تقرير : عواطف عزالدين عبد الله جبرا الخرطوم 21-10-2019م (سونا) -النيم من الأشجار الآسيوية المعروفة منذ قديم الزمان، وهي شجرة معمرة يصل عمرها إلى مائة وثمانين عاماً، تنتمي هذه الشجرة إلى فصيلة الزنزلختية التي تتميز بقدرتها على تنقية التربة من الأملاح، وهي شجرة سريعة النمو وأوراقها عريضة كبيرة كثيفة تُعرف باستعمالاتها الطبية المتعددة، وعرفت شجرة النيم بأسماء متعددة نتيجة دورها العلاجي والطبي فيطلق عليها شجرة العجائب، وشجرة الألف علاج، و منجم الذهب الغني، و المعافية من الأمراض، وصيدلية القرية، و نبات الأربعين علاجاً، ودائمة الخضرة، تنمو ليصل ارتفاعها إلى 20 م، ولها فروع عديدة، يعود أصلها إلى الهند وميانمار أي ان الموطن الاصلي لها مناطق الغابات والاخشاب الهند وسيرلانكا. واستخدمت مستخلصاتها لوقت طويل في آسيا كمبيدات حشرية، ومعاجين أسنان، وأدوية، ومقويات صحيّة، وتستخدم الشجرة في مشاريع إعادة التشجير في المناطق الحارة والجافة، وحديثاً انتشرت معرفتها إلى الغرب حيث اعتبرت كنبات نافع ومفيد، وتجري حالياً أبحاث ودراسات للإستخدامات الصحية الممكنة للمواد الكيميائية المستخرجة منها، وتنتشر الشجرة في كل من الهند والمناطق المجاورة، وتزرع هناك بكميات تجارية، حيث تستعمل أجزاء الشجرة بالكامل في اللقاحات البيطرية وفي صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل، ولها العديد من الاستخدامات المهمة لأصحاب المصانع. ونجحت زراعته في جنوب الحجاز وأدخل إلى منطقة مكةالمكرمة في جبل الرحمة ومنطقة عرفات ووغيرها ويزرع بكثرة في دولة الإمارات العربية المتحدة. يتكاثر النيم بالبذور التي تحتاج إلى معاملة بالنقع في الماء قبل الزراعة ، كما تبدأ في إنتاج الثمار بعد 35 سنوات. . ومع توفر الظروف الملائمة يصل إنتاج الثمار لكل شجرة الى حوالي 50 كليوجرام في السنة، وتحتوي الثمار على كمية كبيرة من فيتامين C وتعتبر البذور المصدر الأساسي للمادة الفعّالة، كما يجب عند زراعة ترك مسافات بين كل شجرة وشجرة لا تقل عن 3 أمتار على الأقل، ومعدل النمو سريع وتنمو أشجار النيم بصورة جيدة تحت الظروف البيئية المحلية ودرجة تحمله للعوامل البيئية القاسية جيده حيث أنها تنمو في التربة الفقيرة، وتنتشر أشجار النيم في المناطق الجافة حيث تكون الأمطار قليلة وتحمل النيم للجفاف والرياح جيد ، وتنمو هذه الشجرة في أنواع مختلفة من التربة فهي ناجحة في التربة الجافة والصخرية والطينية ولكنها توجد في الأراضي الرملية ومن خصائص شجرة النيم يستخدم كل جزء فيها تقريباً سابقاً في الطب التقليدي في كثير من البلدان، حيث تم وصف حوالي 700 وصفة باستعمال نبات هذه الشجرة، كما تنتج نوعاً عالي الجودة من الخشب، وصمغاً بكميات تجارية. وفوائده تتمثل في اتستخدم أوراقها لعلاج الجذام، والديدان المعوية، واضطرابات المعدة، والقروح الجلدية، وفقدان الشهية، وأمراض القلب والأوعية الدمويّة، والسكري، والتهاب اللثة، ومشاكل الكبد. اما استخدام البذور والزيوت يستخدم في تنظيم النسل، كما يستخدم لحاء النيم لعلاج الملاريا، والأمراض الجلدية، والحمى، وقرحة المعدة، وتستخدم الثمرة في علاج البواسير، واضرابات المسالك البولية، والبلغم، واضطرابات العين، والسكري، والجروح والجذام، اما الزهرة تستخدم لتخفيف الصفراء، وعلاج البلغم، والفروع علاج للملاريا. وتستخدم الشجرة كمبيد حشري، وتستخدم أغصانها لعلاج السعال، والربو. وتعتبر شجرة النيم من أكثر الأشجار التي سيكون لها مستقبل واعد وذلك لنجاح زراعتها في البيئات الجافة، والأراضي الفقيرة لما تحتويه من