الأحمر يعود للتدريبات    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    شاهد بالفيديو.. محامي مصري يقدم نصيحة وطريقة سهلة للسودانيين في مصر للحصول على إقامة متعددة (خروج وعودة) بمبلغ بسيط ومسترد دون الحوجة لشهادة مدرسية وشراء عقار    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    كباشي والحلو يتفقان على إيصال المساعدات لمستحقيها بشكل فوري وتوقيع وثيقة    السفير السعودي: المملكة لن تسمح باستخدام أراضيها لأي نشاط يهدد السودان    شاهد بالفيديو.. في مشهد مؤثر البرهان يقف على مراسم "دفن" نجله ويتلقى التعازي من أمام قبره بتركيا    المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة مع دول عربية في غزة بعد الحرب    الحرس الثوري الإيراني "يخترق" خط الاستواء    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    اتصال حميدتي (الافتراضى) بالوزير السعودي أثبت لي مجددا وفاته أو (عجزه التام الغامض)    السيد القائد العام … أبا محمد    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    الحراك الطلابي الأمريكي    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نائب رئيس تجمع قوى تحريرالسودان: تجاوزنا القبلية ونتفاوض باسم دارفور


حاوره :أحمد إسماعيل
جوبا-10-4-2020م(موفد سونا)- درجت وكالة سونا للأنباء على الاهتمام بالحراك العام داخل محادثات جوبا بين الفرقاء السياسيين السودانيين وفي إطار ذلك التقت (سونا) الأستاذ عبد الله يحى أحمد نائب رئيس تجمع قوى تحرير السودان بمقر إقامته بفندق كراون بجوبا للحديث حول قوى تحرير السودان والجبهة الثورية وعن سير مفاوضات جوبا ومستقبل المفاوضات التي تجري حالياً بجوبا فإلى مضابط الحوار:

* مرحباً بك ضيفاً على وكالة السودان للانباء (سونا) نتعرف عليك.

- عبد الله يحى أحمد نائب رئيس تجمع قوى تحرير السودان خريج العام 1999م بكالوريوس الشريعة والقانون جامعة القرآن الكريم حاصل على ماجستير القانون الدولي بجامعة كمبالا العالمية انضممت لحركة تحرير السودان في بداية العام 2003. عملت مستشار قانوني بالحركة وتوليت مسؤولية أكثر من قطاع وخضت أكثر من 400 معركة في سبيل النضال والكفاح ضد النظام البائد.

* كنت ضمن المشاركين في مؤتمر حسكنيت ولكنك خرجت ورفضت انعقاد هذا المؤتمر لماذا ؟

- بالفعل في مؤتمر حسكنيت خرجت ورفضت انعقاد المؤتمر لشعوري بأن هنالك سيناريو يدبر للانقلاب على رئيس الحركة عبد الواحد محمد نور ولشعورنا بان هذا المؤتمركان سيؤدي الى تقسيم الحركة لذلك خرجنا ورفضنا المشاركة في المؤتمر وهذا ما حدث ، ثم جاءت اتفاقية أبوجا وأيضا رفضنا التوقيع في أبوجا وقمنا بعقد مؤتمر أمراي في العام 2007م وقمنا بتجميع كل الرافضين لسلام أنجمينا وكونا حركة تحرير السودان – الوحدة وهي من عام 2006م موجودة وتم تأسيسها بشكل رسمي في العام 2007م شاركنا في مفاوضات السلام من أروشا وأديس أبابا والدوحة وأنجمينا ومصر وإريتريا وليبيا كلها شاركنا فيها وصرحنا برأينا لذلك وللظروف الثورية الصعبة ظللنا في دارفور حتى العام 2017م ولم نوقع أي اتفاق سلام ولبينا كل الدعوات وشاركنا في كل المنابر التي عقدت للسلام وكنا نقول رأينا بكل صراحة وشاركنا في الدوحة وكنا من أكبر الحركات التي شاركت ولكن الحكومة لم تكن لديها إرادة نحو تحقيق السلام.

* كيف تم توحيد الحركة ؟

- عقدنا مؤتمر باسم الصحراء الكبرى ، لاحساسنا بالمسؤولية وتوصلنا إلى ان لا مفر من حل قضاينا إلا بتحقيق وحدة للحركات المسلحة وخاصة أن النظام السابق كان يبني إستراتيجيته على تقسيم الحركات وزرع الفتنة بينها لذلك تم توحيد ثلاث حركات هي حركة تحرير السودان قيادة الوحدة برئاستي وحركة تحرير السودان للعدالة بقيادة الطاهر أبوبكر حجر وحركة العدل والمساواة بقيادة عبد الله بشر جالي وبعد مشاورات طويلة توصلنا إلى توحيد هذه الحركات الثلاث في حركة واحدة قمنا بتسميتها بتجمع قوي تحرير السودان برئاسة الطاهر أبوبكر حجر ونيابة شخصي والقائد العام عبد الله بشر جالي.

