لا أعتقد أن فريقا مثل أهلي شندي يحتاج أن يلعب بالوكالة!! إتهام لاعبو الأهلي شندي بأخذهم أموال من قبل المريخ أو صلاح إدريس لهزيمة الهلال يبرر حالة التراجع التي وصل إلى البعض في التفكير! ولماذا لا نعتبر الأمر طبيعيا وحقا مشروعا للاعبي الأهلي شندي، الذين صعدوا إلى الممتاز لأجل إثبات الوجود بين الكبار، لا اللعب بتحريش ضد الهلال! نعم ..يرعى الأخ صلاح أحمد إدريس النادي ..وصرف عليه صرف من لا يخشى الفاقة..ولا زال يدعمه ..وسيدعمه طالما أنه يعني عنده الأنتماء الأول والحب المشترك مع الهلال! ولكن هذا لا يعني أن يلعب نجوم الأهلي فقط من أجل هزيمة الهلال ..فهذا لا يشفع لهم بالبقاء بالممتاز، لأن طموحهم لا يمكن أن يقبر عند هذه المحطة! توفرت للأهلي شندي كل ظروف التميز من لاعبين متميزين لهم أسماء رنانة بدنيا كرة القدم السودانية! ويقود تدريبهم مدرب قادم من أحدى دول التقدم الكروي على مستوى القارة السمراء ..الكوكي ..ويعا ونه طاقم سوداني محترم! وقبل ذلك ..توفرت لهم كل سبل النجاح من معسكرات أعداد طيبة، وأهتمام كثيف لم يجده أي فريق آخر من بين فرق الممتاز خلاف القمة ..المريخ والهلال. إذن هي فرقة محترمة من حق لاعبيها البحث عن مواضع متميزة بين فرق الممتاز، تماما مثلما لهم الحق في إنزال الهزيمة بالهلال والمريخ لأنه تنافس مفتوح! وقد سبق لنا أن تناولنا هنا حالة الخنوع التي تسيطر على كل فرق الممتاز متى قابلت أحد أطراف القمة..وكيف تكون الهزيمة حاضرة قبل أن تبدأ المباراة! إستسلام الأندية أمام القمة ..أفقد المنافسة في مرات كثيرا إثارتها ..وباتت كل فرق الممتاز تؤدي دورا واحدا وبملل كبير! يتنافس المريخ والهلال ..على أحتلال الصدارة ..وتبادل المواقع في المقدمة..بينما البقية الباقية تبحث عن أهداف أخرى تتوزع بين طموح المركز الثالث والرابع ..ومحاولة السيطرة على الأوضاع ..والبقاء لعام آخر ضمن فرق النخبة! إنتصار الأهلي شندي على الهلال يعني أن هناك منافسة حقيقية، لا مجال فيها لكبير أو صغير إلا بمقدار العطاء! ويكفي نجوم الأهلي شندي فخرا ..أنهم حققوا إنتصارا قويا على الهلال وهم ينقصون عنه لأكثر من سبعين دقيقة لعب! وعلى الأخوة بنادي الهلال التعامل مع الأمر من خلال واقع كرة القدم التي لا تعرف الأسماء بقدر ما تحترم العطاء! ويجب أن تتغير المفاهيم ..فخسارة الهلال أو المريخ أمام فرق الممتاز لا يجب أن تعني التراجع فقط..! فهناك حق مشروع ومكفول للفرق الأخرى بأن ترتفع بمستواها وطموحاتها وتنزل الهزيمة بالفريقين الكبيرين! أما البحث عن مبررات ..أو توهم مؤامرات كاذبة على نحو ما ذهب إليه الأخوة بالهلال في أعقاب الخسارة من الأهلي شندي ..فهذا لا يعني غير بقاء ذات المفاهيم التي أخرت كرة القدم السودانية كثيرا وأقعدتها عن ركب التطور الذي يمضي بسرعة إلى الأمام ونحن نمضى في الإتجاه المعاكس!