بنغازي 21-10-2014 برناما/-- استمرت دوامة العنف في مدينة بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية لتوقع ثمانية قتلى على الأقل (الاثنين) فيما تتواصل المواجهات العنيفة بين القوات الموالية للواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر وميليشيات اسلامية وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المركز "استقبل منذ ساعات الصباح الاولى اليوم ثمانية جثث لأشخاص قتلوا في أعمال عنف متفرقة واغتيالات شهدتها مدينة بنغازي". وأضاف المصدر أن "من بين القتلى جنديين من الكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة في الجيش الليبي قتلوا في اشتباكات مع الإسلاميين، إضافة إلى قائد في مفوضية كشاف بنغازي يدعى زياد الفيتوري قتل برصاص مسلحين مجهولين استهدفوه في المدينة". وأوضح أن "القتلى الخمسة الباقين تعرض بعضهم لإصابات الرصاص العشوائي أثناء مرورهم بمواقع تدور فيها اشتباكات عنيفة، فيما تعرض البعض الآخر لإطلاق رصاص بشكل مباشر في الرأس في عمليات تشير إلى أنها إعدامات خارج إطار القانون". وارتفع بذلك الى 83 على الأقل عدد القتلى في بنغازي منذ بدأ اللواء حفتر يوم الاربعاء الماضي هجوما جديدا على الميليشيات الاسلامية في المدينة. واستقبل مركز بنغازي الطبي وحده 74 من القتلى ، فيما استقبلت مستشفيات أخرى التسعة الباقين ، بحسب مصادر طبية. وأمام ضعف الحكومة الانتقالية، شن اللواء حفتر الذي شارك في الثورة على القذافي ، هجوما في مايو على الميليشيات الإسلامية التي يتهمها ب"الإرهاب". واتهمت السلطات الانتقالية اللواء حفتر حينها بمحاولة "انقلاب" لكنها غيرت موقفها لا سيما بعد ان نال اللواء المتقاعد تأييد عدة وحدات من الجيش ومواطنون. ويشارك مدنيون مسلحون إلى جانب قوات حفتر في هجومها الجديد لاستعادة بنغازي التي سقطت في يوليو بايدي ميليشيات إسلامية بينهم جماعة أنصار الشريعة المتشددة. ومنذ تلك الحملة التي بدأها حفتر تحت اسم "الكرامة" شكلت المجموعات الاسلامية "مجلس شورى ثوار بنغازي" ليجمع بين المتشددين وآخرين أكثر اعتدالا. ميدانيا، حلقت مقاتلات سلاح الجو الموالي للواء حفتر مساء اليوم واستهدفت عدة مواقع يتمركز فيها الإسلاميون، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة بين طرفي النزاع منذ ليل الأحد وحتى ساعات الصباح الأولى لليوم. ووفقا لمراسل ((شينخوا))، فإن الاشتباكات تتواصل بين الجيش والموالين له والإسلاميين في منطقة قاريونس ومحيطها في المناطق الواقعة على المدخل الغربي لمدخل مدينة بنغازي، فيما شهدت منطقة السلماني وسط المدينة اشتباكات عنيفة. وتستمر حركة نزوح المواطنين من المناطق التي يشتد فيها وطيس الاشتباكات نحو مناطق أكثر أمنا نسبيا، لكن 120 عائلة من نازحي بلدة تاورغاء الذين يقيمون في مدينة بنغازي منذ العام 2011 نزحوا مجددا من بنغازي إلى مدينة أجدابيا (160 كلم غرب). وجاء هذا النزوح الجديد بعد أن أتى ليل الجمعة حريق على مخيم كانوا يقطنوه في منطقة قاريونس غربي بنغازي عقب اخلائه بسبب الاشتباكات التي تدور بين الجيش والاسلاميين في تلك المنطقة. وقال شهود عيان إن النيران التي التهمت المخيم غير معلومة الاسباب لكن عودة نازحي تاورغاء (230 شرق طرابلس) الذين هجروا من بلدتهم لاتهامهم بمساندة نظام معمر القذافي في العام 2011، باتت مستحيلة. وقال مسؤول محلي في أجدابيا إننا "استقبلنا نحو 120 عائلة من بلدة تاورغاء نزحوا من بنغازي ووفرنا لهم متطلباتهم الأساسية"، مرجحا أن يرتفع عدد النازحين خلال الساعات القادمة. وما زالت الحركة في المدينة شبه منعدمة خصوصا في أوقات المساء فيما تشهد الدوائر الحكومية والخاصة شللا تاما بسبب الاشتباكات. وتعود أوجه الحياة نسبيا في المدينة صباحا، بينما تتراجع الحركة مساء بسبب حواجز النقاط الأمنية التي يديرها شبان مسلحون يوالون اللواء حفتر من مختلف المناطق بعد انطلاق ما بات يعرف في البلد ب"انتفاضة 15 اكتوبر".