ساندنا مجلس الهلال الجديد بقيادة الحاج عطا المنان لقناعتنا التامة بأن رجاله بعيدون عن الصراعات وليست لديهم أجندة خاصة أو رغبة في تصفية الحسابات مع أية جهة داخل أو خارج النادي، وتعتبر مصلحة الهلال بالنسبة لهم أهم وأكبر من أي مكايدات ولذلك لم يساورنا أي شك في أن عهد الخلافات والانقسامات والاستقالات داخل مجالس الهلال قد ولى الى غير رجعة لأنهم يؤمنون بالمؤسسية وحق الاختلاف واحترام قرار الأغلبية والدفاع عنه مهما كان حجم اختلافهم معه باعتبار ان هذه أبجديات وأساسيات العمل العام الذي لا يفرض فيه العضو وجهة نظره أو يشترط تمرير رأيه أو تقديم استقالته ليعود بنا الى عهود التسلط عندما كان عنوان وشعار تلك المرحلة «يا فيها يانطرشقا» والذي يعود لأيام مباريات الأحياء بإصرار أحد اللاعبين على المشاركة في المباراة أو فرتقتها بحمل الكرة أو طرشقتها!! لا يختلف اثنان ان الدكتور علي قاقارين قد قدم الكثير للهلال لاعباً وإدارياً وهو من رموز الاعتدال بأدبه وتهذيبه وبعده عن المعارك الشخصية وتوجيه الإساءات للآخرين مهما اختلف معهم أو رد الهجوم الذي يتعرض له مهما كان قاسياً وجارحاً، ولذلك لم نتوقع من الدكتور الدبلوماسي بطبعه وليس وظيفته والهلالي بعطائه وكؤوسه الذهبية ان يرفض قرار لجنة التسجيلات بعدم تسجيل العجب الذي لا يحتاج له الهلال من ناحية فنية لأنه لا يملك شيئاً يقدمه للفريق سوى اسمه وسمعته، فضلاً عن ان تسجيل العجب يعتبر قنبلة موقوتة ستفجر الخلافات داخل المجلس وتضعه على طريق الانقسام الذي تسبب في فشل مجلسي صلاح إدريس والبرير ورحيلهما قبل انتهاء فترتهما ودخول الهلال في فراغ اداري كان من الممكن ان تكون عواقبه وخيمة لولا لطف الله وعنايته وموافقة رجال هذا المجلس على تحمل المسؤولية بعد ان استوعبوا درس الخلافات والذي يعتبر الأخطر على مصالح الهلال اذا لم يعملوا على معالجته بالسرعة اللازمة، خاصة وأننا قد وضعنا عليهم آمالنا في بناء هلال جديد قائم على المؤسسية واحترام الديمقراطية والتركيز على القضايا الكبرى بدلاً من الصراع على تسجيل العجب الذي يعتبر بكل المقاييس قضية انصرافية لا تستحق التضحية من أجلها بمستقبل الهلال والفريق والنادي الذي بدأت تهب عليه رياح الاستقرار والوحدة والانطلاق الى آفاق التقدم الرحبة.. الوخز بالكلمات هل يعقل ان الحاج عطا المنان الذي رفع شعار لم الشمل واعتبره أحد أهدافه الإستراتيجية سيقود عملية تأجيج الصراعات وفركشة الصفوف لمساندته تسجيل فيصل العجب الذي استغنى عنه فريقه الذي لعب له ما يقارب العشرين عاماً وقاده للكثير من الانتصارات والإنجازات.. الضغوط الإعلامية التي يتعرض لها الحاج عطا المنان لتسجيل العجب يجب ألا تثنيه عن مواقفه الداعية للمؤسسية واحترام رأي الأغلبية لأنه ليس لديه ما يخاف عليه فهو رجل نظيف اليد وصاحب سيرة عطرة وتاريخ وطني وإداري مشرف في مختلف المواقع التي عمل بها. المريخ الذي ضرب الهلال بالصواريخ في تسجيل هيثم وتراوري لا يمكن الرد عليه بتسجيل العجب الذي أكل عليه الدهر وشرب، والذي هو أشبه بمواجهة الصواريخ ببنادق أبو عشرة التي لم تعد تصلح لاصطياد الطيور، واعتقد ان الرد العملي والموجع للمريخ بتسجيل صلاح الجزولي المهاجم الخطير الذي فشل المريخ في ضمه اليه ونجاح الكاردينال بالتعاقد مع مهاجم سان جورج الاثيوبي أوكيري ليصبح هجوم الهلال قوة ضاربة تخترق أقوى الدفاعات وتدمر شباك أفضل الحراس.. أما حكاية تسجيل العجب فستنزل برداً وسلاماً على المريخ الذي كان يبحث عن مخارجة من تكريمه.. هلال القيم والمبادئ سيهزم المريخ بالتمسك بمواقفه وأخلاقياته التي ترفض أسلوب الإغاظة والمكايدات وليس بمجاراته في عدم احترام العهود والمواثيق وأدبيات ومواريث التعامل الحضاري بين الناديين. وحتى لا يتحول مجلس الهلال من موسى إلى فرعون ومن فزعة إلى وجعة، ينبغي ان يعتذر للعجب عن تسجيله بصورة رقيقة ومهذبة حتى يحافظ على تماسكه ويواصل عمله لتنفيذ المهام الموكلة إليه في أمر التكليف وفي مقدمتها توحيد الصف الهلالي وتسيير النشاط وإقامة ديمقراطية نظيفة عبر جمعية عمومية تعتمد على عضوية واعية ومستنيرة وليست مستجلبة أو محشودة.