قالت دكتورة هناء حمدنا الله الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة والموارد البيئية ان الملوثات العضوية الثابتة من أشد المواد الكيميائية سٌمية للإنسان والحيوان لأنها تؤدي الي الإصابة بالسرطان وتؤثر علي نمو الأعصاب وإضعاف المناعة وعلي الغدد الصماء إضافة الي تراكمها إحيائيا في الهواء ومقاومة التحلل والانتقال عبر الحدود . واشارت لدي مخاطبتها الجلسة الافتتاحية لورشة العمل التدريبية حول الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة في الفترة من 4-5 مايو بقاعة اتحاد المصارف اليوم الى أن هذه الورشة تأتي في إطار التزام السودان باتفاقية استكهولم للملوثات العضوية الثابتة والتي تهدف الي حماية صحة الإنسان والبيئة والتي وقع عليها السودان عام 2001م وتمت المصادقة عليها من قبل الدولة عام 2006م وتفضي الي خفض إطلاق الملوثات العضوية الثابتة في البيئة علي الكائنات الحية ، مبينة أن قيام الورشة يأتى في إطار مشروع تعزيز القدرات والمساعدة الفنية لتنفيذ خطط العمل الوطنية لاتفاقية استكهولم للملوثات العضوية الثابتة في الدول الأقل نموا لشبه إقليمي الكوميسا والسادك بإفريقيا وهو مشروع إقليمي ينفذه المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية ويموله المرفق العالمي للبيئة عبر منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة (اليونيب) . وقالت إن مشكلة النفايات الصلبة ينظر إليها علي مستوي دول العالم علي أنها احدي المشاكل الرئيسية التي تواجه الإنسان خاصة في المدن الكبيرة ، لافتة إلي أن النفايات الصلبة في السودان تشكل هاجسا كبيرا وذلك لعدم وجود نظام فاعل وواضح في التخلص من النفايات الصلبة والخطرة بطريقة آمنة لا تسبب اى تلوث للبيئة المحيطة إضافة لعدم وجود اى نظام للاستفادة من الاستخدام لبعض النفايات مثل العضوية والبلاستيك والحديد والورق وغيرها ، وكشفت عن ان الحرق المكشوف للنفايات الصلبة يؤدي إلي تكوين ما يسمي بالديوكسينات والفيورنات وهما ضمن الاثني عشر مركب عضوي ثابت في البيئة التي شملتهم اتفاقية استكهولم للملوثات العضوية الثابتة أما بالنسبة للديكوسين والفيوران فتطلب اتفاقية استكهولم التخلص منهما بشكل نهائي مطالبة بوضع خطة عمل للتعرف علي توصيف هذه المركبات والتعرض لانبعاثاتها إضافة لحصر مصادرها بجانب وضع سياسات واستراتيجيات محدده يتضافر في تنفيذها المجتمع وأوضحت أن الورشة تهدف إلي التعريف بمفهوم الإدارة المتكاملة للنفايات وتنوير المشاركين بأبعاد المشكلة وكيفية تدوير هذه النفايات وخلق فرص عمل جديدة إضافة إلي رفع الوعي البيئي لضمان بيئة معافاة وسليمة والخروج بتوصيات تساهم في الإدارة السليمة لهذه النفايات . وقال الأستاذ علي محمد علي المنسق الوطني لمشروع الملوثات العضوية الثابتة إن هناك مشكلة في إدارة النفايات الصلبة والإدارة السليمة للنفايات كاشفا عن مخاطر حرق النفايات بالأحياء الشعبية مشيرا الي وجود تحديات تواجه إدارة النفايات في السودان منها عدم وجود خطة واضحة لإدارة النفايات إضافة لعدم المواكبة للتطور في هذا الجانب . وقال دكتور بشري حامد مدير الهيئة الإشرافية لنظافة ولاية الخرطوم إن النفايات الصلبة أصبحت مشكلة كبيرة لدول العالم خصوصا الدول النامية ، مشيرا الي تزايد النفايات في إفريقيا الي 250 مليون طن بحلول عام 2050 لعدم وجود مرادم للتخلص منها مطالبا بإيجاد حلول سياسية واجتماعية وصحية لكيفية منع تزايد النفايات وتدويرها وتقليل الكمية الناتجة من تدويرها وكيفية إعادة استخدامها ، وإضاف أنه لابد من حملة كبيرة للحد من استخدام أكياس البلاستيك ووصف قائلا نحن ننقل النفايات من وسط المدينة الي الإطراف ولا يوجد لدينا نظام للتخلص والتخزين إضافة لعدم مواكبة القوانين والتشريعات التي تحكم إدارة النفايات ولابد من تحديد الأدوار الاتحادية والولائية ووضع خطة عمل لمدة 15 عاما في مجال عمل النفايات وتوفير التمويل اللازم وأشراك المواطن والمجتمع في ادارة النفايات . يشار الى أن السودان شارك في أول مؤتمر للأمم المتحدة لإقرار خطة العمل في بيئة الإنسان 1972م وكذلك شارك في قمة الأرض عام 1992م حيث وقع السودان علي اتفاقيات تغير المناخ والتنوع الإحيائي والتصحر ، ثم فى اتفاقية الأراضي الرطبة والملوثات الثابتة وبرتوكول مونتريال ويعتبر المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية حلقة الاتصال الوطني للاتفاقيات الدولية في مجال البيئة . مما يذكر أن هذه الورشة تنفذ بتمويل من منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) وذلك ضمن أنشطة المشروع للعام 2014م .