- أكد الخبير المعتمد لدى اليونيسكو بروفيسور إسماعيل علي الفحيل أن اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي التي وقع عليها السودان ضمن 175 دولة من دول العالم في العام 2003م بباريس، أن الاتفاقية تهدف إلى احترام التراث الثقافي غير المادي للجماعات والمجموعات المعنية وللأفراد المعنيين و تنفيذ برامج توعوية على الصعيد المحلي والوطني والدولي، وذلك لتأكيد أهمية التراث الثقافي غير المادي، بجانب الحث على التقدير المتبادل لهذا التراث مع تحقيق التعاون والمساعدين الدوليين تجاه المحافظة وصون التراث الثقافي غير المادي. استعرض بروفيسور الفحيل في المحاضرة التي قدمها اليوم بقاعة الحاج صديق ودعة بجامعة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور للمشاركين في ورشة "تنفيذ اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي" التي نظمها المجلس القومي للتراث الثقافي ومنظمة اليونسكو للعاملين والمهتمين بالعمل الثقافي بولايات دارفور أمس واليوم، استعرض بعض مواد اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي وتعريفاتها، مشيرا إلى أنها تعني بكافة الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات خاصة في ما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، والتي تعتبرها الجماعات والمجموعات والأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي المتوارث عبر الأجيال، والذي يتم إبداعه وتجديده باستمرار عبر الجماعات والمجموعات بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، مضيفا أن تلك الممارسات تسهم في تنمية الإحساس بالهوية والشعور بما يعزز احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية. وأضاف بروف الفحيل أن التراث الثقافي غير المادي يتجلى بصفة خاصة في التقاليد وأشكال التعبير الشفهي، بما في ذلك اللغة كواسطة للتعبير عن التراث الثقافي غير المادي، علاوة على تجليها في الفنون والتقاليد وأداء العروض والممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات و المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، إضافة إلى المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية. وفيما يتعلق بكيفية صون التراث الثقافي غير المادي أوضح الفحيل أن الاتفاقية قد نصت على التدابير الرامية إلى ضمان استدامة التراث الثقافي غير المادي، بما في ذلك تحديد ماهية التراث وتوثيقه وإجراء البحوث بشأنه والمحافظة عليه وحمايته وتعزيزه وإبرازه ونقله، ولا سيما عن طريق التعليم النظامي وغير النظامي. وقد دار نقاش مستفيض من المشاركين في الورشة ومداخلات علمية من الخبراء المشاركين في الورشة أكدت جميعها أهمية العمل على جمع وتوثيق التراث الثقافي السوداني غير المادي وتسجيله لدى اليونسكو لحفظ اسم السودان ورسمه في مجال التراث الثقافي غير المادي. وستختتم الورشة أعمالها عصر اليوم وتصدر توصياتها الختامية.