نفذ السودان 28 مشروعاً لمعالجة الملوثات العضوية الثابتة في القطاعات المختلفة حفاظاً على صحة الإنسان والبيئة وذلك في إطار الخطة الوطنية التي وضعها والتزم السودان بها في اتفاقية استكهولم للملوثات العضوية الثابتة. وقال مصدر مسئول بالمجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية في تصريحات صحفية أن السودان تمكن من تنفيذ مشروع بناء القدرات في هذا المجال ، مشيراً إلى أبرز انجازات حصر المبيدات العضوية الثابتة بالسودان ورصد الانبعاثات غير المقصودة والتربة الملوثة والوقوف على المقدرات الفنية للمؤسسات التي تتعامل مع هذه المواد ، وجرد لكافة القوانين التي تضبط التعامل مع الكيماويات مع تحديد مواطن الضعف توطئة لإصدار التشريعيات واللوائح اللازمة وخلق وعي في أوساط المجتمع بخطورة الملوثات بجانب القيام بمسح للملوثات العضوية من لبن الأمهات وقد أشارت النتائج الي خلو كل العينات من هذه الملوثات. وأشار المصدر الي أن مستويات الخطر تختلف من ملوث عضوي ثابت إلى آخر وتشترك في أن كل الملوثات العضوية تعتبر سامة جداً أو تعد ثابتة أي تبقي لسنوات وعقود من الزمن ، وأنها تتبخر وتنتقل لمسافات طويلة عبر الهواء والماء وأنها تتراكم في الأنسجة الدهنية ويشتبه في تسببها لمرض السرطان. وقال المصدر أن المجتمع الدولي استشعر بخطورة هذه الملوثات وما تشكله من تهديد كبير على الصحة والبيئة فقام باعتماد معاهدة اتفاقية استكهولم عام 2001م والتي ترمي إلى تغيير انتاج واستخدام وإطلاق وتخزين هذه الملوثات. وأضاف المصدر أنه ونسبة لمساحة السودان ووجود العديد من المشاريع الزراعية فقد نتج عنها وجود مخلفات متنوعة من المبيدات من ضمنها مجموعة مبيدات الملوثات العضوية الثابتة ، مشيراً إلى الحصر الذي تم بواسطة فرق متخصصة وبإشراف المجلس بجميع الولايات حيث تم تقدير كمية المبيدات التالفة بحوالي 232 طناً توجد بالمشاريع الزراعية ومخازن وقاية النباتات في حوالي 30 موقعاً ، بالإضافة إلى حوالي 10 ألاف طن من التربة الملوثة و 160 طناً من العبوات الفارغة. وفيما يتعلق بالديوكسين والفيوران قال المصدر المسئول بالمجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية أنها عبارة عن مركبات كيميائية كنتاج لبعض العمليات الحرارية والصناعات الكيمائية مما تسبب في تلوث الهواء والمياه والتربة وتحدث بعض الأمراض المتمثلة في أحداث الخلل بجهاز المناعة والجهاز العصبي والغدد الصماء وأضرار بالكبد وفقدان الذاكرة والتشوهات الخلقية عند الولادة ، وقد تم تقدير كمية انبعاثات الديوكيسين والفيوران من مكونات البيئة من المصادر المختلفة بحوالي 991.6 جم ينتج معظمها من الحرق المكشوف. وعن ثنائي الفينيل متعدد الكلور أوضح أن هذه المادة تتواجد في زيوت المحولات ومكثفات الطاقة الكهربائية ، كما توجد في ورق الكربون وفي زيوت بعض الآت الورش ولها نفس الصفات من حيث أنها شديدة السمية وثابتة وتتراكم في الأنسجة الدهنية ، وتنبه العالم إلى خطورة هذه المادة وتم استبدالها بزيوت معدنية كما تم وضع برنامج لحصر المنتج منها بغرض التخلص منه في هذه الفترة حتى عام 2025م. وأشار المصدر الي أنه قد تم تحديد فريق من الهيئة القومية للكهرباء لحصر المحولات المحتوية على هذه المادة ، حيث شكلت نسبة 2-3% من جملة المحولات في السودان والبالغ عددها 15 ألف محول.