واشنطن 7-10-2019م (بى بى سى )-أعلن البيت الأبيض، في تحول رئيسي، أن الولاياتالمتحدة ستفسح المجال أمام عملية تركية وشيكة ضد قوات يقودها الأكراد شمال شرقي سوريا. وترغب تركيا في إزاحة مسلحين أكراد تعتبرهم إرهابيين، بعيدا عن الحدود، وإقامة منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين. وقال البيان الأمريكي إن الأتراك يتحملون المسؤولية عن كل أسرى تنظيم الدولة في المنطقة. وتتلقى وحدات حماية الشعب الكردي دعما قويا من الولاياتالمتحدة التي تحتفظ بالمئات من جنودها في سوريا. وفي يناير هدد الرئيس ترامب ب "تدمير تركيا اقتصاديا" إذا هي أقدمت على مهاجمة قوات كردية عقب انسحاب أمريكي مخطَّط له من سوريا. إلا أن بيان البيت الأبيض، الصادر يوم الأحد، لم يشر إلى وحدات حماية الشعب الكردي التي اضطلعت بدور قيادي في إنزال الهزيمة بتنظيم الدولة في سوريا. وجاء البيان عقب اتصال هاتفي بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب اردوغان. ماذا قال بيان البيت الأبيض؟ قال البيان إن "تركيا ستمضي قدما قريبا في عمليتها، المخطط لها منذ فترة طويلة شمالي سوريا". وأضاف: "لن تدعم القوات الأمريكية العملية أو تشارك فيها، ولن تكون قوات الولاياتالمتحدة، بعد أن هزمت خلافة تنظيم الدولة، في المنطقة التي تجري فيها العملية". كما ذكر بيان البيت الأبيض أن تركيا ستتولى المسؤولية الكاملة فيما يتعلق بمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ممن وقعوا أسرى في العامين الماضيين. ونوه البيان عن أن "الحكومة الأمريكية مارست ضغوطا على كل من فرنسا وألمانيا وغيرهما من الدول الأوروبية، التي وفد منها هؤلاء الأسرى التابعون لتنظيم الدولة، وذلك لاستردادهم لكن هذه الدول رفضت ذلك وأبدت عدم رغبة في عودتهم". وأضاف البيان الأمريكي:"لن تتحمل الولاياتالمتحدة مسؤوليتهم لمدة قد تطول لسنوات عديدة وتكاليف طائلة من أموال دافعي الضرائب الأمريكية". ما خطة تركيا؟ وفي وقت متأخر من يوم الأحد، أفاد مكتب الرئيس التركي أنه تباحث مع الرئيس ترامب عبر الهاتف بشأن خطة تركية لتدشين "منطقة آمنة" شمال شرقي سوريا. وقال المكتب إنه كانت هناك حاجة إلى هذه الخطوة لمكافحة "الإرهابيين" وتهيئة الأجواء الضرورية لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم. وتستضيف تركيا ما يربوا على 3.6 ملايين سوري فروا بحياتهم من نيران الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011. وترغب تركيا في ترحيل مليوني لاجئ سوري عندها إلى المنطقة الآمنة المشار إليها. وفي المكالمة الهاتفية، أعرب أردوغان عن "إحباطه" مما وصفه بفشل البيروقراطية الأمريكية على الصعيدين العسكري والأمني في تنفيذ اتفاق بشأن المنطقة كان قد تم التوصل إليه في أغسطس/آب. ولوّح اردوغان، أمس الأول السبت، بأن قوات تركية ستشن هجوما عبر الحدود في الأيام المقبلة، دون أن يقدم تفاصيل عن مدى الهجوم المخطط له. خلفية الصراع كانت وحدات حماية الشعب الكردي مكونا رئيسيا في قوات سوريا الديمقراطية، التي أنزلت الهزيمة بتنظيم الدولة في سوريا بدعم من الولاياتالمتحدة. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردي امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور، والذي حارب لثلاثة عقود في سبيل إقامة منطقة حكم ذاتي كردي. وتنكر وحدات حماية الشعب الكردية أي روابط تنظيمية مباشرة بحزب العمال الكردستاني. وتدين تركياالولاياتالمتحدة لدعم وحدات حماية الشعب الكردية.