دخل السودان الوطن الحبيب مرحلة تاريخية جديدة في الرابع من أغسطس الجاري حينما تم بقاعة الصداقة بالخرطوم التوقيع على الاتفاق النهائي (الإعلان الدستوري) بالأحرف الأولى بحضور الوسيط الإفريقي البروفيسور محمد الحسن لبات ومبعوث رئيس الوزراء الإثيوبي السفير محمود درير. ووقع عن المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي وعن قوى إعلان الحرية والتغيير الأستاذ أحمد الربيع .
وتوثيقا لهذا الحدث السياسي التاريخي الذي سيمهد الطريق تماما لبدء مرحلة الانتقال الديمقراطي للسلطة من خلال فترة انتقالية تمتد ثلاث سنوات نرصد ردود الفعل المحلية :
قال الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي إن السودان بالتوقيع على إعلان الوثيقة الدستورية فتح صفحة جديدة من تاريخه وأضاف: "دخلنا كشركاء في المفاوضات وخرجنا فريقا واحدا همنا السودان ولن يهدأ لنا بال حتى نحكم بالقصاص العادل على كل من أجرم في حق الوطن والمواطن".
محمد الحسن لبات الوسيط الإفريقي الذي صبر مع الشعب السوداني وهو يتطلع للحظة التوقيع هنأ الشعب السوداني بمناسبة التوقيع بالأحرف الأولى على الإعلان الدستوري، وقال إنه تم بالإرادة والضمير والوفاء لدماء الشهداء بتلاحم الشعب مع قواته المسلحة، وشدد على ضرورة المحا فظة على ثورة الشعب المجيدة والقوات المسلحة والمنظومة الدفاعية للبلاد، مؤكدا أن الشعوب التي أهملت جيوشها وقواتها ذهبت إلى مهب الرياح .
بينما قال السفيرمحمود درير ومبعوث الرئيس الإثيوبي أبي أحمد للسودان إن الوثيقة الدستورية التي وقع عليها المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير اليوم تؤسس لفترة انتقالية يتحقق فيها السلام الشامل والدائم بالسودان.
لكن د. عمر الدقير ممثل قوى إعلان الحرية والتغيير ذرف الدموع في مستهل كلمته في حفل التوقيع متحسرا على أرواح الشباب الذين قدموا أنفسهم فداء للثورة المجيدة، مؤكدا أن الإعلان الدستوري يفتح صفحة جديدة ويمهد الطريق لتشكيل الفترة الانتقالية، مشيرا إلى أن أولويات المرحلة الانتقالية تحقيق السلام الشامل وتفكيك دولة الإنقاذ البائدة وإجراء الإصلاح الاقتصادي وبناء علاقات خارجية متوازنة فضلا عن البناء الدستوري حتى الوصول إلى الانتخابات بعد ثلاثة أعوام.
ولايات :
أكد اللواء الركن يس إبراهيم عبدالغني والي النيل الأزرق المكلف؛ أن الولاية ستشهد نقلة كبيرة عقب التوقيع النهائي على الوثيقة الدستورية في ظل الحريات والوضع الجديد الذي تشهده البلاد. هنأ الناظر أسامة محمد الهجا سلمان ناظر قبيلة سليم المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير بالتوافق على الوثيقة الدستورية. عبر عدد من مواطني وقيادات الأحزاب السياسية والمجتمعية بولاية غرب كردفان عن ترحيبها بالاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير حول الوثيقة الدستورية. عبر عدد من مواطني وقيادات الأحزاب السياسية والمجتمعية بولاية غرب كردفان عن ترحيبها بالاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير حول الوثيقة الدستورية. قوبل الاتفاق على الوثيقة الدستورية بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير بارتياحٍ كبيرٍ وسط جماهير محلية المناقل وعبرت القطاعات وقيادات الطيف السياسي بالمناقل عن ارتياحها. أكد الأستاذ يس أحمد الفكي القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بولاية الجزيرة أن الاتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير إيجابي.
