تقرىر: سمية عبد النبي الخرطوم 11-9-2019م(سونا) - انخفض عدد المكفوفين بالبلاد من 500 الف كفيف إلى 250 الف، منهم 125 بنسبة 50٪ بسبب المياه البيضاء (الكتراكت) وذلك للجهود الكبيرة للبرنامج القومي لمكافحة العمى والشركاء المنظمات بناء على تقرير من ادارة صحة العين بوزارة الصحة ولاية الخرطوم أن نسبة العمى كانت 1.5٪ في العام 2003 وتدنت إلى نسبة 1٪ في العام 2010 ،ثم إلى 0.7٪ في العام 2014، والمطلوب الوصول إلى نسبة 0.3٪ بحلول 2020. ويعتبر الكتراكت (المياه البيضاء) السبب الرئيسي للعمى في السودان حيث يوجد 125 الف كفيف في السودان بسبب الكتراكت، 55٪ منها يمكن علاجها بالكامل جراحيا، ويتم إجراء اكثر من 100الف عملية سنوياً، واكثر من 90٪ من العمليات يتم إجراؤها مع زرع عدسة صناعية داخل العين مقارنة بأقل من 15٪ من العام 2003. كما تعد الجلوكوما (المياه السوداء) أشهر أمراض العين التي تهدد بفقدان البصر دون أن يلاحظ المريض ذلك إلا في الحالات الحادة حيث يشعر المريض بنقص في النظر مع ألم شديد وقد يصاحبه احمرار العين مع صداع وغثيان، ويساعد اكتشاف المرض في مراحله الأولى بشكل كبير في الحد من مضاعفاته. وتعتبر التراكوما هي السبب الرئيسي للعمى في السودان حتى سبعينيات القرن الماضي، بالشراكة مع مركز كارتر قام البرنامج القومي لمكافحة العمى بإجراء أكبر مسح للتراكوما بولايات السودان، الحيث تبلغ نسبة التراكوما في الخرطوم أقل من 1٪ ويتوقع الإعلان عن القضاء النهائي على المرض من السودان قبل 2020. اعتلال الشبكية السكري هو السبب الرئيسي الأول للعمى بين المصابين بمرض السكري في الأعمار ما بين 20-75 سنة، ويحدث اعتلال الشبكية عندما يؤثر السكر على الأوعية الدموية الدقيقة داخل نسيج الشبكية ويبدأ تأثيره على العين بدون أعراض ولكن بالكشف المبكر والعلاج تقل نسبة فقدان النظر الشديد بنسبه 95٪ ولا يقتصر العمى على الكبار فقط حيث أن هناك طفل كفيف بين كل 1000 طفل في إلسودان، ومعظم حالات العمى وسط الاطفال لأسباب خلقية ووراثية ناتجة عن كثرة التزاوج بين الأقارب. يصيب الكسل البصري (كسل العين) حوالي اثنين من كل مائة مولود جديد خصوصاً عند الأطفال الذين يولدون ولادة مبكرة، والدراسات الحديثة أظهرت شيوع المرض لدى الأطفال مماثلة لنسبته لدى الكبار فبرنامج الصحة المدرسية الذي تنفذه وزارة الصحة ولاية الخرطوم ساهم في الاكتشاف المبكر للأخطاء الإنكسارية وأمراض العيون المختلفة ، حيث أن هنالك مليون طفل يتلقون خدمات العيون عبر برنامج الصحة المدرسية من كشف طبي، توزيع نظارات، علاج وأدوية اضافة لتوزيع اكثر من مليون حبة فيتامين (أ) للتلاميذ للوقاية من العمى الليلي. البنية التحتية لمكافحة العمى بالسودان تخطو خطوات حثيثة حيث أن 40٪ من المصابين بالعمى الممكن علاجه غير قادرين على الحصول على العلاج بسبب الفقر (حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية) لذا مطلوب مركز رعاية أولية للعيون لكل 100 الف مواطن ومستشفى عيون لكل 10 مليون مواطن 0 كما أن لزيادة عدد اختصاصي العيون دور كبيرفي مكافحة العمى حيث زاد عدد اختصاصي العيون من 90 في عام 2003 إلى 750 في 2017 إلى حوالي 1000 اختصاصي 2018، معظمهم يوجد في ولاية الخرطوم إضافة لوجود ثلاثة كليات توفر تقني عيون ومساعدي طب العيون وتقني الوسائل البصرية في السودان، كما يوجد في ولاية الخرطوم عدد اثنين مستشفى عام و16 مستشفي خاص واكثر من 50 عيادة خاصة اضافة الى مستشفى عسكري وجامعي للعيون وحوالي 200 مركز بصريات، 103 مركز صحي به خدمات عيون. وأوضح مدير عام وزارة الصحة بولاية الخرطوم د. بابكر محمد علي في الاحتفال باليوم العالمي للبصر الذي يصادف العاشر من أكتوبر تحت شعار (البصر اولا) بمستشفى الوالدين امدرمان امس ان مشاكل العين كبيرة، وان المياه البيضاء ، التراكوما وأحكام العدسة ومشاكل ألعصب البصري هى الأكثر انتشارا، وطالب بأهمية الاكتشاف المبكر وهو أساس القضاء على المرض والتقليل من الإصابة بالعمى. وأبان بابكر ان الصحة المدرسية تساهم في الكشف المبكر للمرض وسط التلاميذ وتوفر لهم علاج مجاني لكل الطلاب مؤكدا أن الاكتشاف المبكر للمرض يودي للقضاء عليه وسط المصابين. واعتبر د. بابكر ان مستشفى الوالدين من المستشفيات الكبيرة التي تساهم في توفر كل الأجهزة لأمراض العين بجانب الكوادر الصحية المتميزة لافتا إلى اهمية انشاء مراكز بولايات دارفور والجزيرة والنيل الأزرق لتقليل الضغط على مستشفى الوالدين وقال د. بابكر ان أغلب حالات العمى ناتجة عن المياه البيضاء وان مرض السكري يسبب المياه السوداء بجانب مرض التراكوما وطالب الأجهزة الإعلامية بضرورة التوعية والتثقيف للمواطنين مشيدا بدور الكوادر الطبية بالبلاد. مدير صحة العين بوزارة الصحة ولاية الخرطوم د. خالد محمد أحمد، قال ان اليوم العالمي للبصر يستهدف 20 الف مواطن بالإضافة إلى الكشف والفحص مجانا بكل مستشفيات العيون الحكومية والخاصة والمراكز الصحية التي تتوفر بها خدمات عيون وبرامج بمدارس الأطفال وذوي الإعاقة ودور الايواء والسجون، وإقامة المنتديات الثقافية مشيرا إلى أن عدد المكفوفين بلغ 225 الف كفيف منهم 125الف إصابة بالمياه البيضاء مضيفا: "نعمل على تحقيق أهداف (الحق في الرؤية) وهي مبادرة أطلقها كل العالم للقضاء على العمى الذي يمكن علاجه أو الوقاية منه بحلول2020".