مواطني ستّ أمم مسلمة، وبريطانيا، التي هي أقدم ديمقراطية غربية، صار فيها يوم عنصريّ لمعاقبة المسلمين، وفي فرنسا تطالب 300 شخصية بحذف آيات لا تعجبها من القرآن، وفي بلدان أوروبية أخرى، كهنغاريا، التي يحكمها فيكتور أوربان، وهو عنصريّ صريح، فتصدر قوانين تجعل مساعدة اللاجئين جرما يقود للسجن، ولا داعي طبعا لمدّ السلسلة نحو الصين وميانمار وروسيا بل وبعض الدول العربية الإسلامية نفسها!