- وصف والي كسلا المكلف اللواء ركن محمود بابكر محمد همد الأحداث الأخيرة التي شهدتها ولاية البحر الأحمر بين أبناء النوبة والبني عامر والتي راح ضحيتها عدد من طرفي النزاع بأنه عمل لايشبه أخلاق وتسامح السودانيين، وأكد همد بأنه سيكون بالمرصاد لكل من يثير النعرات القلبية والدعوة الى العنصرية. جاء ذلك لدى مخاطبته بأمانة حكومة ولاية كسلا اللقاء الجامع الذي نظمته الإدارة العامة للدعوة والإرشاد للأئمة والدعاة ورجالات الدين المسيحي بالتنسيق مع المبادرة الشبابية الأخوية لرتق النسيج الاجتماعي ونبذ الجهوية بولاية كسلا بحضور أعضاء لجنة أمن الولاية وعدد من القيادات، وأشاد الوالي بقيام المبادرة والقائمين على أمرها خاصة الشباب من ابناء النوبة والبني عامر وقبولهم التحدي والتواصل مع قيادة الولاية فضلا عن الدور الكبير الذي قامت به الإدارة العامة للشباب والرياضة عبر برامجها الثقافية والرياضية التي أسهمت كثيرا في توصيل الرسالة المجتمعية خاصة مناطق التماس بين أحياء النوبة والبني عامر، ودعا الوالي في هذا الصدد رجالات العمل الديني من الدعاة والقساوسة الى مخاطبة كل شرائح المجتمع في ظل دعوة السلام لكل الأديان السماوية، مؤكدا حوجة الولاية وإنسانها للسلام والاستقرار، ونفى الوالي عدم وجود أية أسباب جوهرية متوارثة او حديثة أدت الى نشوب الصراع بين القبيلتين؛ الأمر الذي يؤكد تعايش ابناء القبيلتين مع بعضهم منذ سنوات طويلة، ونوه همد الى ضرورة محاربة الشائعات التي تؤدي الى النعرات، مؤكدا بأن مسؤولية أجهزة الولاية حماية كل مكونات الولاية، وقال: إننا نثمن المبادرة الشبابية ونريد أن تكون واحدة من الوسائل التي يستبشر بها لتكون أنموذجا على مستوى الولايات وكل أهل السودان، ووجه في هذا الصدد الأجهزة الأمنية بالولاية بدعم المبادرة وأنشطتها بالإضافة الى تأمين الولاية التأمين الكامل، بالإضافة الى توجه المبادرة الى ولاية البحر الاحمر للمساهمة في تهدئة الأوضاع، وجدد همد اهتمام الولاية بتوصيل الخدمات للمناطق الطرفية حتى لاتكون مدعاة للغبن. من جانبه؛ بعث مدير الإدارة العامة للإرشاد والدعوة الدكتور محمد الخليفة عثمان دقليل بعدد من الرسائل الدعوية والتوعوية التي من شأنها تحقيق السلام والأمن فضلا عن دور الأئمة والدعاة ورجالات الدين والطرق الصوفية والمكونات الدينية وقيام الشراكات بينها للوصول الى تخقيق السلم الاجتماعي وربطه، وأمن دقليل على أهمية تطبيق مبدأ الاعتراف بالآخر وتأصيل أصل الفرد والاهتمام بالخطاب الدعوي الهادف، واستعرض القس موسى اركانجلو ممثل القساوسة دور الكنائس في التوعية للشباب والعائلات ونهيها للدعوة للخلافات، مشيدا بالمبادرة والعمل على دعم أهدافها وكل ما يمكن من تحقيق الأمن والاستقرار، وأمن نائب الأمين العام للمبادرة محمد عمر معلا ممثل ابناء النوبة على الخطوات التي تمت في إطار احتواء الصراع وعدم توسع دائرته بالولاية فضلا عن الجهود المبذولة لتسوية الخلافات عرفيا او اللجوء الى القضاء، وكشف عن مخرجات الاجتماعات التي تمت بين شباب القبيلتين التي بحثت في أسباب الخلاف وتحليل الإشكاليات وسبل حلها، مبينا عدم وجود أسباب تاريخية للصراع بين الطرفين ، وذهب معلا الى أن وجود الظواهر السالبة في مناطق ابناء جبال النوبة نتيجة لضعف البرامج الخدمية والاجتماعية، داعيا الى إزالة ما أسماها فوارق، مؤكدا مواصلة جهودهم في المبادرة للحفاظ على الترابط الاجتماعي الذي يربط بين ابناء النوبة والبني عامر، وتناول الأمين العام للمبادرة عبد العزيز؛ ممثل ابناء البني عامر أهداف المبادرة وبداياتها منذ أحداث ولاية القضارف في شهر يونيو الماضي، مبينا أن هنالك أطرافا خفية - لم يسمها - تعمل على استغلال النفوس الضعيفة من القبيلتين، واستعرض الترتيبات التي تمت لتمكين عمل المبادرة من خلال تكوين عدد من اللجان على مستوى عدد من الأحياء تعنى بمراقبة الإفرازات السالبة في المجتمعات ومعالجتها اذا أمكن او اللجوء الى القضاء، مبينا مساهمة البرامج التي نفذت عبر الإدارة العامة للشباب والرياضة ودورها في توصيل الرسالة خاصة وأن الفتنة ليس فيها طرف منتصر.