العناصر الغذائية، ولكثرة فوائدها، فقد رشحتها إحدى الدراسات العلمية لتصبح شجرة القرن الحادي والعشرين أو صيدلية الطبيعة نظراً لاستخداماتها العديدة ومنها الاستعمالات الدوائية منذ القدم كان النيم مشهوراً بفوائده الصحية التي تشير إلى فوائد البذور والأوراق والثمار والجذور واللحاء، وكان يطلق على شجرة النيم اسم أريشثا وتعني (مزيل المرض)، ونتج عن الإهتمام بالنيم في الفترة الأخيرة إجراء دراسات علمية مكثفة لتقييم الإستخدامات التقليدية لهذا العشب الطبي ألهام. وأشارت بعض الدراسات إلى بعض الطرق لتحضير مستخلصات من النيم خاصة تحضير خلاصة أوراق وزيت بذور النيم. ويطلق على تلك الشجرة في الهند اسم (صيدلية القرية) وتحتوي بذور النيم على زيت طيار وعلى تربينات ثلاثية ومن أهمها (BوA) أما القشور والأوراق فتحتوي مواد عفصية وزيتاً طياراً ومركباً. النيم علاج لمرض الايدز، من أفضل الأخبار أن النيم يساعد علاج مرض الايدز وقد أصدرت المعاهد الوطنية للصحة بالهند تقارير عن نتائج مشجعة للتجارب المختبرية للوقاية من الايدز وعلاجه، حيث اثبتت الدراسات الأولية لهذه المعاهد أن لحاء وأوراق النيم لها القدرة على قتل فيروس الايدز وتعزيز جهاز المناعة، ولديه تاريخ طويل في تخفيف أمراض التهاب المفاصل منها أمراض الروماتزم، كل ذلك مدعوم بدراسات علمية حديثة، وفي المناطق الإستوائية يتم إستخدام كريم مستخرج من زيت النيم لتخفيف آلام المفاصل والروماتزم، و علاج امراض الجلد ، علاج لحالات الأكزيما الجلدية والصدفية، وعدوى الجلد الفطرية كمرض الجذام، حيث ثبت أن تناول جرعة يومية قدرها من 50 – 60 جرام من صمغ النييم، مع تدليك الجسم فى نفس الوقت بعصارة لحاء أشجار النييم، ولمدة تتراوح من 4 – 6 أسابيع، فإن هذا من شأنه أن يذهب بمرض الجذام، وغسول الشعر المستمر بالزيت المستخرج من أوراق النييم، من شأنه ن يقضى على الحشرات التى تعيش على فروة الرأس كالقمل، كما أنه يمنع الشيب المبكر للشعر، ويحسن من قوامه، و يعالج النييم مشاكل العدوى الجلدية ويمنع التجاعيد والترهلات. وفي جميع أنحاء جنوب شرق آسيا استخدم النيم بنجاح من قبل العشابين لمئات السنين للحد من الأورام ، ويجري الباحثون الآن دعم هذه الاستخدامات، وتم اختبار النيم على العديد من أنواع السرطان ، مثل سرطان الجلد، السرطان اللمفاوي، حيث وجد العلماء في الهند وأوروبا واليابان أن مركب السكريات المتعددة الموجود فى أشجار النييم، مثل الليمونويدز والذى يوجد في لحاء النيم والأوراق وزيوت البذور قد خفضت الأورام والسرطانات وكانت جميعها فعالة ضد سرطان الدم أو ما يعرف بالليوكيميا الليمفاوية، وتم تحقيق نجاح ملحوظ لعلاج سرطان الجلد من مستخلصات النيم خلال التقارير المقدمة من بعض المرضى المصابين بسرطان الجلد الذي اختفى بعد عدة أشهر من استخدام كريم النيم يومياً. واعتاد الناس في كل من الهند وأفريقيا استخدام اغصان النيم كفرشاة للأسنان لعدة قرون، حيث أن أغصان النيم تحتوي على المواد المطهرة اللازمة لصحة الأسنان، كما يستخدم مسحوق النيم لفرشاة الأسنان وتدليك اللثة، ويستخدم في الهند لصنع معجون الأسنان. وفي ألمانيا أظهر العديد من الباحثين أن مستخلصات النيم تمنع تسوس الأسنان وأمراض اللثة. ويعتبر النيم علاج مرض السكري نسبة لاحتوائه عناصر منشطة ومنعشة، لذا فانه يعمل بشكل فعال في علاج مرض لسكري. ويعتبر دواء كارنيم (Karnim)، أحد الأدوية التي تحتوي على النيم وعدد من الأعشاب الأخرى، وهي متاحة في العديد من البلدان لعلاج مرض السكري ،وقد لوحظ أن المرضى الذين يتناولون الأدوية المضادة للسكر