* كيف وصلتم الي جوبا؟

- نحن نتمتع بعلاقات جيدة مع معظم دول الجوار وخصوصا دولة جنوب السودان وتم تقديم الدعوة لنا للحضور إلى جوبا لأكثر من مرة في مساعي من الرئيس سلفاكير لتوحيد الحركات المسلحة والعمل على تبني مبادرة لتحقيق السلام في السودان وحينها لم نكن جزء من الجبهة الثورية ولما تتميز به جوبا من ميزات إيجابية وإلمامها بمعظم تفاصيل الحركات المسلحة كانت هي الأقرب لتبني مبادرة لتحقيق السلام ومن ثم قمنا بالتوقيع على إعلان جوبا وفي سبتمبر 2019م إنضممنا رسميا للجبهة الثورية السودانية.

*كيف تسير المفاوضات الآن ؟

-شاركنا في مفاوضات عديدة وفي معظم العواصم الأفريقية والعربية إلا أننا نعتقد باننا قطعنا شوطاً كبيراً في مفاوضات جوبا ونحن الآن نتفاوضات بجسم واحد وفي شكل مسارات وهي تعتبر خطوة متقدمة بالنسبه لنا في دارفور في السابق كانت كل حركة تفاوض لوحدها عكس ماهو موجود الآن.

* حدثنا عن الطريقة التي كانت تدار بها مفاوضات السلام في عهد النظام السابق وما هو تقييمكم للمفاوضات التي تجري حالياً ؟

- النظام السابق كان يتعامل بعقلية معينة مع الحركات المسلحة لهدف أساسي ليس تحقيق السلام بقدر ماكان هو تقسيم الحركات وزرع الفتنة بينهم والهدف من السلام هو تسكين قادة الحركات في وظائف دستورية وعدم معالج المشكلة من جذورها، منذ التوقيع على أبوجا وإلى يومنا هذا تم التوقيع على أكثر من أربعين اتفاقية ولم يتغير شئ في أرض الواقع والحال كما هو ووصلنا لقناعة بأن النظام السابق كان غير جاداً في تحقيق السلام ولكننا نكن احتراما للمنبر والدعوة التي توجه لنا ونشارك برأينا ونعود ‘لى مناطقنا المحررة ويستمر نضالنا ضد النظام السابق.

* رغم تنوع واختلاف المجتمعات في دارفور وما تعانيه من نقص في الإمكانات وقلة التعليم وتفشي الأمية لكنكم نجحتم في إستقطاب داعمين لحركتكم ؟

- عندما تكون ثوري فذلك يتطلب منك التضحية من اجل قضيتك وهم أهل دارفور وغالبية من ثاروا ضد النظام كانوا شباب لكن إيمانهم بقضيتهم دعتهم للتنازل عن كثير من مغريات الدنيا ووضعوا قضيتهم نصب عينهم وكان من متاح لنا أن نهاجر إلى أوروبا وغيرها من الدول وأنا شخصيا ذهبت إلى أوروبا ثلاث مرات إلا أن تضحيتنا من أجل شعب وأهل دارفور تتطلب منا كثير من الصبر والمثابرة وبالرغم من أن هنالك ظلم ممنهج من المركز إلا أننا نؤمن بأن ما تمتلكه دارفور من موارد وإمكانيات إذا وظفت بالشكل الصحيح فهي قادرة على أن تنهض بنفسها ومن مواردها وحتى الترابط والنسيج الاجتماعي بين أهل دارفور كان مضربا للمثل في التعايش السلمي إلا أن الأنظمة التي توالت على الحكم استهدفت وحدة واستقرار دارفور ونسيجها الاجتماعي المترابط.

*كيف تنظر لعملية التفاوض في جوبا ؟

نحن شاركنا في منابر عديدة فيما يختص بمفاوضات السلام بالرغم من أن هنالك منابر توفرت فيها إمكانيات عالية وكبيرة ودعم من المجتمع الدولي إلا أننا نرى أن منبر جوبا يختلف تماما عن كل المنابر التي شاركنا فيها لعدد من الأسباب. نحن لم نشعر يوما أننا في دولة أجنبية ولنا سنوات عديدة في جوبا كما أن الوضع تغير تمام إبتدأ من نظام الحكم وأن الحكومة الحالية هي حكومة الثورة ومن خلال لقاءاتنا مع ممثلي الحكومة التمسنا رغبتهم الأكيدة في تحقيق السلام وأن السلام من أولوياتهم ودفعت الحكومة بقيادتها سواء في المجلس السيادي أو مجلس الوزراء أو في الحرية والتغيير وظلوا يشكلون حضورا في منبر جوبا حرصا منهم على أن يتحقق السلام لذلك لمسنا الجدية ونقارنة بالمفوضين السابقين الذي يتعاملون بنوع من التعالى عكس هذه الحكومة التي تعطيك الإحساس باننا شركاء معهم في الوطن.

