تقرير/ عماد الدين محمد الأمين الخرطوم 4-12-2019م (سونا)- من القواعد العامة أن تكون وسائل الصحة والسلامة إحدى أهم الوسائل التي يجب أن تتوفر لحظة إنشاء أي منشأة سواء أكانت عامة أو خاصة، بالإضافة إلى وسائل الطواريء الضرورية والمتعارف عليها دوليًا وذلك لتفادي أي أحداث أو طواريء تحدث نتيجة لأي سبب. ما شهدته المنطقة الصناعية بمصنع سيلا للسيراميك بمدينة بحري يوم أمس - وحسب شهود عيان - التقتهم (سونا) اليوم أن الحريق ناتج عن تفريغ تانكر غاز لحمولته في صهاريج أرضية وأثناء التفريغ حدث الانفجار الذي أودى بحياة عدد من العاملين بالمصنع. وعبر عدد من المواطنين الذين شهدوا الحادث عن حزنهم للوفاة التي نتجت عن الحريق. وطالب يحيى قدال عامل بمصنع الثلج على بعد مسافة من موقع الحريق، بضرورة أن يكون هناك تفتيش دوري للمصانع والشركات ليتم التعامل مع الأحداث لحظة وقوعها وأن أدوات السلامة يجب أن تكون ظاهرة للجميع ليتم استعمالها لإخماد الحريق بكل سهولة ويسر.
. بائعة الشاي ست البنات عبدالرحيم قالت إنها شاهدت الدخان بصورة كثيفة وفجأة دون مقدمات حيث كانت هناك أصوات داوية، وقالت (إنني حزينة على أرواح الذين توفاهم الله نتيجة لهذا الحريق وعدد من المتوفين يترددون عليّ ويتناولون الشاي، لهم الرحمة). حتى يوم أمس لقي أكثر من 23 شخصاً مصرعهم وأصيب 130 آخرون جراء اندلاع هذا الحريق. وتم نقل المصابين إلى مستشفيات بحري، المستشفى الدولي، مستشفى الأمل، ومستشفيات أم درمان، الشرطة وألبان جديد، لتلقي العلاج اللازم. واستنفرت وزارة الصحة الاتحادية قدراتها كافة لمواجهة الموقف وأطلقت نداءً للمواطنين بالتبرع بالدم لمواجهة الاحتياجات المتزايدة. وخفّ والي ولاية الخرطوم ووزير الصناعة والتجارة وعدد من المسئولين إلى موقع الحادث للوقوف على إجراءات مكافحة الحريق وتعبئة كل القدرات المتاحة لمواجهة هذه الكارثة. وتشير المشاهدات الأولية إلى غياب وسائل وأدوات السلامة الضرورية بالمصنع، بالإضافة إلى عمليات تخزين عشوائي لمواد سريعة الاشتعال، الأمر الذي ساهم في استمرار وتمدد الحريق وتدمير المصنع بشكل كامل. من جهته تقدم مجلس الوزارء الانتقالي بأحر التعازي لعائلات وزملاء وأصدقاء الضحايا الذين لقوا حتفهم جراء الحريق ودعا لهم بالرحمة والمغفرة وبعاجل الشفاء للجرحى والمصابين. وأعلن المجلس في بيان أصدره بهذا الخصوص أنه تم تشكيل لجنة تحقيق لتحديد المسؤوليات وتفادي تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة مستقبلاً. وحسب شهود عيان تحدثوا لوكالة السودان للأنباء أن النيران امتدت على مساحات واسعة من مصنع سيلا للسيراميك، أحد المصانع بالمنطقة الصناعية بحري شمالي الخرطوم، وتصاعدت ألسنة اللهب مكونة سحابة من الدخان على سماء المنطقة.
. وتعتبر الصحة المهنية علم مهم جدا يهدف إلى حماية العاملين بالمصانع ومنشآت العمل من الحوادث المحتملة التي تتسبب بإصابات للعامل أو وفاة لا قدر الله وأيضاً أضرار أو تلف لممتلكات المنشأة، وهو علم يترسخ بعدة معايير واشتراطات يجب إتباعها للحفاظ على سلامتنا وسلامة من حولنا. وحين يقال السلامة للجميع فيقصد هنا أنها مسؤولية الجميع وتكاتفهم ليعيشوا في بيئة عمل آمنة ومطمئنة. ومن أهم أدوات السلامة، توفير صندوق إسعافات أولية في مواقع العمل من أجل التعامل مع الإصابات البسيطة وبصورة سريعة، ضرورة حفظ المواد الكيميائية والمواد القابلة للاشتعال بعيداً عن أماكن تجمع العمال باعتبارها مصدر خطر حقيقي على المصانع والمنشآت والعاملين بها، ضرورة تفعيل مفهوم السلامة المهنية داخل المصانع والمنشآت وذلك بإيجاد مشرف للسلامة المهنية بحيث يقوم بمتابعة متطلبات السلامة التي من شأنها أن تحد الكثير من الحوادث، ضرورة التركيز على رفع مدى جاهزية العاملين في المصانع والمنشآت وذلك بتنفيذ التمارين التي من شأنها إكسابهم الخبرات الكافية بكيفية الإخلاء والتعامل مع الحوادث حال وقوعها وأهمية التنسيق الدائم بين أصحاب المصانع أو القائمين عليها مع جهاز الدفاع المدني للسلامة والصحة المهنية والجهات المعنية بهذا الشأن وذلك بعقد دورات للمشرفين على العمل والعاملين التي تهدف إلى توفير بيئة عمل آمنة للجميع وضرورة العمل على إصدار المطويات والبوسترات والملصقات بشكل دوري ومواكبة التطورات التي تطرأ على بيئة العمل في مجال السلامة العامة، حيث تعتبر هذه المنشورات من الأمور الضرورية والمهمة لتثقيف العاملين ورفع الحس التوعوي لديهم وبالتالي الحد من الإصابات في بيئة العمل.