أوصدت الحكومة الباب أمام طلب تقدمت به حكومة النرويج للمساعدة في ترتيبات ما بعد الاستفتاء بإشراك دول القارة الافريقية في مراقبة العملية. وقطع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية د. نافع علي نافع بمناقشة القضية على المستوى الثنائي بين الشريكين، وأنه حال تطلب الأمر مساعدة دول خارجية ستؤول المهمة للجنة حكماء افريقيا برئاسة ثامبو امبيكي . ووضع نافع شروطاً للاستفتاء وقال إن قبول نتيجة الاستفتاء القادم لن تتحقق إلا بثلاثة شروط تتمثل في إتاحة الحرية الكاملة لكل القوى السياسية لعكس رؤاها حول الخيار المناسب سواء الوحدة أو الانفصال وتوضيح حججها لتفضيل خيارها، وان يكون الاستفتاء بعيداً عن تدخل الجيش الشعبي، وأن توفر الحماية للاستفتاء من قوى محايدة يتفق عليها الأطراف. وشدد نافع على ضرورة إبعاد الجيش الشعبي عنه ووجود آلية مراقبة متفق عليها بجانب إتاحة الحرية كاملة لكافة القوى السياسية بأن تتحدث بما تراه إزاء الخيار المناسب تجاه تقرير المصير، الوحدة أو الانفصال، وجدد نافع الالتزام بإجراء الاستفتاء وإدارته بما يرضي الجميع ويحقق القبول لأهل السودان عامة واهل الجنوب خاصة . وقال نافع عقب لقائه وزير الخارجية النرويجي (جوناز قاهور استور) بالقصر الجمهوري أمس (الثلاثاء) كأول وزير خارجية نرويجي يزور البلاد خلال 35 عاماً، إن اللقاء تركز حول الاستعدادات لمرحلة ما بعد الاستفتاء مشيراً إلى انه ابلغ الوزير النرويجي ان ترتيبات مرحلة ما بعد الاستفتاء سيتم مناقشتها في الإطار الثنائي بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية خاصة انها قضية مهمة للسودانيين. في الاثناء طالبت النرويج طرفي اتفاقية نيفاشا للسلام بمعرفة ما إذا كانت ادارة البترول والطاقة وقسمتها تتم بصورة حكيمة، وحذر وزير خارجية النرويج من فقدان الطرفين للكثير من المكاسب حال فشلهما في تحقيق المسعي، وأكد أهمية تعاون شمال وجنوب السودان غض النظر عن مآلات الاستفتاء القادم على إدارة موارده كافة وللبترول خاصة والإستفادة من تجارب الدول ذات الإرث في مجال استغلال واستخراج وتصفية البترول. وقال الوزير النرويجي في مؤتمر صحفي بمقر السفارة النرويجية بالخرطوم أمس الثلاثاء إنه لمس رغبة وتفاهما بين طرفي اتفاقية السلام الشامل وتأكيدات باستعدادهما لتنفيذ ما تبقى من الاتفاقية، وألمح جوانز لإمكانية الاستفادة من خبرات إجراء الانتخابات في إجراء الإستفتاء وأنه يمكن أن يحظى بالمصداقية والقبول إن أعد له وأجري بصورة جيدة، ونادى بالاستفادة من خبرات الأممالمتحدة في مراقبة الاستفتاء حسب ما يرى الطرفان في السودان، وقال إن مآلات الاستفتاء تهم دول الجوار التسع المحيطة بالسودان والقارة والعالم، وشدد وزير الخارجية النرويجي عقب لقائه مستشار رئيس الجمهورية د. مصطفى عثمان اسماعيل، ووزير الخارجية المنتهية ولايته القيادي بالحركة الشعبية دينق ألور، شدد على الشريكين ضرورة الالتزام بتنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام الشامل في موعده.