من مجموعات السلفونيل يوريا أو البيوجونيد، يمكن لهم الاستغناء تدريجياً عن تلك الأنواع من الأدوية عند تناولهم لأحد مستحضرات خلاصة النيم، حيث وجد أن هؤلاء المرضى يمكنهم خفض جرعات الأدوية الخاصة بعلاج مرض السكر إلى 50 % من أصل الجرعات التى كانوا عليها، كما أن مريض السكر الذى يستعمل زيت النييم لعلاج مرض السكر، قد أمكنه خفض الزيادة فى مستوى الجلوكوز فى الدم بنسبة 26 %، وهى لا شك نسبة جديرة بالتقدير لمنتجات النييم التجارية التى تستخدم فى هذا الشأن. ويعتبر النيم علاج لأمراض القلب والأسباب الرئيسية لحدوث حالات الأزمات القلبية تشمل جلطات الدم ، وارتفاع الكولسترول ، وعدم اتساق نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم، وجد أن تناول منتجاته لها مردود صحى إيجابي في هذه الحالات، وخلاصة أوراق النييم تعمل على منع تخثر الدم وبالتالى منع حدوث الجلطات داخل الأوعية الدموية، كما أنها تعمل على خفض ضغط الدم المرتفع، وخفض مستوى الكلوستيرول فى الدم، ويحد من اضطراب ضربات القلب المتوترة، كما توجد ضمن خلاصة النييم أيضا مركب نمبيدينات الصوديوم وتلك مادة هامة ومفيدة لمرضى احتقان القلب أو لحالات هبوط القلب، كما أنها تعمل كمدر جيد للبول وهذا بدوره مفيد لمثل هؤلاء المرضى، وما يدهش أن تناول خلاصة أوراق النييم من شأنه أن يخفض من مستوى الكلوستيرول المرتفع فى الدم بنسبة 30 % . وعلاج الملاريا المرض الذي يصيب مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم ويقتل أكثر من مليوني شخص كل عام، الملاريا وهي مرض شائع جداً في الهند وفي جميع أنحاء المناطق المدارية. وقد ثبت أن النيم له فعاليه من خلال إستخدامه بعدة طرق لمكافحة هذا المرض الفتاك حيث ان المواد الموجودة بأوراق النيم تزيد كثيراً من حالة الأكسدة في خلايا الدم الحمراء، مما يحول دون التطور الطبيعي لفيروس الملاريا، وايضاً علاج الامراض البكتيرية والفيروسية والامراض المعوية . هناك العديد من أنواع البكتريا الضارة التى تسبب تسمم الطعام مثل بكتريا السلمونيلا والتى تعتبر المتهم الأول فى حالات التسمم الغذائى، والنييم يعتبر دواء ناجع وفعال للحد من الآثار السيئة لذلك النوع من البكتريا الضارة بالجسم، حيث أن تناول الشاى المصنوع من أوراق النييم سوف يخفف من أعراض التسمم المصاحبة، ويقلل من نوبات القيئ والإسهال، والأعراض الأخرى المصاحبة للحالة، مثل المغص وفقد الشهية، علاوة على التخفيف من أثر الحميات المصاحبة للعدوى. من فوائد النِّيم الأساسية قدرتها على منع مختلف أنواع الحشرات، وعلى وجه الخصوص البعوض والذباب من الدخول إلى المنزل. ويجب حرق أوراق النِّيم لأن الدخان الناتج عنه هو الذي يعمل على طرد الناموس والذباب، حيث أن تأثير شجرة النِّيم في حد ذاتها في طرد البعوض ينحصر في النطاق الذي حولها فالحشرات لا تقترب منها حيث تتميز برائحة لا يستطيع أن يميزها غير الحشرات، وطعمها لا تقبله الحشرات، وتأثير شجرة النِيم الطارد للحشرات، وخاصة البعوض ، يأتي من قيام هذه الحشرات بامتصاص عصارة أوراق النِّيم أو أزهاره التي تسبب العقم لذكور البعوض، كما وجد لها تأثير طارد للذباب، وزهرته تبعث بروائح لا يشعر بها البشر وتكون منفرة للحشرات. وتحتوي شجرة النِّيم على مادة فعالة، هي مادة azadizachtin وهي توجد في جميع أجزاء الشجرة ولكن بنسب مختلفة، وتكون أكثر تركيزاً في البذور والثمار، أما بالنسبة لأوراق الشجرة، فهي تحتوي على مواد فعالة أخرى ولا تحتوي على المادة الفعالة الرئيسية السابق ذكرها. والمواد الفعالة المركزة في الأوراق ذات تأثير