بريطانيا 22-3-2020م (الاقتصادية السعودية) - يشكل وباء فيروس كورونا المستجد ضربة قاسية إلى قطاع النقل البحري في العالم، إذ يعقد نقل البضائع، ما يثير مخاوف من نقص في السلع، تخفف منها بداية انتعاش صيني. وحذر كيتاك ليم الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية - في تسجيل فيديو نشر على الموقع الإلكتروني للمنظمة - من أن "الوباء طال مناطق عبور النقل البحري". وأضاف "في هذه الأوقات الصعبة، ستكون قدرة هذا القطاع على تأمين الخدمات الحيوية خصوصا الشحنات الطبية والمواد الغذائية أساسية لمواجهة هذا الوباء، وتجاوزه بعد فترة". وبحسب "الفرنسية"، يشكل النقل البحري في الواقع حلقة أساسية في سلسلة التموين لعدد كبير من المنتجات اليومية التي تباع في مراكز تجارية تعرضت في الأيام الأخيرة لغزو زبائن مذعورين من وباء "كوفيد-19" والعزل. وسعت السلطات الفرنسية والأمريكية إلى الطمأنة بشأن خطر حدوث نقص، لكن دراسة لمكتب "ريتيل إيكونوميكس" نشرت مطلع الشهر الجاري، أشارت إلى اضطراب في تموين معظم مراكز التوزيع البريطانية. وكتبت مراكز التوزيع الكبرى في رسالة نشرتها الصحف البريطانية الأحد والإثنين الماضيين "نحن بحاجة إلى مساعدتكم، نطلب من كل فرد الانتباه إلى الطريقة التي يتسوق بها". وأوضح جي بلاتن الأمين العام للغرفة الدولية للشحن "إنترناشونال شامبر أو شيبينج" أن "الوضع يصبح مشكلة عندما يتعلق الأمر بالرسو في مرفأ ما، السفن تضطر إلى الانتظار في بعض الأحيان 14 يوما لاحترام إجراءات الحجر". وينطبق ذلك على مرافئ ولاية كوينزلاند في شمال شرق أستراليا التي شددت قواعدها إلى حد كبير لوقف انتشار "كوفيد-19"، ونوه ليم بأنه في أسوأ الحالات "تكون المرافئ مغلقة ولا يسمح للسفن بالدخول". من جهة أخرى، ذكر جان مارك لاكاف المندوب العام لأصحاب السفن في فرنسا أن التراجع الكبير في نقل المسافرين مع خضوع نحو نصف مليار شخص للحجر، يشجع بعض الشركات على "التركيز بشكل أكبر على نقل البضائع". واضطرت شركة "دي إف دي إس" الحاضرة بقوة في بحر الشمال إلى وقف رحلات نقل الركاب بين أوسلو وكوبنهاجن، لكن إدارتها اللوجستية "ستواصل خدمة الزبائن كما تفعل اليوم". أما شركة "بريتاني فيريز" التي تقوم بتنظيم رحلات عبر بحر المانش وكذلك باتجاه إيرلندا وإسبانيا، فقد قالت الثلاثاء الماضي "إن سفنها لن تنقل بدءا من الأحد سوى بضائع، حتى إشعار آخر". وتصدر الصين - التي رصد فيها فيروس كورونا المستجد للمرة الأولى لكن لم تعد تسجل إصابات محلية منذ الخميس الماضي - إشارات ملموسة إلى انتعاش اقتصادي، وتشكل بارقة أمل لبعض أصحاب السفن التجارية. وصرحت لجنة التخطيط الصينية بأن النشاط استؤنف بنسبة تفوق 90 في المائة، لكن خارج إقليم هوباي الأكثر تضررا بالفيروس. وأفادت ناطقة باسم الشركة الفرنسية "سي إم آ-سي جي إم" للنقل البحري بأنه "بعد تباطؤ استمر ستة أسابيع، يعود نشاط التصدير إلى الوضع الطبيعي مع زيادة في الحجم واحتمال التعويض لإعادة بناء المخزونات". وأضافت "منذ مطلع (مارس)، ارتفع حجم التصدير من آسيا بنسبة 50 في المائة أسبوعيا، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة إلى 100 في المائة نهاية الشهر الجاري".