الرياض 8-9-2019م (وكالات) - أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس أن بلادها منفتحة على الاستثمار الصيني، مرحبة في الوقت ذاته باستثمار جميع الشركات الصينية في ألمانيا. ميركل التي كانت تتحدث في بكين خلال زيارة تقوم بها إلى الصين، أضافت أن بلادها تفحص الاستثمارات في قطاعات استراتيجية محددة والبنية التحتية المهمة. وبحسب "رويترز"، فإن زيارة ميركل الحالية، وهي ال12 لها إلى الصين بصفتها مستشارة، تأتي في ظل الحاجة إلى التعاون المثمر بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم على وقع الضبابية العالمية. وأسهمت الصين في أكبر حصة من الواردات إلى ألمانيا في 2018 ببضائع تبلغ قيمتها 106.2 مليار يورو (117.4 مليار دولار). ووصلت ميركل إلى الصين أمس الأول برفقة وفد كبير من رجال الأعمال، وضم الوفد المرافق لميركل مسؤولين من شركات بينها "فولكسفاجن" و"أليانز" "ودويتشه بنك". وعلى هامش زيارة ميركل لبكين، وقعت شركات ألمانية أمس 11 اتفاقية تعاون مع الصين، وتتعلق الاتفاقيات بمجالات تقنيات الطيران والملاحة البحرية والطاقة والسيارات الكهربائية والتمويل والتأمين والتنقل المترابط والحد من النفايات وإعادة تدويرها. ووقعت شركة "إيرباص" الأوروبية لصناعة الطائرات اتفاقا مع شركة صناعة الطيران الصينية "إيه في آي سي" لصيانة طائرات إيرباص من طراز "إيه 320" في المصنع الحالي بمدينة تيانجين الصينية، حيث يُجرى تجميع طائرات إيرباص. كما وقعت شركة "أليانز" الألمانية للتأمين اتفاقا استراتيجيا مع بنك الصين لتعزيز التعاون في مجال المالية والتأمين. ووقعت شركة "ستريت سكوتر" المملوكة لشركة "دويتشه بوست" الألمانية للبريد مع شركة "شيري هولدينج" الصينية للسيارات مذكرة تفاهم لإنتاج وتطوير مركبات تجارية كهربائية تستخدم في المرحلة النهائية للتوزيع. وأعلنت شركة "ستريت سكوتر" إجمالي استثمارات مع الشركة الصينية بقيمة تصل إلى 500 مليون يورو، مضيفة أنه من المخطط البدء في الإنتاج بحلول عام 2021 بغرض صناعة 100 ألف سيارة كهربائية سنويا. كما وقعت مجموعة "سيمنس" الألمانية العملاقة للصناعات الهندسية مذكرة تفاهم مع شركة "ستيت باور إنفستمنت هوربورشين ليمتد" الصينية للطاقة للتعاون في إنتاج توربينات الغاز. في الوقت نفسه، وقعت مجموعة "ألبا" الألمانية لإعادة تدوير النفايات اتفاقية تعاون استراتيجي مع مجموعة "شينزن إنيرجي" الصينية للطاقة لتأسيس شركة محاصة للتعاون في الحد من النفايات وإعادة تدويرها في مدينة شينزن الصينية. وتركزت المحادثات بين الرئيس الصيني شي جين بينج والمستشارة الألمانية حول الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين والاضطرابات في هونج كونج والعلاقات الثنائية. وخلال المؤتمر الصحافي، الذي شاركت فيه ميركل مع رئيس الوزراء الصيني لي كيه تشيانج، طالبت المستشارة من كل الأطراف المعنية بالاضطرابات، التي تشهدها هونج كونج بالابتعاد عن العنف والتوصل إلى حل عبر الحوار. ورحبت ميركل بتراجع هونج كونج بالكامل عن القانون المثير للجدل لتسليم المتهمين إلى الصين، معربة عن أملها في أن يتمكن المتظاهرون من المشاركة في الحوار. وكانت حكومة هونج كونج ربطت التراجع عن مشروع القانون بإجراء حوار بين كل أطياف المجتمع، حيث يتجاوز السخط بين مواطني هونج كونج، البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة، هذا القانون، ويمتد إلى مشكلات اقتصادية واجتماعية. ويعتزم ليه كه تشيانج إنهاء "الفوضى" في هونج كونج، وذكر أن الحكومة المركزية في الصين أكدت أكثر من مرة أن التعامل مع منطقة الحكم الذاتي الصينية "هونج كونج" سيتم "على أساس قانوني". في سياق آخر، ذكرت المستشارة الألمانية أن المشكلات التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدة تؤثر في العالم بأكمله وإنها تأمل في التوصل إلى تسوية لها قريبا. والشركات الألمانية في مرمى نيران الصراع التجاري بين الولاياتالمتحدةوالصين، وانكمش اقتصادها، وهو الأكبر في أوروبا، بفعل تراجع أكبر للصادرات في الربع الثاني من العام الجاري. ويقول خبراء اقتصاد بارزون إنها تواجه ركودا على الأخص بعد بيانات صناعية ضعيفة نشرت في وقت سابق من الأسبوع الجاري. لكن بينما يضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على الشركات الأمريكية للبحث عن سبل لإغلاق عملياتها الصينية وتصنيع مزيد من المنتجات في الولاياتالمتحدة، ترغب ميركل في بدء مرحلة جديدة من علاقات الاتحاد الأوروبي مع بكين.