أصدرت وزارة الخارجية بيانا اليوم على خلفية تقرير المحكمة الجنائية الدولية الذي قدمته فاتو بن سودة المدعية بالمحكمة أمام مجلس الامن الدولي أمس حول قضية دارفور وأكدت وزارة الخارجية فيه تمسك السودان بموقفه القانوني من حيث عدم وجود أية إختصاص للمحكمة الجنائية الدولية علي السودان بحسبانه ليس طرفاً في نظامها الاساسي. وقال البيان الصادر من مكتب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية ان قرار مجلس الامن رقم 1593 الخاص بإحالة السودان للمحكمة الجنائية يناقض بوضوح أحكام إتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لسنة 1969م . وفيما يلي تورد (سونا) نص البيان: - بيان وزارة الخارجية تعقيبا علي التقرير العشرين للسيدة فاتو بن سودة ، المدعية بالمحكمة الجنائية الدولية ، أمام مجلس الامن الدولي بنيويورك في يوم 12 ديسمبر 2014م ، تود وزارة الخارجية بجمهورية السودان إبراز الحقائق التالية: : أولاً: ان السودان يتمسك بموقفه القانوني السليم من حيث عدم إنعقاد أية إختصاص للمحكمة الجنائية الدولية علي السودان بحسبانه ليس طرفاً في نظامها الاساسي ، كما أن قرار مجلس الامن رقم 1593 الخاص بإحالة السودان للمحكمة الجنائية يناقض بوضوح أحكام إتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لسنة 1969م . ثانياً: ان قرار المدعية بالمحكمة الجنائية الدولية بالقبض علي رئيس دولة وهو علي سدة الحكم ينافي ويجافي القواعد المستقرة في القانون الدولي وسوابق محكمة العدل الدولية المتعلقة بحصانة رؤساء الدول . ثالثاً: لم يأت تقرير السيدة فاتو بن سودة بجديد يقنع المجتمع الدولي بصحة الاجراءات التي إبتدرها سلفها المدعي السابق بالمحكمة الجنائية الدولية، كما فضح تقريرها حالة اليأس التي تحاصر مكتب الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية من حيث عدم تجاوب المجتمع الدولي مع توجهات المحكمة الاستهدافية والانتقائية . وفي هذا الخصوص نشير إلي أن إشاعة الانباء الكاذبة عن حالات الاغتصاب الجماعي بقرية تابت بشمال دارفور بواسطة راديو دبنقا الهولندي ما هي إلا محاولات مفضوحة وتنسيق غير معلن لتوفير مادة جديدة لتقرير السيدة فاتو بن سودة الاخير لأبقاء الموضوع حياً أمام مجلس الامن رابعاً: تأسف وزارة الخارجية السودانية بشدة أن ينساق بعض أعضاء مجلس الامن الدولي بنيويورك وراء إعلام الكراهية والكذب الذي تتبناه وتبثه إذاعة راديو دبنقا الهولندية التي تتخذ من مدينة أمستردام مقراً لها ومنطلقاً لعملياتها الضارة بالسلام والاستقرار في أفريقيا وهو دور يماثل بدقة الدور البغيض الذي قامت به من قبل إذاعة وتلفزيون ميل كولين في رواندا في التسعينيات من القرن الماضي مما أدي إلي مقتل ثمانمائة ألف من التوتسي والهوتو كنتيجة مباشرة لذلك النشاط الاعلامي الهدام . لقد كان حرياً بمجلس الامن أن يتعرض بالنقد والتوبيخ والادانة لهذا الدور السالب لراديو دبنقا والجهات التي ترعي نشاطه خاصة وأن تقرير اليوناميد الميداني بتاريخ 9 نوفمبر 2014م قد أكد بما لا يدع مجالاً للشك كذب تقارير الكراهية والفتنة التي بثها راديو دبنقا بشأن دارفور عموما ومواطني منطقة تابت وأهلها الشرفاء بصفة خاصة . خامساً: يدعو السودان المجتمع الدولي ومجلس الامن للاعتراف بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها الحكومة السودانية وبالتقدم الكبير المحرز علي الارض في ولايات دارفور السودانية بعد إبرام إتفاقية الدوحة مع الحركات المتمردة الرئيسة في دارفور وأن يعيد النظر في القرار 1593 دعماً لمجهودات السلام والتنمية التي بدأت تؤتي ثمارها في دارفور ، وسيظل السودان ملتزماً بمواصلة المساعي مع شركاء السلام والتنمية لتحقيق وإستدامة الاستقرار والسلام والتنمية في دارفور وكافة ربوع السودان عبر الحوار الوطني الجاد والبناء مع كافة القوي السياسية بالبلاد.