تقرير: هند الامين الخرطوم 10-10-2019 (سونا) – يعتبر التنوع الحيوي مهم لإحداث التنمية المستدامة ويلعب دوراً مهماً في استمرارية حياة الإنسان، و«التنوع الحيوي» هو تباين الكائنات العضوية الحية المستمدة من كافة المصادر كالنظم الإيكولوجية الأرضية والبحرية والأحياء المائية والمركبات الإيكولوجية التي تعد جزءاً منها، وذلك يتضمن التنوع داخل الأنواع وبين الأنواع والنظم الإيكولوجية. وتبرز أهمية الحفاظ على التنوع الحيوي إنطلاقا من التناقص المطرد في أعداد أجناس الحياة فقد أظهرت بيانات أصدرتها الجمعية الحيوانية في لندن أن العالم قد فقد منذ السبعينات من القرن الماضي ما يقرب من ثلث الحياة البرية التي تعيش فيه. وأشارت البيانات إلى أن عدد الأنواع التي تعيش على سطح الأرض قد انخفض بنسبة 25%، بينما انخفضت الأنواع البحرية بنسبة 28% والتي تعيش في المياه الحلوة بنسبة 29%. وتظهر الإحصاءات أن الجنس البشري يمحو نحو 1% من الأنواع الأخرى التي تسكن الكرة الأرضية كل عام، مما يعني أننا نعيش إحدى "مراحل الانقراض الكبرى" كما تقول المجلة. ويعتبر السودان من الدول الغنية بالموارد البيولوجية المتنوعة مثل التنوع الحيوي الزراعي ،التنوع الحيوي في الغابات ، المراعي ،الحياة البرية ،التنوع البحري والساحلي، التنوع في المياه الداخلية و التنوع الحيوي للحشرات. وقالت دكتورة ختمة العوض في الورقة التي قدمتها حول التنوع الحيوي بورشة (تعزيز كفاءة الإعلاميين في تناول القضايا البيئية ) مستعرضة التنوع الحيوي في النباتات ان الذرة الرفيعة والدخن تعد من أهم محاصيل الحبوب التي تزرع في السودان.وهو جزءًا من مراكز المنشآء للذرة الرفيعة والدخن والسمسم والشمام والبامية والتمر الجاف ومركز ثانوي للفلفل الحار والكركدي كما توجد أقارب برية من الذرة الرفيعة والدخن والأرز والبامية والبطيخ والشمام والسمسم في البلاد. وتشتهر أنواع النباتات المحلية البرية والمزروعة بأهميتها في الطب الشعبي و اضاقت ختمة العوض ان غالبية هذه النباتات الطبية والعطرية لا تزال برية أو مزروعة على نطاق ضيق والعديد منها مهددة بالانقراض. وتشير التقديرات إلى أن التنوع الحيوي للغابات في السودان يصل الى حوالي 533 نوعا من الأشجار 25 منها غريبة. كما يوجد حوالي 184 نوع شجيرة في ، 33 منها غريبة ويعتبر الهشاب أكثر أنواع الغابات انتشارًا وتمثل أكثر من ثلثي اشجار الغابات بالسودان كما يوجد به عدد من الأشجار والشجيرات الأصلية والغريبة منقرضةأو أنها مهددة بشكل خطير. وبعد انفصال جنوب السودان في عام 2011 انخفض الغطاء الشجري من 29 ٪ إلى 11.6 ٪. بالإضافة إلى ذلك ، فإن معدل الاستزراع الغابي وإعادة الاستزراع الغابى في السودان قل بكثير من معدل قطع الأشجار ، حيث يتراوح بين 250000 و 1301970 فدان وتدعم الغابات والمراعي حوالي 101 مليون رأس من الأبقار والأغنام والماعز والإبل ومجموعة واسعة من أنواع الحياة البرية و تدعم الأعلاف احتياجات حوالي 37 ٪ من إجمالي احتياجات الأعلاف توفرها المراعي ، أي ما يعادل 70 ٪ من إجمالي الأعلاف الحيوانية المتاحة. وقالت ختمة العوض إن الانخفاض في مساحة وإنتاج المراعي والمراعي في عامي 2009 و 2011 مقارنة بمتوسط الفترة 1985-1993 يقدر بحوالي 33 ٪ و 50 ٪ على التوالي وان العديد من أنواع النباتات ذات القيمة أو المستساغة مهددة بالانقراض و يمتلك السودان ثروة متنوعة من أنواع الماشية المستأنسة ، والتي تشمل الماشية والأغنام والماعز والإبل ؛ مع أنواع مختلفة من السلالات تحمل أسماء القبيلة أو المنطقة وتم إدخال عدد من السلالات الغريبة لكل من الماشية وبعض الحيوانات المستأنسة الأخرى في البلاد مما أدى إلى فقدان التنوع الوراثي للسلالات المحلية. ويتمتع السودان بتنزع الحياة البرية في المناطق المحمية وموائل متفرقة خارج المناطق المحمية في مختلف المناطق البيئية والنظم الإيكولوجية والبحرية في السودان وهنالك تناقص في عدد الأنواع البرية أو اختفى العديد منها موائلها السابقة. وبالنسبة للنظم الايكولوجية الساحلية والبحرية فان طول الساحل السوداني للبحر الأحمر يبلغ حوالي 750 كم ، بما في ذلك الخلجان والمداخل و تشكل البحيرات الساحلية والخلجان المحمية في البحر الأحمر موانئل طبيعية وأماكن هبوط للأسماك ،ويحتوي البحر الأحمر على موائل جذابة ، وشعاب مرجانية خاصة ، وأشجار المانغروف ، الأعشاب البحرية وما يرتبط بها من مصايد الأسماك البحرية والتنوع البيولوجي ، بما في ذلك أسماك القرش ،، والسلاحف ومجموعة متنوعة من الطيور البحرية. و يقتصر التنوع البيولوجي للمياه الداخلية على الشريط الضيق لنظام نهر النيل في السودان ، باستثناء بعض البحيرات في غرب السودان وتعتبر المياه الداخلية موائل مهمة للطيور ة المهاجرة. تحديد وتصنيف الحيوانات والنباتات المائية ليس دقيقًا ولا كاملاً كما لم يتم مسح جميع المياه الداخلية. وعلى مستوى التنوع الحشري تم جمع أكثر من 5000 نوع من الحشرات تنتمي إلى 246 عائلة و 15 رتبة في السودان وتم تحديدها بواسطة وحدة جمع الحشرات في مركز البحوث الزراعية كما أدى الاستخدام غير الرشيد للمبيدات الحشرية لمكافحة الآفات الحشرية للمحاصيل الحقلية والبستانية إلى القضاء على الحشرات المفيدة مثل الحيوانات المفترسة والطفيليات والملقحات النباتية بما في ذلك نحل العسل. وفي دراسة استقصائية أكثر شمولاً لتنوع الفطريات أجريت في أوائل الخمسينيات في بعض أجزاء السودان تم تسجيل 383 نوعًا فطريًا ينتمي إلى 175 جنسًا. في تقارير لاحقة ، تم الإبلاغ عن عدد كبير من الفطريات كعوامل مسببة للأمراض المحاصيل تم الإبلاغ عن تورط عدة أنواع من الخمائر والأنواع في تخمير العديد من الأطعمة السودانية الأصلية.