واشنطن 11-1-2020م(الاقتصادية السعودية) - ارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى في أسبوعين، أمس، ويمضي على مسار تحقيق أكبر مكسب أسبوعي في شهرين، بدعم من انحسار التوترات الجيوسياسية بين الولاياتالمتحدةوإيران، بينما تجاهل المستثمرون تقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية الأمريكية لشهر كانون الأول (ديسمبر) الذي جاء أضعف من التوقعات. وبحسب "رويترز"، فإنه من المستبعد أن تؤدي البيانات الضعيفة للوظائف في الولاياتالمتحدة، التي تعقب سلسلة من الأرقام الاقتصادية القوية، إلى أن يغير مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) موقفه المحايد حاليا. وقلص الدولار بالفعل مكاسبه بعد بيانات الوظائف، لكنه بوجه عام مستقر خلال الجلسة. وأظهرت بيانات أمريكية زيادة عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية 145 ألف وظيفة في الشهر الماضي، بما يقل عن توقعات السوق البالغة 164 ألفا. وجرى تعديل بيانات تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) لتظهر تراجعا في عدد الوظائف التي جرت إضافتها بواقع 14 ألفا عما ذكر في التقرير السابق. ووفر الاقتصاد 2.1 مليون وظيفة في 2019، وهو أقل من 2.7 مليون في 2018. والأكثر أهمية، ارتفع متوسط الأجر في الساعة ثلاثة سنتات أو 0.1 في المائة فقط بعد أن زاد 0.3 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر). وكانت الأسواق تتوقع ارتفاعا بنسبة 0.3 في المائة. ومقابل سلة من العملات، ربح مؤشر الدولار 0.1 في المائة، أمس، إلى 97.50، مما يصل بإجمالي مكاسبه هذا الأسبوع إلى 0.7 في المائة، متجها صوب تحقيق أكبر زيادة أسبوعية منذ أوائل تشرين الثاني (نوفمبر). وخلال الجلسة، بلغ مؤشر الدولار أعلى مستوى في أسبوعين عند 97.584. وارتفع الدولار أيضا على نحو متواضع مقابل الين الذي يعد ملاذا آمنا إلى 109.58 ين بعد أن لامس ذروة أربعة أسابيع خلال الجلسة. كما صعدت العملة الأمريكية 0.2 في المائة مقابل الفرنك السويسري إلى 0.9748. وتشير الخسائر التي تكبدها الين والفرنك السويسري إلى تبدد المخاوف بشأن وقوع صراع وشيك بين الولاياتالمتحدةوإيران. وقال ريكاردو ايفانجليستا كبير المحللين لدى أكتيف تريدرز "القوة الدافعة لصعود الدولار هذا الأسبوع كانت تراجع التوترات في الشرق الأوسط فيما تمنح البيانات الأمريكية الصادرة في الآونة الأخيرة أيضا المستثمرين مجالا إضافيا للتفاؤل". كما نزل اليورو 0.1 في المائة مقابل الدولار إلى 1.1100 دولار. وقال مانويل أوليفيري، محلل سوق الصرف لدى كريدي أجريكول في لندن، "شهية المخاطر عادت بفضل انحسار التوترات الجيوسياسية والآمال في اتفاق مرحلي بين الصينوالولاياتالمتحدة الأسبوع المقبل". وبحسب "الألمانية"، أكد براد بيكتل المحلل الاقتصادي في مؤسسة جيفريز للاستشارات الاقتصادية أن بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة لشهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي والمنشورة أمس، ستؤثر سلبا في الدولار الأمريكي على المدى القريب، متوقعا تراجع العملة الأمريكية أمام العملة الكندية على خلفية بيانات الوظائف الكندية التي جاءت "قوية نسبيا". ونقلت أمس، وكالة بلومبيرج للأنباء عن بيكتل القول إنه من المتوقع استمرار تراجع الدولار أمام الين الياباني، بعد تحسن أداء العملة الأمريكية في الفترة الماضية. وأوضح أن الأسبوع شهد إقبالا على شراء الدولار في اليابان، في حين يمكن أن يتجه بعض المستثمرين إلى تسييل أصولهم الدولارية على أساس بيانات الوظائف الأمريكية الأخيرة. إلى ذلك، ارتفع الذهب أمس، مدعوما ببيانات مخيبة للتوقعات للوظائف في القطاعات غير الزراعية الأمريكية، لكن تراجع التوترات في الشرق الأوسط الذي عزز الإقبال على الأصول المرتفعة المخاطر يكبح مكاسب المعدن الأصفر. وبحسب "رويترز"، أظهرت بيانات من وزارة العمل الأمريكية تباطؤ نمو الوظائف بأكثر من المتوقع في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وخلال تعاملات أمس، ارتفع السعر الفوري للذهب 0.2 في المائة إلى 1555.68 دولار للأوقية (الأونصة). وصعدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.2 في المائة إلى 1556.70 دولار. وتراجعت أسعار الذهب حتى الآن نحو 4 في المائة من أعلى مستوى في سبعة أعوام عند 1610.90 دولار الذي بلغته يوم الأربعاء الماضي مع انحسار التوترات بشأن نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط. وبلغت الأسهم العالمية أيضا مستويات قياسية مرتفعة، مدفوعة بتبدد التوترات بين الولاياتالمتحدةوإيران. كان مجلس النواب الأمريكي أقر أمس الأول قرارا يمنع ترمب من أخذ مزيد من الإجراءات العسكرية بحق إيران. وتعرض المعدن النفيس، وهو من أصول الملاذ الآمن، لمزيد من الضغوط جراء ارتفاع الدولار الذي يتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي في شهرين. وفي المعادن النفيسة الأخرى، تراجع البلاديوم 0.5 في المائة إلى 2117.32 دولار للأوقية، بعد أن سجل ذروة قياسية عند 2149.50 دولار في الجلسة السابقة بفعل قيود على المعروض. ويتجه المعدن لتحقيق أكبر ارتفاع أسبوعي منذ منتصف حزيران (يونيو) الماضي، بصعوده نحو 7 في المائة حتى الآن. وتقدمت الفضة 1.1 في المائة إلى 18.09 دولار للأوقية. وزاد البلاتين 1.1 في المائة إلى 977.04 دولار.