* هنالك اتهام بأن الحركات المسلحة ماهي إلا حركات قبلية تفتقد للتنوع القبلي والإثني ماهو رأيكم ؟

- الثورة تحتاج إلى تضحية صحيح أن هنالك قبائل مشاركة بعدد كبير في هذه الحركات إلا ان الإعلام في النظام السابق كان يحاول أن يزرع الفتنة بين أهل دارفور ويسخر إمكانياته الإعلامية في بث تلك الأقوال ، وعندما كنت رئيسا لحركة تحرير السودان كان أحمد كبر جبريل من القبائل العربية من الرزيقات وقائد عام الجيش هو أبوبكر محمد كادو وهو من جبال النوبة وحتى في التنظيم هنالك كثير ممن ترأسوا أشخاص ينتمون للقبائل العربية ونحن في سياستنا في الحركة أن الشخص يقدم بعطائه ونضاله وليس بقبيلته ويمكن أن تلاحظ ذلك حتى في التفاوض الآن لدينا كثير من من ينتمون للقبائل العربية يفاوضون من منطلق أنهم كبار مفاوضين خصوصاً في مسار دارفور ، وللأمانة أن النضال والقتال من أجل هذه القضية لا يحتمله أي شخص إلا الذين تميزوا بروح الثورة ولهم استعداد وصبر من أجل تحقيق أهدافهم ومستعدين لفقد اقربائهم بل يقدم نفسه فداء للثورة.
وهنالك صعاب وقد عملنا وسنعمل على تجاوز مرحلة القبلية والإثنية لذا حاليا كل مسار دارفور يتفاوض باسم دارفور وما يتم تحقيقه من مكاسب ستعود لأهل دارفور بمختلف انتماءتهم القبلية والإثنية وعلينا أن لا نتيح الفرصة للأعداء للتربص بنا لشق صفنا وهذا كان واضح في سياسة النظام السابق إلا أننا كحركة في فلسفتنا ليس هنالك أي خلاف مع أي شخص وكل من آمن بمبادئ وأهداف الحركة سيجد منا كل التقدير والاحترام وكل شخص سيقدم بقدر عطائه وتضحياته.

* تجد المسارات المتعلقة بمفاوضات جوبا قبولا ورفضا من المهتمين والمراقبين ، هل لهذه المسارات جدوى وتقود إلى اتفاق سلام أم إنها مبعثرة للجهود ومضيعة للوقت

- الأطراف المعنية بالحروب في السودان كثر وقضايا السودان متشعبة و الكل يتحدث عن قضايا ذات خصوصية مرتبطة بجغرافيا معينة أو كتلة ثقافية معينة وكل ذلك انصهر في بوتقة الجبهة الثورية، ذلك التحالف العريض المكون من حركات مسلحة وأحزاب سياسية. ونجد أن دارفور عانت الحرب وكذلك النيل الأزرق وجبال النوبة وهنالك قضايا نزوح ولجوء وإنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتهميش وتنمية إقليمية غير متوازنة بالتالي كان لابد من معالجة الخصوصيات لأي من تلك المناطق ومن هنا أتت فكرة المسارات كمنهج عملي لتصنيف القضايا فكان هنالك مسار دارفور، مسار المنطقتين، مسار الشرق ، مسار الوسط ومسار الشمال. ولكل من تلك المسارات قضاياه ذات الخصوصية سواء كانت تنموية، افرازات حرب ، انتهاكات حقوق انسان ، قضايا ثقافية ...الخ ، والمنهج التفاوضي للمسار مجدي وأحرز نتائج كبيرة حتى الآن و سيكون لكل مسار بروتوكوله الخاص في اتفاق السلام الشامل - والقاسم المشترك بين كل تلك المسارات جميعا هو القضايا القومية.

