قال رئيس مجلس النواب في الجمهورية اللبنانية نبيه بري ان تشكيل الحكومة اللبنانية من شأنه "التخفيف من كل أنواع التوترات وفض الاشتباكات السياسية وفتح الباب أمام عودة الحوار الوطني في لبنان". جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس بري بحضور رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم على هامش حفل العشاء الذي أقامه سفير لبنان لدى دولة الكويت الدكتور خضر حلوي امس على شرف الرئيس بري والوفد المرافق له. وأضاف الرئيس بري أن لبنان خسر الكثير من الوقت ولم يستفد من كل اللحظات الاقليمية والدولية التي تريد استمرار استقراره الاقتصادي والامني مؤكدا ضرورة تعويض الوقت الضائع الذي دفع لبنان ثمنه من خزينته ومن جيب مواطنيه المقيمين والمغتربين. وأوضح أن لبنان تجاوز أخيرا أزمة تشكيل الحكومة معربا عن الامل في أن تحقق هذه الحكومة انجازا وتحوز ثقة المجلس النيابي وأن تنطلق في مواجهة التحديات وفي طليعتها المتصلة بأوضاع اللاجئين والنازحين السوريين والفلسطينيين. وذكر من جملة التحديات أمام الحكومة اللبنانية "الارهاب الذي لا يتوقف على اعتقال بعض رموزه واحباط بعض عملياته" منوها بما أنجزته الاجهزة الامنية اللبنانية وبشكل خاص دور الجيش في عمله الامني الى جانب الدفاعي". ولفت من بين تلك التحديات أيضا الى حفظ حق لبنان في تحرير أرضه المشار اليه في القرار الدولي رقم 1601 بكل الوسائل والتصدي للخطط العدوانية الاسرائيلية اضافة الى اتخاذ القرارات المناسبة للتخفيف من وطأة الازمة الاقتصادية والاجتماعية. وبين الرئيس بري ان لبنان "يكاد يتحول الى ساحة للارهاب وخط تماس لنار الازمة السورية التي تعصف بمناطق طرابلس والهرمل وعكار" مشيرا الى أن لبنان "مستهدف كله بوجوده وكيانه وجيشه وشعبه ومقاومته وجهاده وعاصمته وضاحيته وكل شخصياته السياسية وليس فقط الجهة التي يقع عليها الاغتيال". وأضاف ان لبنان المهدد بكل أنواع الارهاب "لن يسقط" مخاطبا اللبنانيين في الكويت "والكويتييناللبنانيين في وجدانهم ومحبتهم" قائلا إن لبنان لن يتحول الى مأتم وساحة للاحزان وهذا البلد الذي نهض من حرب أهلية عاصفة استمرت 14 عاما وبعد حروب (اسرائيل) المتتالية عليه وانتصر على العدو وحرر الارض "بل سيقوم وحقا سيقوم". وشدد الرئيس بري على أن ارادة اللبنانيين في ترسيخ السلام الاهلي ستنتصر وأن لبنان لن يكون على حياد ازاء مقاومة العدوانية الاسرائيلية أو تهديد سيادته بل سيبقى منحازا الى أماني الشعب الفلسطيني. وقال إنه يقف "في صف لبنان العربي الذي ينحاز الى الحل السياسي في سوريا والى اتفاق السوريين على تحديد نظامه والى لبنان العربي الذي ينحاز الى عراق موحد والى مصر وخارطة الطريق التي اطلقتها ثورة الميادين والى لبنان العربي الذي ينحاز الى وحدة وسلام اليمن وأن يبقى اليمن السعيد والى الدستور التونسي الجديد". من جانبه قال السفير اللبناني البلاد الدكتور خضر حلوي ان الرئيس بري يحفظ للكويت أميرا وحكومة وشعبا ومؤسسات "الود والوفاء لرجالها والامتنان لشعبها" لافتا الى تأكيد الرئيس بري له حين زاره مودعا بداية توليه مهمته سفيرا لبلاده ان "الكويت البلد الاول الداعم للبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا". وأضاف السفير حلوي ان الكويتيين وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد "أبلوا بلاء حسنا و لا يزالون كذلك في سبيل المحافظة على لبنان بلدهم الثاني بمشاريع كبرى نفذوها أو بمساعدات تنموية منحت للبنان واللبنانيين". ب