دعا رئيس السلطة الإقليمية لدارفور الدكتور التجانى سيسى محمد أتيم جميع أهل دارفور ممثلين فى قواهم السياسية والاهلية والمدنية ، الى وثبة كبرى من أجل توحيد الكلمة لمواجهة كافة التحديات وتخطى المشكلات التى تعانى منها دارفور.وقال أن السلطة الإقليمية وحكومات ولايات دارفور تعمل بكل جد واخلاص من أجل رتق النسيج الاجتماعي بدارفور. جاء ذلك لدى مخاطبته بعد ظهر اليوم بقاعة د. مجذوب الخلبفة احمد بالفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور فاتحة أعمال ورشة السلم الاجتماعي والتي نظمتها السلطة الإقليمية لدارفور بالتعاون مع حكومة الولاية بمشاركة عدد حوالي (400) من القيادات الأهلية والتنفيذية والتشريعية والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني . وشدد السيسى فى كلمته على أن هناك بعض الجهات التى لم يسمها بعدم الرغبة في اعادة رتق النسيج الاجتماعي بدارفور الذى قال انه يتعارض مع مصالحهم نظراً لان وجودهم مرتبط بالصراعات القبلية.وأوضح السيسى أن العام الماضي قد شهد ازدياداً في وتيرة الصراعات القبلية في دارفور إلا انه وصف ما حدث من صراعات قبل أسابيع قليلة بدارفور بالشئ الغريب وقال أن اغلب مجتمع دارفور أصبح غارقا في الصراعات ولا يستطيع احد من خارج الإقليم أن يضع حدا لها باعتبارها صراعات دارفورية بحتة قائلاً (هذه صراعات دارفورية بحتة إذا أردنا أن نوقفها لابد أن نوقفها نحن وما يحدث في دارفور كلنا شركاء فيه).واقر بوجود بعض المؤثرات الخارجية السالبة على الصراعات.لافتاً إلى التحديات التي تواجه السلطة والمتمثلة في وجود الحركات المسلحة التي لاتزال تحمل السلاح بجانب الاستقطاب الاثنى.وأضاف السيسى أن انتشار السلاح الكثيف بدارفور يعد من اكبر المهددات الأمنية بالإقليم داعياً إلى ضرورة التعامل والتفاعل مع هذا الأمر بقدر كبير من المسئولية لنزع السلاح حتى يعود الأمن والطمأنينة والسلام لأهل دارفور.ووجه رسالة لكل الحركات المسلحة الرافضة للسلام بعدم الاعتداء على المواطنين الأبرياء بقراهم الآمنة. وطالب المشاركين في ورشة السلم الاجتماعي بضرورة تداول الأوراق بشفافية ووضوح للخروج بتوصيات بناءة وهادفة من اجل استدامة السلم الاجتماعي بدارفور.وأكد أن مؤتمر السلم الاجتماعي لدارفور الجامع لولايات دارفور والذي سيعقد بمدينة الفاشر في المرحلة المقبلة سيختلف عن ماسبقه من مؤتمرات وذلك لانه سيعنى بتكوين آليات من المؤتمر لتنفيذ التوصيات على أرض الواقع كما أن توصياته من شأنها المساهمة في وضع خارطة طريق لتحقيق السلم الاجتماعي بدارفور. من جهته قال والى شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر أن الورشة تجئ امتداداً لسلسلة الورش والمؤتمرات التي عقدت في المرحلة الماضية بهدف وضع رؤية مشتركة لحل المشكلات للصراعات القبلية بجانب الوقوف على مسببات وجذور المشكلة.وأوضح أن ورشة السلم الاجتماعي تمثل نقطة النهاية للتناحر والاحتكاكات والشرارات الموقدة لنيران الفتنة كما أنها تمثل البداية الحقيقية للتسامح والتعايش السلمي بين مكونات أهل دارفور والتكاتف والتعاضد وتجاوز مرارات الماضي داعيا المشاركين إلى صدق النوايا والعمل بجرأة وتجرد حتى تكون دارفور الملاذ والملجأ للخائف كما كانت في سابق عهدها. مشدداً على ضرورة استصحاب كل مقررات مؤتمرات الصلح القبلي ومواثيق التعايش والتناصح القبلي في سبيل الخروج بتوصيات تسهم في تحقيق السلم الاجتماعي بالإقليم كاشفاً أن جملة مؤتمرات الصلح القبلي التي شهدتها الولاية منذ العام 1932م وحتى العام 1994م قد بلغت (41) مؤتمراً فضلاً عن عدد (38) جلسة ميثاق للتعايش والتناصح القبلي بين مكونات أهل دارفور. في ذات السياق قال وزير إعادة الأعمار والتنمية والبني التحتية بالسلطة الإقليمية لدارفور منسق ورش السلم الاجتماعي بدارفور تاج الدين بشير نيام أنه من حسن الطالع ان يجئ انعقاد ورشة السلم الاجتماعى بشمال دارفور فى اعقاب المبادرة التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية بشأن الحوار من أجل حل كافة المشكلات التي تواجه البلاد داعياً القوى السياسية ومكونات أهل دارفور بضرورة الحوار لتحديد أسباب الصراعات والنزاعات القبلية في سبيل استدامة السلم الاجتماعي بالإقليم.وتوقع أن تسود الورشة الحرية المطلقة في تناول القضايا ومناقشتها بمسئولية واقتراح الحلول للمشكلات. وكان وزير الصحة نائب والى شمال دارفور رئيس اللجنة التحضيرية للورشة قد استعرض أهداف الورشة مشيراً إلى أنها تستمر لمدة يومين يتم من خلالها تقديم عدة أوراق تتمثل في النزاعات القبلية المشكلات والحلول ، الإدارة الأهلية ودورها في فض النزاعات القبلية بجانب دور منظمات المجتمع المدني في بناء السلام وورقة الاستغلال الأمثل لموارد الولاية مثل العطرون و الذهب .