التنظيمات والأحزاب السياسية :
رحب صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق وحزب مؤتمر البجا بالاتفاق على الوثيقة الدستورية والسياسية بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير والذي يعتبر مدخلا للعملية الديمقراطية وتحقيق السلام المستدام بالبلاد .
هنأ الأستاذ عثمان إبراهيم الطويل رئيس تيار المستقلين الوطنيين الأحرار السودانيين بمناسبة توقيع الاتفاق على الوثيقة الدستورية واعتبره بمثابة مدخل لوحدة الصف الوطني.
رحبت مبادرة أساتذة الجامعات السودانية من أجل الوطن التي تم تدشينها ب(منبر وكالة السودان للأنباء) بالاتفاق حول الوثيقة الدستورية الذي تم بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير.
خبراء سياسيون:
أكد الخبير والمحلل السياسي الأستاذ محيي الدين محمد محيي الدين أن تصريحات الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي التي أدلى بها مؤخرا عقب الاتفاق بين المجلس وقوى إعلان الحرية والتغيير على كل بنود الوثيقة الدستورية، ودعا فيها كل أبناء السودان في الخارج للعودة والمشاركة في بناء السودان الجديد وفق قيم الحرية والعدالة وأنه لن يكون هناك إقصاء لأحد أكد أنها تمثل صفحة جديدة في تاريخ الحياة والممارسة السياسية السودانية، مبيناً أن المرحلة الجديدة التي يمر بها الوطن عقب توقيع الاتفاق الأخير هي مرحلة بناء وبداية تحول حقيقي.
ووصف الأستاذ عبدالعزيز النور الأمين العام لحزب الوطن تصريحات البرهان بالصادقة والصادرة من رجل وطني غيور مباركاً الاتفاق الذي تم بين العسكري والحرية والتغيير، مشدداً على ضرورة استصحاب كل القوى السياسية في هذا الاتفاق حتى يكون شاملا ومفتوحاً لكل الأحزاب السياسية خاصة الأحزاب التي شاركت في صناعة الثورة وحمايتها، منوهاً إلى أن الجبهة الوطنية للتغيير التي ينتمي إليها حزب الوطن وعدد من الأحزاب خرجت من حكومة الرئيس المخلوع قبل الثورة ودعت لإسقاطه ولابد أن يستصحبوا في المرحلة القادمة.
وشدد الدكتور حسين كرشوم الخبير الاستراتيجي على ضرورة مشاركة كل الأحزاب والقوى السياسية في بناء السودان حتى لو لم تكن مشاركة في الحكومة يمكن أن تشارك بإبداء الرأي وأن الحياة السياسية الديمقراطية قوامها الأحزاب موضحاً أنه لامجال لأحد أن يقف موقف المتفرج في معركة بناء السودان الجديد، داعياً الأحزاب التي لم تشارك في التفاوض للقيام بواجب مراقبة تنفيذ بنود الاتفاق.
وأكد البروفيسور إبراهيم محمد آدم الخبير السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة بحري أن التحدي القادم هو تحدي بناء السودان وأنه تحد كبير يحتاج لتضافر جهود السودانيين داخل وخارج الوطن، منوهاً لإنشاء مشروعات لمساهمة السودانيين بالخارج في البناء عبر التحويلات المالية المباشرة كمشاريع البناء في الشقيقة مصر.
وأعلن الأكاديمي بمركز دراسات السلام والتنمية بجامعة الدلنج بولاية جنوب كردفان يوسف الحاج الدود عن ترحيبه بالاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، واعتبره خطوة جادة لها ما بعدها وتضع الناس في الخط الصحيح لإنجاز أهداف الثورة ، مضيفا أن الاتفاق بداية للتغيير ونقطة تحول لإزالة النظام السابق، وأكد أهمية تبصير المواطن وتمليكه أدق تفاصيل الاتفاق والإعلان الدستوري .