الخرطوم 29-9-2019(سونا) تقرير عباس العشاري شددت ندوة مناقشة أبعاد وثيقة الأخوة الإنسانية التي نظمها سعادة سفير دولة الإمارات لدي السودان حمد محمد الجنيبي وشارك فيها عدد من من السفراء والبعثات الدبلوماسية المعتمدة ولفيف من اهل الفكر والرموز السياسية والاجتماعية والشعبية، شددت على أن الأزمات السياسية الطاحنة والظلم وافتقار العدالة التوزيع للثروات الطبيعية التي يستأثر بها قلة من الأثرياء ويحرم منها السواد الأعظم من شعوب الأرض، مما نتج أعداد هائلة من المرضى والمعوزين والموتى وازمات قاتلة تشهدها كثير من الدول برغم ما تزخر به تلك البلاد من كنوز وثروات . ورحب المشاركون في الندوة بفكرة الندوة، مشيدين بما يقدمه السفير الاماراتي من اهتمام، مستعرضين هدفها وتركيزها على القاسم المشترك الايماني والانساني، واكد المتحدثون متانة علاقة السودان بالامارات ودعمها المتواصل مع كافة الدول. وقال السفير الجنيبي لدى مخاطبته الندوة أن الندوة اقيمت في عدد من الدول بما فيها الخرطوم مشيرا الى أن بلاده تبذل قصارى جهودها لتعزيز التواصل بين الثقافات واتباع الديانات المختلفة حيث تبنت منذ بداياتها مبادئ التعايش السلمي واحترام الاديان وحقوق المقيمين بغض النظر عن العرق او الدين وتعزيز حقوق المرأة، لافتا الى زيارة قداسة بابا الفاتيكان الى ابوظبي والتي تزامنت مع زيارة شيخ الازهر جاءت ثمرة لجهود دولة الامارات التي امتدت الى ثلاثة عقود في تعزيز قيم التسامح والوسطية والسلام والتعددية الدينية. واضاف أن الامارات نجحت في تقديم نموذج للامن والاستقرار والتسامح في المنطقة وان نجاحها يأتي من وسطية نهجها واعتدال السياسة الخارجية وانفتاحها على العالم الخارجي. وتناولت ورقة مناقشة ابعاد وثيقة الاخوة الانسانية التي قدمت في الندوة أن الوثيقة تم التوقيع عليها بأبوظبي بين شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرانسيس هدفت لتعزيز قيم التسامح والوسطية والسلام والتعددية وان الاعلان الذي يأتي انطلاقا من تأمل عميق لواقع العالم المعاصر وتقدير نجاحاته ومعايشة آلامه ومآسيه وكوارثه ليؤمن ايمانا جازما بأن اهم اسباب ازمة العالم اليوم تعود الى تغييب الضمير الانساني واقصاء الاخلاق الدينية. وتناولت الوثيقة أن التاريخ يؤكد أن التطرف الديني والقومي والتعصب قد اثمر في العالم سواء في الغرب او الشرق ما يمكن أن يطلق عليه بوادر حرب المية ثالثة وبدأت تكشف عن وجهها القبيح في كثير من الاماكن وعن اوضاع مأساوية . واكدت الوثيقة ان هدف الاديان الاول والأهم هو الايمان بالله وعبادته وتحث جميع البشر على الايمان بأن هذا الكون يعتمد على إله يحكمه هو الخالق الذي اوجدنا بحكمة إلهية واعطانا هبة الحياة وان الاديان لم تكن ابدا للحروب او باعثة لمشاعر الكراهية والعداء والتعصب واكدت الوثيقة أن القناعة الراسخة بأن التعاليم الصحيحة للاديان تدعو الى التمسك بقيم السلام وان الحرية حق لكل انسان وان العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول الى حياة كريمة وان الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس وان الحوار بين المؤمنين يعني التلاقي وان حماية دور العبادة من معابد وكنائس ومساجد واجب تكفله كل الاديان وان الارهاب البغيض الذي يهدد امن الناس هو نتيجة لتراكمات المفاهيم الخاطئة لنصوص الاديان وسياسات الجوع والفقر والظلم. وخلصت الوثيقة إلى ان مفهوم المواطنة يقوم على المساواة في الواجبات والحقوق وان العلاقة بين الشرق والغرب هي ضرورة قصوى لكونها لايمكن الاستعاضة عنها او تجاهلها وان الاعتراف بحق المرأة في التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية هو ضرورة ملحة وان حقوق الاطفال والمسنين والضعفاء واجبة الحماية . وفي الختام اعلنت الوثيقة في سبيل التعاون المشترك بين الازهر الشريف والكنيسة الكاثوليكية العمل علي ايصال الوثيقة الى صناع القرار العالمي والقيادات المؤثرة ورجال الدين والمنظمات الاقليمية والعالمية وقادة الفكر والرأي وان يتم نشر ما جاء فيها من مبادئ على كافة المستويات والدعوة الى العمل الى ترجمتها الى سياسات وقرارات ونصوص تشريعية ومناهج تعليمية ومواد اعلامية وان تصبح موضع بحث وتأمل حتى تكون دعوة للمصالحة والتآخي بين الجميع.