مدني 1-2-2020م (سونا) - ينطلق يوم الثلاثاء المقبل 4 فبراير الجاري من أمام مباني رئاسة محلية ود مدني الكبرى ماراثون النيل للأطفال مرضى السرطان والذي دأبت على تنفيذه الجمعية السودانية لأصدقاء الأطفال مرضى السرطان (تداعي) ضمن برنامج إحتفالها باليوم العالمي لمكافحة السرطان. وأعلنت الأستاذة نهى عمر رئيسة جمعية (تداعي) بولاية الجزيرة أن الماراثون الذي يأتي برعاية والي ولاية الجزيرة سينتهي عند رئاسة وزارة الصحة قُبالة شارع النيل بمدني حيث تتم مخاطبته قبل أن يتم الإنتقال لقصر الثقافة الذي سيشهد برنامجاً ثقافياً وترفيهياً للأطفال وأسرهم بشراكة مع منظمات المجتمع المدني والدولة. وكشفت نهي في المنبر الإعلامي للجمعية بالقاعة الدولية بمجمع الرازي بجامعة الجزيرة صباح اليوم عن وصول وفد من الخرطوم في الثالث من فبراير للمشاركة في الماراثون وذلك عبر قطار يحمل شعارات تجسد معاني الإحتفال باليوم العالمي للسرطان مناشدة مجتمع المدينة بالخروج لإستقبال الوفد بمحطة السكة الحديد تحقيقاً لمعاني الشراكة المجتمعية في تقديم الدعم والإسناد المعنوي والنفسي لمرضى السرطان. وقالت إنهم أعدوا برنامجاً ترفيهياً للأطفال وبرامج للدعم النفسي وقادوا برامج توعية داخل المدارس والجامعات وهيئة المواصفات والمقاييس لتهيئة المجتمع لهذه التظاهرة الكبيرة التي تتطلب شراكات كبيرة في ظل تنامي معدلات الإصابة بهذا المرض وسط المجتمع والأطفال .وشددت نهى على أن توفير الغذاء الآمن مسؤولية الجميع والغاية التي يجب أن توضع لها تدابير صارمة لتوفير كل متطلبات الأمان لاسيما في جانب التعامل بالمبيدات المسببة للمرض بجانب توفير العلاج عال الكلفة بما يضمن تغطية حاجة الأطفال من الجرعات في وقتها والسيطرة على المرض. وطالبت باستخراج بطاقة تأمين صحي لكل مريض سرطان تؤمن له الحصول على الخدمات الطبية وتلقي العلاج ونوهت لضرورة أن يعمل المجتمع على تغيير الأنماط الغذائية من خلال إستهدافه ببرامج توعية حول المرض ومسبباته وعوامل الخطورة بجانب إلزام المواطنين في كل الأعمار بالكشف الدوري المبكر ودعم الأطفال مرضى السرطان ومراقبة الظواهر غير الطبيعية في الجسم بجانب دعم الجمعية واستراحة الأطفال وكشفت عن الجهود الجارية لإنشاء مركز للتشخيص المبكر بمدني يعتبر الأول من نوعه خارج الخرطوم حيث ستشرع الجمعية بعد أن تَوَفر لها موقع بالتعاون مع هيئة الأوقاف لإستقبال الدعم من الشركاء والخيِّرين ولفتت إلى أن الجمعية التي تأسست بالولاية في العام 2009م لجأت لإنشاء إستراحة خاصة بالأطفال نظراً لإختلاف نوعية المرض في الأطفال والحاجة لتهيئة مكان مناسب لمرافقة الطفل يتيح لها تقديم الرعاية والدعم النفسي والمعنوي المطلوب. وأكدت أن برامجهم وجدت استجابة كبيرة من مواطني مدني حيث تكفّل أحد أبناء (تمبول) بدفع إيجار الإستراحة لمدة خمس سنوات بجانب توفير الغذاء والعلاج منوهة أن دورهم يتمثل في إرشاد الناس على الخير بتمليكهم الإحتياجات العاجلة للأطفال المرافقين مشيرة إلى تكوين شبكة من الداعمين لتوفير الإحتياجات باعتبار أن وجبة الطفل المريض بالسرطان يجب أن تكون بمستوى غذائيٍ عالٍ لتتلاءم مع نوعية العلاج ما يضاعف كلفة الإعداد وذكرت أن الجمعية تستقبل المرضى القادمين من الولايات وتعمل على تقديم الدعم اللازم لهم في جانب الفحوصات والعلاجات بجانب الدعم النفسي لحظة الوصول الأولى للأسرة ومعرفتها بحقيقة إصابة الطفل بالسرطان بجانب العمل على توعية المجتمع بطبيعة المرض وطرق حماية الأطفال والتعامل مع الغذاء؛ حيث يتم استهداف المدارس والجامعات والمؤسسات الأكاديمية لتكوين شبكات مطوعين لنقل الرسالة للمجتمع وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والصحي، بالإضافة لاستقطاب مطوعين من الكليات الطبية للعمل في مجال الدراسات والبحوث حول المسببات والوقاية وأماكن الانتشار . وحذرت الأستاذة لطيفة محمد أمان مديرة إدارة الأمراض غير السارية بوزارة الصحة بولاية الجزيرة من خطورة مرض السرطان الذي قالت إنه لا يميز بين فئة عمرية أو جنس مشددة على ضرورة أن لا يتم التعامل معه كوصمة (مرض كعب) لافتتة لضرورة توعية الوالدين بهذا المرض الذي يُعرف بأنه نشوء غير طبيعي للخلايا وحثت على المراجعة الدورية لتعزيز فرص الاكتشاف المبكر وتقليل حجم المشكلة مؤكدة أهمية دعم جهود الوزارة في معرفة مسببات انتشار المرض لاسيما الجوانب البيئية. وأكد الأستاذ إسماعيل بابكر من قسم الأمراض غير السارية (السرطانات) بالإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية بالوزارة انتشار المرض بنسب عالية وكبيرة بأسباب تعود أغلبها للاستخدام غير السليم والمرشد للكيماويات والمبيدات لأغراض ربحية صرفة بتحقيق إنتاج كبير وسريع منوهاً إلى أن الكثير من المبيدات المستخدمة لايتم الرجوع فيها لأهل الاختصاص لمعرفة الطرق الآمنة للاستخدام واشتراطات السلامة ومدى ملاءمتها للمحاصيل مطالباً الشركاء والمجتمع بتعميق الوعي والمعرفة للمباعدة بين الناس وأسباب الإصابة بالمرض وإشاعة المعرفة والتوعية بمخاطر المبيدات واستخداماتها خاصة في الخضروات.