تعتبر الإعلامية زينب بلال أول سودانية تتقلد منصب مدير عام لوكالة سونا للأنباء، وأول امرأة تلتحق بالعمل كملحق إعلامي بنيروبي ولمدة خمس سنوات، عملت نائب رئيس لجنة الإعلام في البرلمان، وعضواً سابقاً في مجلس الصحافة والمطبوعات لثلاث دورات متواصلة، وتشغل منصب رئيس جمعية المدار الأخضر للتشجير باللجنة الوطنية لليونسكو، ورئيس الشعبة النسائية بمجلس الصداقة الشعبية العالمية. في إفادات خاصة بملف الرائدات، باحت بلال بإفادات جريئة ومتعمقة في شأن الإعلاميات، فكانت الإفادات التالية: حدثينا عن بداياتك؟ - في البداية كانت المسألة لرغبتي القوية في العمل الإعلامي، وكنت أكتب في الصحف منذ أن كنت طالبة في مرحلة الثانوي، وعقب تخرجي في الجامعة انخرطت مباشرة وعملت محررة بقسم الأخبار، وخلال فترة وجيزة قفزت من محرر الى نائب مدير. كيف وصلتِ بهذه السرعة.. وهل كانت عندك واسطة قوية؟ - منذ بدأت تدرجت حتى وصلت من محررة لمنصب نائب مدير عام لكفاءتي،وخلال تلك الفترة كان هناك عدد من الزملاء قد تركوا العمل لأسباب مختلفة، وكانت الفرصة مواتية ليأتي أشخاص من الشريحة الوسيطة ليتقدموا وأنا واحدة منهم، ووجدت تفهماً ومساعدة من الإخوة وعملنا كمجموعة عمل واحدة. هل واجهتك صعوبات كامرأة تتقلد منصباً رفيعاً آنذاك؟ - في سونا لدينا نظام الهيكلة الصحفية في النواحي الفنية والمالية والهندسية والإدارية كلها وفق نظام وتخطيط يتبلور كوحدة، لذا لم أواجه صعوبة، وكنت أقوم بالعمل وحدي وهناك مجموعة عمل على قاعدة هيكلية تتبع النظام، فمنذ دخولي وجدت المرأة والرجل يعملان جنباً الى جنب ولم نحس بأن هناك فروقات، والهيكل الذي وضعه مصطفى أمين للوكالة مازال يدعم سونا على مر السنوات. ما هي أبرز الشخصيات التي أجريت معها لقاءات؟ - هناك العديد من اللقاءات في مسيرة حياتي مع رؤساء الدول والحكومات، وبلا فخر أنا أكثر إعلامية سودانية أجرت لقاءات مع الرؤساء خاصة الأفارقة والشخصيات العالمية، منهم رئيس وزراء اليابان، والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، ونائب رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والرئيس المصري حسني مبارك، وعمدة برلين في «89»، والأمين العام لليونسكو اكونيه بيرير.. والقائمة تطول. مواقف لها صدى عندك؟ - فاجأني طلب وزير الخارجية الأمريكية كولن باول، بإجراء مقابلة معي تحدث فيها عن أوضاع الصحافة والمرأة الصحافية والبيئة والمفاوضات.. مفاوضات السلام 2004، وحقاً فوجئت بوجودي ضمن قائمة من طلب مقابلتهم، وكل ذلك حدث في ساعات وعملت معه مقابلة صحفية. انطباعك عن جيل الإعلاميات؟ - الإعلامية السودانية مثلها وشقيقها الرجل، لابد أن تقوم بدور مميز يبرز الإمكانات والقدرات التي تمتاز بها الصحافية والمرأة السودانية ويعبر عنها، فقد دخلت الإعلام والصحافة منذ الخمسينيات، وفي فترات من عمر العمل السياسي حدث عدم تواصل بين الأجيال بسبب توقف بعض الصحف وقيام أخرى.. فتذهب صحافيات وتأتي أخريات، كما أن العديد منهن تركن العمل بالمهنة في مرحلة مبكرة مما انسحب سلباً على تواصل أجيال الصحافيات، لكن الآن انداح المجال لعمل إعلامي وصحفي كبير في السودان، وهذا أتاح لهن الانخراط في الأجهزة الإعلامية والصحفية، بالإضافة لتقلدي منصب مدير وكالة السودان في الفترة السابقة، والآن نعمات الشامي هي الثانية في الوكالة، وهناك في الصحافة رئيسات أقسام وإدارات وتحرير، الى جانب الصحف والصفحات النسائية. ماذا يعني السفر بالنسبة اليك، وهل تعتبرينه إضافة لشخصيتك أم خصماً منها؟ - طبعاً هناك فوائد كثيرة، وقد أضاف إليّ اكتساب الخبرات والتجارب، والسفر بالنسبة لي مسؤولية وتعب مضاعف، وأبذل فيه مجهوداً كبيراً بغرض التغطيات. هناك اتهام أن دور المرأة ضعيف ولم تصل بعد لمراكز اتخاذ القرار؟ - أرى حراك المرأة الآن واضحاً، ولدينا نسبة ال25% للنساء في البرلمان، وهذا لا يتأتى للعديد من النساء في الوطن العربي، وأوافقك الرأي أن وجود المرأة في المناصب القيادية لا يتوافق مع إمكاناتها وخبراتها وقدراتها، وأرى أنها جديرة لتقلد مناصب اتخاذ القرار، وأول قاضية كانت من السودان وفي الدول العربية لا نجد ذلك، فالنساء في السودان وصلنّ مناصب عليا. البعض يعتقد أن المرأة تفقد أنوثتها سعياً وراء الوصول لمراكز اتخاذ القرار، ما تعليقك؟ - المرأة تبذل مجهوداً أكثر من الرجل لمرحلة اتخاذ القرار، وهي مشكلة تواجه كل الإعلاميات وهذا الموضوع طرح في الأردن، حيث تخلين عن كثير من مظاهر الأنوثة، وكثير من النساء يتشبهن بالرجال دون أن يدرين حتى يتمكن من الوصول لمراحل اتخاذ القرار، ولكن أقول الأنوثة يمكن أن تكون عاملاً مساعداً لنجاح الإعلامية ليس لجمال الصورة، بل أعني الصبر وقوة التحمل، وأن تكون جادة مع الاحتفاظ بتلك الأنوثة. حدثينا عن آخر مشاركاتك؟ - شاركت في مؤتمر الإعلاميات العربيات الثامن بالأردن برعاية الأميرة بسمة بن طلال، وجمع مجموعة من الإعلاميين بالوطن العربي، وخبراء القانون الدولي والإعلام، والناشطين في مجال حقوق الإنسان، وخبراء الإعلام، وانعقد المؤتمر تحت شعار «دور الإعلاميين في مناطق الحروب والنزاعات»، وكان التركيز على فلسطين، وتم استعراض نماذج من العراق والصومال واليمن والسودان بالتركيز على دارفور، وقدمت ورقة عن حقيقة الأوضاع في دارفور وجذور المشكلة والجهود المبذولة لحلها والاستهداف الإعلامي الدولي عن طريق بوابة دارفور، وأوضحت أن المعلومات الخارجية تمثل صورة شائهة وأكاذيب وافتراء، كما تحدثت عن دور الإعلامية في تغطية الأوضاع والنزوح، وتم اختيار السودان عضواً في لجنة المتابعة بالأردن. لمن تدينين بنجاحك، وكيف هو الحال معك في البيت والمطبخ؟ - كثير من الامتنان لوالدي، حيث إنه وضع بصمته لاتجاهي للإعلام، وكثير امتنان لزوجي عبد المنعم محمود، فأنا نجحت بمساعدته وتفهمه، دوماً أحاول في البيت ووقت الإجازة الاهتمام بجوانب الطبخ والوقوف على الأمور في منزلي، وأجيد الطبخ واحب البامية والملوخية والمحشي والمشويات، واعتمد كثيراً على الفرن.