لمع اسم الأستاذة رشيدة عبدالمطلب كأول امرأة تتقلد منصباً قيادياً في السلك الإداري في السودان في وظيفة مدير عام الشؤون الاجتماعية، وتعد من أبرز الناشطات في مجال حقوق المرأة من خلال علاقتها الوثيقة بالجيل الذي بدأ الحركة النسائية، لديها العديد من الآراء حول العديد من القضايا العامة والمجتمع وقضايا المرأة وحقوقها... لم تتوقف عن العطاء والعمل بعد إحالتها للصالح العام خلال العهد الديمقراطي الثاني وما زال عطاؤها ممتداً، فهي تشغل الآن منصب المدير العام لمنظمة السودان للتعليم المفتوح، خلال جلسة استثنائية تحدثت رشيدة عن الكثيرل(ست الحسن)، فمعاً إلى إفاداتها وتجربتها الرائدة: ملامح من السيرة الذاتية؟ - درست في مدرسة أم درمان الوسطى و أم درمان الثانوية، ومنها إلى كلية الآداب جامعة الخرطوم، بعدها عملت كأستاذة في التعليم الثانوي ثم التحقت بالعمل بوزارة الشؤون الاجتماعية وتدرجت حتى منصب مدير عام الوزارة، ومنها انتقلت للعمل بمنظمة بريطانية والتي تحول اسمها الآن إلى منظمة السودان للتعليم المفتوح. من خلال تجربتك هل حققت المرأة السودانية النجاح المطلوب في كافة المواقع؟ - المرأة السودانية كانت سابقة للكثير من النساء حتى في أوربا بجهدها، ونجدها من النخبة الأولى اللواتي بدأن العمل والنداء بحقوق المرأة وخطون الخطوة الأولى، فقد كانت متقدمة جداً، وتبدى ذلك جلياً في نيلها حقها في الانتخاب والمساواة والعمل وإجازات الوضوع بالنسبة للمرأة الحامل، وحقاً كنا متقدمين من ناحية تلك الحقوق التي نلناها واكتسبناها قانونياً، ولكن هناك مشكلة في التطبيق ولسوء الحظ بعض النساء لديهن قناعة بأن جزءاً من هذه الحقوق التي اكتسبنها لا يجب أن تطبق عليها، وتواصل حديثها: مثلاً الطفرة في التعليم العالي هناك طفرة كبيرة حققتها المرأة، وللأسف نجد البعض يقول بزواج البنات باكراً، المشكلة الثانية عقلية بعض الرجال، بينما نجد القانون يقول إن للمرأة حقاً في الوظائف دون تمييز، نجدهم يفضلون الذكور في بعض المواقع خاصة مجال البترول، وأحياناً يتعللون بعدم مقدرة المرأة على السفر وهذا غير صحيح. قضايا المرأة بين الأمس واليوم؟ - رغم أنه عندنا الكثير من الشابات في مواقع مهمة ونلن حظهن من التعليم العالي، اعتقد أن الاهتمام بالقضية العامة للمرأة ومشاكلها وحقوقها لا تأخذ نفس الحيز من الجيل الحالي، فجيلنا كان يعطي مساحات أكبر لنيل الحقوق.. وتطبيقها الآن قل ولا تجد نفس الاهتمام. إلى ماذا تعزين ذلك؟ - ربما لأن الجيل السابق عانى من الحرمان من الحقوق، وتستطرد تخيلي وضعك كموظفة تنالين أربعة أخماس مرتب زميلك الموظف، (دي حاجة فيها مرارة) وصعوبة، لابد من تغيير الوضع.. ليس لديك الحق في التصويت، إذا أردت إجازة للولادة عليك أن تقدمي استقالتك، هذه أبرز الأشياء التي كنا نعاني منها، وهذا هو السبب الذي جعلنا عاضين عليها بالنواجذ، والجيل الحالي (لقاها جاهزة)، الذي يطبق يكون كما هو، والذي لا يطبق ليس هناك اهتمام، على سبيل المثال ليست هناك متابعة ولا حصر للوظائف للنساء.. من الذي تم استيعابة ومن الذي استبعد.. ولماذا، وما هي نسبة الرجال إلى النساء في الاستيعاب، هذه أشياء يجب أن تكون موجودة إذا كنا حريصين على أن تأخذ المرأة فرصتها بالتكافؤ، شيء آخر نجد أن وتيرة الحياة وضغوطها تغيرت، في السابق كانت هناك مساحة للتفكير في هموم الغير، الآن الواحدة همومها لا تجد لها مساحة، ناهيك عن اهتمام الكثيرين بالأشياء المظهرية أكثر من الجوهر.