* ما هي المسارات التي توصل فيها المفاوضون إلى اتفاق شامل ؟

تم التوافق بشكل كامل حول قضايا مسار الوسط - مسار الشمال - مسار الشرق وهنالك تقدم كبير في مسار دارفور لأن كل الملفات تم تناولها وتم الاعتراف بكل القضايا في المسار و متبقي فقط ملف الترتيبات الأمنية. بالنسبة للمنطقتين هنالك تقدم كبير محرز مع الحركة الشعبية قطاع الشمال قيادة مالك عقار، والجهود جارية مع عبدالعزيز الحلو أيضا لإحراز تقدم، بالتالي الوضع في منبر جوبا مبشر ويدعو للتفاؤل، وإذا كان هنالك أي تأخير منظور فإن ذلك التأخير ليس له علاقة بالتقدم في القضايا بل مربوط بالظروف الصحية المتعلقة بجائحة الكورونا العالمية والذي يعيق سفر الوفود وكذلك ظرف وفاة وزير الدفاع شهيد الواجب ومغادرة الوفد الحكومي مع الجثمان.

* ما هي القضايا العالقة ومدى إمكانية الوصول إلى اتفاق حولها ؟

إمكانية الوصول إلى اتفاق حول القضايا العالقة كبيرة لأن هنالك اعتراف كامل بتلك القضايا من قبل الطرف الآخر، فهنالك اعتراف بحاجة دارفور للتنمية وإعادة الإعمار واعتراف بحق اللاجئين والنازحين في العودة الطوعية وهنالك مسألة التعويضات لمن فقدوا ممتلكاتهم إبان الحرب، هذه المسائل تتطلب رصد إمكانيات مادية تلتزم بها حكومة السودان ومطلوب أيضا الاتفاق حول نسب مئوية من عائدات الموارد الطبيعية لتنمية الإقليم، كما أن مبدأ مشاركة أهل دارفور في السلطة وفق معيار السكان مبدأ معترف به وستحدد تلك المشاركة أيضاً، أما ملف الترتيبات الأمنية هو الملف الوحيد المتبقي إذ لم يتم التفاوض حوله.

*ماهو رأيكم فيما يتعلق بالتفاوض الغير مباشر؟

التفاوض الغير مباشر هو منهج من مناهج التفاوض معترف به ويستخدم كثيرا إذا تعذر جلوس الأطراف أو حتى عندما تكون أجواء التفاوض متوترة احيانا ، فيتم تبادل المقترحات والأفكار كتابة أو أحيانا تأتي الوساطة بمقترحات توفيقية مكتوبة.
ونحن في مسار دارفور لدينا مواقف تفاوضية مكتوبة ومطالب وسقوفات لتلك المطالب، ونأمل أن تأتينا النتائج المرجوة بأي شكل من أشكال التفاوض، ونرجو ان يتم اعتماد مطالبنا كما هي.
وفي منبر جوبا اليوم- القضايا المطروحة للتفاوض الغير مباشر هي القضايا العالقة فقط ، تلك القضايا تم التفاوض حولها بشكل كبير مع الطرف الحكومي وقدم كل كل طرف اطروحاته، إلا أن التأخير
في الرد يتعلق بالطرف الحكومي لأنه يحيل بعض الأمور لدوائر ذات اختصاص في الدولة مثل وزارة المالية عندما يتعلق الأمر بمبالغ ، أو وزارة الحكم الاتحادي عندما يتعلق الأمر بمسائل الحكم وهكذا .

* الجنوب مر بتحولات نحو السلام والاستقرار كيف تنظر للخطوات التي خطاها رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق أول سلفا كير ميارديت ؟

- نثمن جهود الحكومة والشعب على السلام الذي تحقق ونحي بصفة خاصة الرئيس سلفاكير على قراراته الشجاعة بتقليص عدد الولايات وتكوين مؤسسات الرئاسة وتشكيل مجلس الوزراء وبدون شك أن استقرار الجنوب هو استقرار للسودان والعكس كذلك ونتمني لهم التوفيق في استكمال كافة المؤسسات من المجلس التشريعي وحكام الأقاليم والمجالس التشريعية الإقليمية. هنالك عدد من الحركات خارج التفاوض وهنالك

اتهام مباشر بأنكم كجبهة ثورية رفضتم إنضماهم للجبهة لاعتبارت تتعلق بمكاسب سلطوية فما هو رأيكم ؟

