الخرطوم 27-10-2019م- (سونا)- تواصلت أمس جلسات المؤتمر الدولي الثاني لعلاج تحديات الإدمان وإعادة التأهيل في الشرق الأوسط وأفريقيا، الذي أقامته منظمة بت مكلي القومية بالتعاون مع مفوضية العون الإنساني وبرعاية قوات الدعم السريع بقاعة الصداقة وقدمت من خلالها عدد من الأوراق عن الصحة النفسية والمعالجات. من جهته قدم دكتور ياسين يوسف القدال ورقة بعنوان (خدمات الصحة النفسية في السودان بين الحاضر والمستقبل وتجارب علاج الإدمان في السودان)، سرد من خلالها خدمات الصحة النفسية التي يجب أن تتوفر لتقديم خدمة صحية نفسية بصورة جديدة، وأبان كثيرا من المشاكل التي تعترض مسيرة عملهم في مستشفيات السودان منها ضعف الخدمات الصحية المقدمة للمرضى. وقدم د. القدال عددا من التوصيات من بينها وجود سياسة قومية لمكافحة المخدرات وتوفير الأدوية لتصبح في متناول اليد، إلى جانب وضع ميزانية وتمويل لخدمات الصحة النفسية مع توفير كمية من الأسرة بالمستشفيات، كما أوصى بأهمية وجود أطباء نفسيين في كل الولايات لان نسبة الموجودين منهم بالخرطوم تمثل 90% وتوجد نسبة ضئيلة جدا في باقي الولايات، وطالب بوجود ممرضين نفسيين وتدريبهم وتأهيلهم لمرافقة المرضى. وأكد د. القدال أهمية وجود معالجين نفسيين في كل التخصصات، ووجود مرشدين اجتماعيين في مجال الصحة النفسية مع تقديم برامج لبعض الشرائح المستهدفة بالإضافة إلى وضع خطة متكاملة للعلاج النفسي. كما قدم ماجد العلوش من الشقيقة فلسطين ورقة بعنوان (تجربة مركز الصديق الطيب في العلاج والوقاية)، والذي بدأ حديثه بعبارة (نحن نعالج ولا نعاقب) وأنه توجد حقيقة واحدة أن المدمن مريض ولابد للدولة أن تقدم له العلاج، وأبان أنه لا توجد حالة مرضية ميئوس منها ولكي نتواصل مع المشكلة الاجتماعية للمدمن لابد من البداية من الصفر بمعرفة جذور المشكلة الأولية. ولابد لنا أن نواصل فيما توصل له السابقون لكي نسير في بناء برامج خاصة لدولنا العربية والإسلامية. وقال العلوش إن من البرامج العلاجية والوقائية للمدمنين أن لا ننتظر الدولة أن تقدم لهم أي خدمة بل نسعى مع الشباب في وضع برامج التوعية والرعاية. وأشار إلى أنهم يعملون كمجتمع مدني رغم الحصار من أجل بلادهم، حيث تم افتتاح مركز للعلاج بمدينة عزة. وقال العلوش "نحن في فلسطين مثلنا مثل الدول في العالم لدينا نفس المخدرات التي تستهدف الشباب العربي" وأبان أن من أسباب الإدمان الفضول والبحث عن الرجولة والمتعة وكذلك الأسباب الاقتصادية كالبطالة التي ارتفعت معدلاتها، إلى جانب الأسباب السياسية، لدينا مناطق لاتوجد بها سلطة للمحاسبة والعقاب. كما أن هناك تعاونا مباشرا فيما بيننا في المؤسسة والسلطة الوطنية الفلسطينية، ولكن تزول السلطة ويبقى الوطن والمواطن. ولفت العلوش إلى أنهم أدخلوا العلاج البديل للفئات المستهدفة بالعلاج، حيث ينقسم العلاج إلى عدة مراحل، المرحلة الأولى مصاحبة أحد المدمنين السابقين المتعافى لأحد المرضى، وتأتي بعدها مرحلة الإرشاد الجماعي والفردي. وكذلك برامج الرعاية اللاحقة تعمل بشكل عام في قضية التقبل ليصبح المدمن نظيفا من المخدرات. وفي داخل مراكز العلاج عند وصول المريض يخضع لكل الفحوصات المعملية لتشخيص كيفية الطريقة التي يجب أن يمر بها العلاج ويعطى الأدوية بمساعدة الطبيب. وبعد ذلك يتم ضمه للوحدة العلاجية ثم يخضع للجلسات الفردية ويقوم بكل هذا العمل الطاقم النفسي. واختتم العلوش ورقته بأن لديهم فلسفة يعملون بها "يحق للمريض طلب العلاج ولكن ليس له الحق في إنهائه".