سام على الحشرات وفي مكافحة الآفات الزراعية، فهي لها تأثير طارد للحشرات ومانع للتغذية، حيث لا تستطيع الحشرات أن تأكل أوراق النِيم أو الأوراق المرشوشة بمستخلص النِيم، كما أنها مانعة للانسلاخ وتطور الحشرة، فهي تؤثر على هرمون معين في دم الحشرات هو هرمون (الشباب)، وتحدث تشوهات في الأطوار المختلفة للحشرات. كما أن مستخلص النِيم له تأثير على إنتاجية الجيل الثاني، فتنخفض كمية البيض ونسبة الخصوبة به، ومن هذه الحشرات دودة القطن والمَنّ والذبابة البيضاء صانعة الأنفاق. من التجارب الناجحة في مكافحة البعوض بواسطة مبيد النيم، التجربة التي قام بها عدد من الباحثين في حقول الأرز بالهند، حيث قاموا بقطع بعض أغصان النيم وإلقائها في المستنقعات التي يزرع بها الأرز، وكانت النتائج مدهشة، فقد أدى ذلك إلى إبادة يرقات البعوض، وخفض نسبة الإبادة بمرض الملاريا. والبائع المتجول في الهند يقوم بحرق عود من تلك الشجرة ويضعه حول المأكولات، حتى يضمن إبعاد البعوض والذباب عنها. وبذور النيم غنية بالأحماض الدهنية حيث تمثل 50% تقريبًا من وزن البذرة وذلك بعد تجفيف البذور وعصرها لاستخراج الزيت منها ، وزيت بذور النيم طعمه لاذع ورائحته مثل الكبريت أو الثوم، ويحتوي الزيت على فيتامين (E) وبعض الأحماض الأمينية الأساسية، كما يمكن استخدام زيت النيم في أي من محركات الديزل دون الحاجة لإجراء أي تعديل الشئ الذي يجعلها بديلاً جيداً لوقود الديزل الاحفوري، وتفيد التقارير الأولى وفق الدراسات والتجارب التي اجريت في الهند لإنتاج الديزل الحيوي تجارياً من زيت النيم أن النتائج تمتلك مزايا عدة متميزة عن (الديزل النفطي) في أتباع السلامة ، والتحلل البيولوجي والجوانب البيئية. وقد زرعت غابات من النيم في تنزانيا ، وفي وادي الماجي في النيجر زرعت على مسافة أكثر من 500 كم على صفين لحماية المحاصيل الزراعية، وفي الدول المحاذية من الصومال الى موريتانيا زرعت أشجارالنيم لتكون مصدات لرمال الصحراء كما زرعت في منطقة جبل عرفات في المشاعر المقدسة بمكةالمكرمة فهناك حوالي 50000 شجرة زرعت لأغراض التظليل، ويمكن زراعة أشجار النيم بنجاح في الحدائق المنزلية والساحات كشكل جمالي، وعلى جوانب الطرق وفي المنتزهات العامة، كما يمكن استعمالها في أنظمة التشجير مختلفة بالزراعة، بجانب استخدامها كمصدات قوية للرياح والأتربة. تعتبر شجرة النيم رئة من رئات الحياة على سطح الأرض، إن قدرة هذه الشجرة كمرشح حيوى للغازات الضارة الملوثة ويساعد في تنقية الهواء فهذا (الفلتر) الطبيعى لدية كفاءة عالية على إمتصاص ملوثات غازية عدة لا سيما أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وأكاسيد الرصاص . وأفضل أنواع الأخشاب هي التي يحصل عليها من أشجار النيم، وذلك لمتانتها ولمقاومتها للآفات، خاصة حشرة النمل الأبيض، كذلك نموها سريع وعائدها الاقتصادي مجدي مقارنة بالأشجار الأخرى، كماتعد اخشاب النيم من الاخشاب القاسية والتي لا يمكن لحشرات الأخشاب إصابتها ولذلك يعتمد عليها في صناعة الاثاث الفاخر, وفي الاستعمالات التي تتطلب مقاومة الفطريات والآفات، ونسبة لمتانة وصلابة أخشاب أشجار النيم أنها تخلو من كثير من الأفات والحشرات التي تضر بالأخشاب. اما عن منتجات النيم التجارية تعتبر الهند واحدة من أكبر منتجي منتجات النيم الصناعية ، كما شهد هذا الاتجاه نموءاً في بلدان أخري مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا واستراليا حيث تدفقت منتجات النيم إلى محلات البقالة والمتاجر المحلية، ومخازن الأدوية، وصالونات التجميل ومراكز العلاج بالعطور.