-- قال وزير الاقتصاد الإماراتي، سلطان المنصوري، إن نسبة مساهمة النفط في الناتج الوطني لبلاده تراجعت إلى 30 في المائة فضل عمليات تنويع مصادر الدخل طوال العقود الماضية، متوقعا ألا يؤثر الانخفاض الحالي لسعر البرميل على ميزانية الإمارات أو مشاريعها التنموية، مشيرا إلى أن تقديرات المعنيين الدوليين تشير إلى مستوى مائة دولار كسعر عادل. وقال المنصوري ردا على سؤال حول خطط البلاد لتنويع مصادر الدخل بظل تراجع أسعار النفط: "الإمارات اتخذت منذ عام 1971 سياسة واضحة تقوم على تنوع الدخل والابتعاد تدريجيا عن النفط الذي كان يشكل 90 في المائة من الناتج الوطني عام 1971، ولقد استطعنا تخفيض تلك النسبة بحيث لم تتجاوز عام 2013 حاجز 30 في المائة مع تطور قطاعات أخرى مثل الصناعة والخدمات." وتابع المنصوري بالقول: "هناك مشروع جديد بدأناه أعلن عنه نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر وضع استراتيجية تركز على الابتكار وتعزيزه ليصبح رافدا أساسيا للاقتصاد ويشكل خمسة في المائة من الناتج الوطني بحلول عام 2021، وبالتالي فإن دولة الإمارات تمكنت من النمو وتحقيق تنوع قد يكون نموذجا لدول أخرى في المنطقة من أجل الحد من الاعتماد على النفط." وقلل المنصوري من أهمية تراجع أسعار النفط، قائلا إن العالم عاش تجارب سابقة على هذا الصعيد قائلا: "الظاهرة الحالية مرت فيها الأسواق في السابق عدة مرات، وهناك دول كثيرة – بينها الإمارات – عرفت كيف تتعامل مع هذه الأوضاع المتمثلة بانخفاض أسعار النفط. المعدل الذي يتحدث عنه أغلب وزراء النفط والاقتصاد في العالم هو مائة دولار للبرميل، ولكن ما يحكم السوق في النهاية هو العرض والطلب، وهذا ما حصل دائما خلال السنوات الماضية فكلما كان هناك نمو في العالم يحصل طلب إضافي على النفط وتزداد الأسعار."\ وأضاف: "العالم مر ويمر حاليا في مرحلة فيها الكثير من التساؤلات حول اقتصاديات بعض الدول، وأي تعديل إيجابي في نمو اقتصاديات تلك الدول، سواء أمريكا أو الاتحاد الأوروبي أو الصين أو سواها من الاقتصاديات الكبيرة سيؤدي إلى زيادة الطلب وارتفاع في أسعار النفط." ونفى المنصوري أن تكون مشاريع النفط الصخري في أمريكا قد عزلت واشنطن عن أسواق الطاقة العالمية، باعتبار أن الأسواق متصلة إلى أبعد مدى، نافيا أي إمكانية لفك ارتباط أسعار النفط بالدولار المستمر منذ ثمانية عقود. وشرح الوزير الإماراتي وجهة نظرة بالقول: "العالم مترابط كثيرا على المستوى الاقتصادي، ومن المهم بالنسبة لأمريكا وسوق المواد الأولية أن يبقى النفط مرتبطا بالدولار، وهو أمر مهم لنا أيضا لأن النفط عملة مستقرة منذ فترة طويلة وعلينا الحفاظ على هذا الارتباط الذي مرت عليه ثمانية عقود من الزمن تقريبا، ولا أرى أي تبدل في المستقبل القريب على هذا الصعيد." ودعا المنصوري إلى النظر بإيجابية نحو مشاريع النفط الصخري وعدم اعتبارها منافسة للنفط التقليدي الذي سيبقى الطلب عليه وعلى مشتقاته المستخدمة في الصناعات البتروكيماوية موجودا بقوة. ام/ام