المعروف ان الثورة عطاء ونحن نحترم كل القيادات وأنت كقائد إما أن تكون مع جيشك أو مع شعبك ولكن ان تذهب وتترك النضال وتأتي الآن لتشارك في منبر للحوار هذا شي مخالف ومع تأكيد فلسفتنا في الجبهة الثورية بعدم الاقصاء وان أي سلام يتحقق في وجود أشخاص خارجه فهو سلام ناقص ومع قناعتنا بأن منبر جوبا تم وفق اشتراطات ومعايير معينة وإعلان جوبا أسس على اشتراطات وكل من استوفى تلك الشروط كان مشاركا في هذا المنبر وبالرغم من ذلك إلا أننا نأمل أن تتم معالجة مثل هذه الأمور مابين الوساطة والجبهة الثورية والحكومة لايجاد طريقة مثلى لمشاركتهم في مفاوضات السلام للوصول إلى سلام شامل لا يستثنى أحد ونحن أكثر حرصا على تحقيق السلام وأن أي تأخير سينعكس سلبا على أهلنا في دارفور ونحن حريصين أن لا نترك شخص خارج هذا السلام وقناعتنا بان أي سلام لا يشعر به أهل دارفور واقعا ملموسا وأمنا واستقرار فهو سلام ناقص.
ونحن نهدف الي حل كل الإشكاليات ومعالجة كافة جذور وأسباب المشكلة حتى لا نعود مرة اخري لمربع الحرب والاقتتال.

* كيف تنظرون في الجبهة الثورية لحل قضايا ومشكلات دارفور الشائكة ؟

- كما قلت لك نحن انضممنا مؤخرا للجبهة الثورية إلا أن فلسفتنا جميعا في دارفور أن أي حل لمشكلة دارفور دون حل لكافة مشاكل السودان فهذا يعتبر حل ناقصا وصحيحا أن المشاكل وطبيعتها تختلف من منطقة لأخرى ومن ولاية لولاية إلا أن نظرتنا لحل مشاكل السودان هي نظرة قومية تستوجب الحل الشامل والكامل لكل قضايا السودان لذلك رأينا أن نتجاوز كل السلبيات ونعمل على معالجة كافة الإشكاليات والقضايا كل حسب طبيعة وشكل قضاياه وعلينا معالجة أي مشكلة في السودان والدفع بالسودان نحو الأمام ومعروف أن قضايا دارفور شائكة ومعقدة وتختلف من معظم قضايا السودان الأخرى.

* تم تمديد هذه المفاوضات لا كثر من مرة وفي المرة الأخيرة تم تحديد فترة شهر كاقصي فترة لتوقيع اتفاق السلام ما رأيكم في ذلك ؟

- في تقديري الشخصي ان مسائل التفاوض يجب أن لا تحدد بفترة زمنية معينة بل التركيز على كل جديد وحرص الأطراف المتفاوضة وأن نترك القضايا هي التي تحدد ذلك ولا يخفي عليك بان ملفات الحرب في دارفور هي ملفات شائكة وهنالك قضايا تهجير ولاجئين ونازحين وقضايا أراضي وانتهاكات وجرائم ارتكبت لذلك الهدف الأساسي ليس تحديد جدول زمني بقدر ما أن الهدف هو الوصول لسلام عادل وشامل لذلك انا أتوقع أن يتم تمديد المفاوضات مرة أخرى ونأمل أن نصل إلى سلام حقيقي يرضي الجميع ويلبي تطلعات أهلنا في السودان عامة وأهلنا في دارفور بصفة خاصة وبخصوص تحديد التاسع من أبريل لختام التفاض فنحن لا نراهن بالزمن بقدر من أننا نراهن على حرص وجدية الأطراف المتفاوضة وما لم تتم معالجة كافة القضايا والملفات المطروحة فلا يمكن ان نقول بأننا حققنا سلاما حقيقيا.

* هنالك تحدي كبير يواجه هذه المفاوضات وماذا بعد توقيع اتفاقية السلام والحديث عن عدم وجود ضمانات للسلام الذي تسعون إليه الآن ومن الذي سينفذ هذا الاتفاق وهل الدولة لديها الإمكانيات في أن تنزل بنود هذا الاتفاق في أرض الواقع ؟

- اتفق معك أن توقيع الاتفاق على الورق هو شيء سهل ولكن مالم يكن هنالك ضامنون وممولون لهذا الاتفاق فان انزال الاتفاق إلى أرض الواقع أمر صعب لذلك لدينا جهود مقدرة في الجبهة الثورية والحكومة والوساطة في أن نعمل على تسويق هذا الاتفاق وإيجاد داعمين حقيقين لهذا السلام من المنظمات الدولية والدول الشقية والصديقة.

رسالة أخيرة لمن توجهها؟*

- رسالتي للأجهزة الإعلامية وخاصة في ظل هذه الثورة بأن تكون هنالك مهنية وجدية في تناول قضايا السودان والبعد عن الأجندة الخاصة وأن تكون الرسالة الإعلامية هي رسالة هادفة تنبع من الحرص على وحدة واستقرار وتقدم السودان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.