لمع اسم الأستاذة رشيدة عبدالمطلب كأول امرأة تتقلد منصباً قيادياً في السلك الإداري في السودان في وظيفة مدير عام الشؤون الاجتماعية، وتعد من أبرز الناشطات في مجال حقوق المرأة من خلال علاقتها الوثيقة بالجيل الذي بدأ الحركة النسائية، لديها العديد من الآراء حول العديد من القضايا العامة والمجتمع وقضايا المرأة وحقوقها... لم تتوقف عن العطاء والعمل بعد إحالتها للصالح العام خلال العهد الديمقراطي الثاني وما زال عطاؤها ممتداً، فهي تشغل الآن منصب المدير العام لمنظمة السودان للتعليم المفتوح، خلال جلسة استثنائية تحدثت رشيدة عن الكثيرل(ست الحسن)، فمعاً إلى إفاداتها وتجربتها الرائدة: على خلفية حديثك السابق هل ترين أن هناك فجوة بين جيلكم والجيل الحالي؟ لا أقول فجوة، لكن ظروف واحتياجات المجتمع قد تغيرت، والتغيرات الحاصلة هى التي خلقت الإختلاف في طبيعة الأشياء، وأرى أن الظروف والإمكانيات التي يمتلكها هذا الجيل أفضل من التي يمتلكها جيلنا، وهو يمتلك أدوات التطور، لأنه عرف التكنلوجيا الحديثة وتفاعل وتعامل معها فلديه ما يميزه، وكما ذكرت عانت المرأة العاملة في مرتبها و..و.. أما الجيل الحالي فهذا الموضوع ليس مشكلة بالنسبة له. هلا رجعت بكم الذاكرة الى الوراء إبان توليك أعباء العمل الإداري ومن هم أبناء وبنات جيلك؟ عملت في العمل العام منذ أن كنت طالبة، وكنت ناشطة في الجامعة، كنت اشترك في تحرير مجلة نسائية، وتعاونت مع الجيل الذي سبقني عندما توليت الوزارة، تم تكليفي بتنظيم العمل الإجتماعي والتطوعي، وعملت مع العديد من القيادات الذين بدأوا العمل الإجتماعي، وأسسوا معهد القرش الصناعي، ومعهد النور ومؤسسات المعوقين والجمعيات الخيرية، وكانت هناك العديد من السيدات والرجال كبار السن، كنا نتعامل باحترام شديد، من الرجال على سبيل المثال الحاج عبدالقادر حاج الصافي، وزوجته الحاجة النية عبدالرحمن رحمهما الله، سعاد مهنا، وبدرية الزين، ونور مشعل، كلتوم مضوي، بخيته كامل، وعدد من خيرة الناس، قدموا عطاء بدون مقابل، وكما ذكرت لدي علاقة وثيقة جداً بالجيل الذي بدأ الحركة النسائية. حدثينا عن علاقتك بالجيل الذي بدأ الحركة النسوية؟ عندي علاقة وثيقة بالجيل الذي بدأ الحركة، وأنا لم أكن واحدة منهم، وعندما كنت في الرعاية الإجتماعية تم تعيين دكتورة حاجة كاشف بدرجة وزير في الرعاية الإجتماعية، ورغم أن ذلك كان في الثمانينات لاتزال علاقتي الشخصية مع كاشف وصديقاتها قوية جداً، لدرجة أن هناك الكثيرين يعتقدون إنني في نفس سنهم، رغم أن هناك فرق سنين، وفيهن من قمن بتدريسي، ومازالت سعاد أحمد ابراهيم، بخيتة أمين، آمال عباس، نفيسه المليك، محاسن جيلاني، أم سلمه سعيد رحمها الله، عزيزة مكي، وزكية مكي، واعتبرهن صديقاتي وهناك زميلاتي في الرعاية الاجتماعية وهم كُثر ولدينا علاقات ممتدة هل أنت راضية عن أدائك خلال تقلدك منصبك؟ راضية كل الرضا عما قمت به وزميلاتي في الرعاية الإجتماعية، وهناك العديد من الأشياء التي تم تنفيذها بمعاونة الزملاء، فعندما كانت فاطمة عبدالمحمود وزيرة الرعاية الإجتماعية كان هناك تعاون كبير، ودعونا العديد من المنظمات الدولية التي دعمت العمل الإجتماعي، وأسهمت في السودان مثل بلان سودان، وعمل قرى الأطفال sos ، برامج سيتا الكندية، وكانت لدينا علاقة وثيقة بجامعة الدول العربية، وبرامج مع الفاو لعمل غير تقليدي للمرأة، لزيادة دخلها، ورغم شح الامكانيات المتاحة للرعاية الاجتماعية وقتها استطعنا إقامة عمل مؤسس مبني على القانون والمواطنة. ماهى أسباب استقالتك من حزبك السياسي وقتها؟ استقلت من حزبي السياسي لأعمل في منصب لأكسب ثقة الجميع، وكنت مسؤولة عن حزب الأمة والشيوعي والجبهة وغيرها، وحتى اكسب ثقة هؤلاء الناس، كان لابد اتجرد وأكون (تكنوقراط) أؤدي عملي دون انتماء سياسي، واستمريت على كدة وأنا سعيدة إني عملت الخطوة دي، ولم أندم عليها ومازلت، كل هذا جعل لدي نظرة شمولية واضحة، واستطعت تقديم خدمة للناس بمختلف اتجاهاتهم السياسية. عندما يترك الوزير الوزارة تنقطع صلتة بها ويبتعد عن كل شيء..ماتعليقك؟ عملنا تجمع رواد الرعاية الاجتماعية، وعلاقتنا متميزة جداً، ولا اخفيك أنا بعيدة عما يدور، وكل ما يدور في الوزارة اقرأ عنه في الصحف فقط المرأة العاملة والمسؤوليات؟ في السابق لم تكن هناك زحمة في الشوارع، وكان هناك متسع من الوقت استيقظ باكراً وأجهز الفطور وعندما تحين السابعة والنصف صباحا اكون في مكتبي بالخرطوم 2، وعند الظهر أعود وأجهز وجبة الغداء، وكان هناك الكثير من الضيوف، وفي الفترة المسائية نقوم بزيارة الأهل والأقارب.. وتواصل في حديثها كنت أوزع زمني ومسؤولياتي، ولم تكن هناك زحمة مثل الآن، وبعد أن كبر أبنائي كنت أحرص على الجلوس معهم من الساعة 3-6 عصراً أذاكر معهم ونحل الواجبات، وبحمد الله الكبير الآن مهندس، والثاني صيدلي، وابنتي نالت دكتوراة في البيئة وأخذت شهادة نادرة في إدارة البيئة.