كاس 31-8-2020 (سونا)- دعا والي ولاية جنوب دارفور موسى مهدي في ختام الملتقى أمس مجتمع كاس إلى التماسك والوحدة والتسامي عن الصغائر والجراحات، مشددا على ضرورة التسامح والعفو وقبول الآخرمن أجل العيش في سلام واستقرار . وأشار إلى أن دستور السودان كفل لأي مواطن يقيم في أي مكان الحقوق والواجبات مع الالتزام بالعرف والقانون الموجود في المنطقة . ووعد الوالي بسن تشريعات تجرم وتردع كل من يستخدم العبارات والمفردات الدالة على العنصرية والتعالي والاستفزاز مثل العرب والزرقة والجنجويد والتورا بورا وعربي وفوراوي . وقال مهدي أنا ضد القبلية والمناطقية والارتقاء على المناصب والمواقع التنفيذية على حساب القبيلة التي استخدمتها الإنقاذ وكل القبائل، وأنا على مسافة واحدة منهم. وأضاف مهدي في عهد الحرية والعدالة والديمقراطية القبيلة والاصطفاف القبلي الموجود الآن مرفوض، مؤكدا أن الكفاءة والمقدرة والإبداع هي المعايير لتولي المناصب في الخدمة المدنية والسلطة التنفيذية. ووعد موسى بدعم مبادرة أهل كاس لإعمار ما دمره المخربون للمؤسسات الحكومية في أحداث كاس ووصفه بسلوك شيطاني من فئة خارجة عن القانون وليس كل أهل كاس، مؤكدًا تبنيه تنفيذ توصيات الملتقى بعد مناقشتها مع جهات الاختصاص، منوها إلى أنها مطالب مشروعة ومقبولة . وأشاد مهدي بجهود الإدارة الأهلية في حفظ الأمن والاستقرار والتعايش السلمي بكاس، لافتا إلى أن الإدارة الأهلية لها إرث وتاريخ وحكمة وحصافة في حل القضايا، نتطلع لدورهم في إزكاء السلام والمحبة والعدل في كاس وكل محليات الولاية . وقال "نحن نثمن دور الإدارة الأهلية وندعمها من أجل الحفاظ على التنوع والاستقرار والسلام الاجتماعي . وأضاف مهدي أن مرحلة السلام المقبلة تتطلب أن يكون الجميع في تسامح وجزء من العدالة الانتقالية، مشيدًا بدور الأجهزة النظامية قاطبة في بسط الأمن والاستقرار في ربوع الولاية، متعهدًا بتسخير إمكانات الولاية كافة لحماية الموسم الزراعي والعودة الطوعية من أجل الاستقرار والإنتاج . من جهته قال ممثل قوى الحرية والتغيير بالولاية شمس الدين أحمد صالح أنه لا بديل للسلام إلا السلام، موجهًا أسئلة استنكارية للجميع "لماذا نحترب ونمارس الكراهية والعنف ضد بعضنا ومؤسسات الدولة". وأضاف علينا أن نجرد الحساب ماذا جنينا من الحروبات القبلية والبطون ورفعنا السلاح ضد الدولة 18عامًا، مطالبأ الجميع بتغيير السلوك والسياسات تجاه بعضهم والدولة في عهد الثورة من أجل العيش في سلام ووئام، مؤكدًا أن السلام لا يأتى إلا بالتسامح وتناسي مرارات الماضي، بجانب تحقيق العدالة والتنمية المستدامة بين الناس . ودعا شمس الدين كلًا من عبدالوحد نور وعبد العزيز الحلو إلى الانضمام إلى السلام من أجل إنهاء معاناة الشعب السوداني والعمل على بناء السودان الموحد. ووجه شمس الدين رسالة إلى حكومة الولاية للعمل بروح العدالة وتطبيق القانون نصًا وروحًا على الخارجين عن القانون، فضلا عن أن تكون على مسافة واحدة من الجميع. كما طالب الإدارة الأهلية بعدم التستر على المجرمين، داعيا الشباب إلى التحلي بروح الحوار وثقافة قبول الآخر والانخراط في العمل المدني السلمي بعيدًا عن ثقافة العنف، كما طالب التنظيمات السياسية بالعمل على رفع قدرات الشباب التنظيمية. ولفت طه حميدان رئيس لجنة السلام بقوات الدعم السريع إلى أنهم من خلال هذا العمل يعززون السلام الاجتماعي والتعايش السلمي وتقوية العلاقات بين المكونات المجتمعية إلى جانب تعزيز دور المفاوضين في جوبا تمهيدًا للسلام المقبل، داعيًا حركات الكفاح المسلح الذين مازالوا خارج منبر جوبا للسلام لبناء الوطن. فيما أشاد المدير التنفيذي لمحلية كاس صلاح عبد الرازق بجهود الشركاء التي أثمرت عن نجاح الملتقى (جامعة نيالا، مركز أبحاث ودراسات السلام، الإدارة الأهلية، لجان المقاومة وقوى الحرية والتغييروديوان الزكاة)، مشيدًا بالأوراق التي قدمت في الملتقى ومناقشتها بصورة مستفيضة تم من خلالها الإجابة على العديد من التساؤلات التي تدور في أذهان الناس حول ممارسة العنف والكراهية الأسباب والدوافع. وأشار صلاح إلى التحديات وعظم المسؤولية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد مما يتطلب تضافر جهد الجميع للعبور بالولاية إلى بر الأمان . وأضاف بالرغم من تلاطم الأمواج وتغير الظروف ثقتنا كبيرة في الوالي لقيادة الولاية إلى الأمام وتحقيق التنمية والاستقرار. فيما أشار محمد أبوشمة شطة من قيادات الإدارة الأهلية بكاس إلى معاناة المواطنين من تخريب المؤسسات الحكومية بالمحلية لاسيما الشرطة والنيابة . وأضاف (الآن لو حصلت ليك أي حاجة لاتستطيع تفتح بلاغ)، مطالبًا بتأهيل مركز الشرطة والنيابة وتقويتها، لافتا إلى أن ماحدث في كاس ليس قبليًا، كاشفًا عن قيامهم بمبادرة لإعمار المؤسسات بلغت الآن (350) الف جنيه، مطالبا بمساندة حكومة الولاية لهذه المبادرة. وطالب الأمير التجاني عبد القادر منصور بفرض هيبة الدولة وإعمال القانون حتى يعود أي متفلت لصوابه عبر القانون، مؤكدا أن أولوياتهم في المحلية تأهيل مركز الشرطة والنيابة، مشيرًا إلى حرق مكاتب الإدارة الأهلية وجهاز المخابرات في السابق ولم تتم صيانتها. وتشير (سونا) إلى أن ملتقى أبناء كاس للتعايش السلمي ونبذ العنف وإعادة الاعمار والبناء، نظمته قوى إعلان الحرية والتغيير بمحلية كاس بولاية جنوب دارفور بالتعاون مع لجنة السلام بقوات الدعم السريع ومركز أبحاث ودراسات السلام والتنمية بجامعة نيالا بمشاركة كل مكونات مجتمع كاس، واستمر لمدة يومين تحت شعار "حرية، سلام، وعدالة" وشرف الختام موسى مهدي إسحق والي الولاية وأعضاء حكومته وممثلون لبعثة اليوناميد.