تعقيباً على إضاءتنا يوم الأحد الماضي بعنوان «صفقة باصات دبي القديمة أو خلط الماء باللبن» والتي أعلن والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر موافقة حكومته المبدئية على شرائها، لانخفاض قيمتها والعرض الذي قدمته دبي من أجل المساهمة في دعم أسطول النقل الداخلي بالولاية، وصل إلى بريد «إضاءات» التعقيب التالي من فني السيارات كرار محمد الأمين، وفيه تأكيد لما ذهبنا إليه بأن الصفقة ستكون خاسرة بالنسبة لمواصلات العاصمة، بعد أن استنفذت تلك الباصات أغراضها بالنسبة لدبي مع انتهاء العمر الافتراضي لها بعد أكثر من خمس سنوات من العمل المتواصل في خطوطها الداخلية وقطعها مئات الآلاف من الكيلومترات، ما يجعل تكلفة صيانتها وتشغيلها أكبر من عائدها. ومازلنا ننتظر من د. الخضر اتخاذ القرار الصائب والصحيح بإلغاء هذه الصفقة الخاسرة والعودة بالمشروع إلى الخطة الأساسية التي تستلزم استيراد باصات جديدة تلبي مبادئ الجدوى الاقتصادية. وفيما يلي نص رسالة السيد كرار محمد الأمين الفني الميكانيكي ننشرها كما وردت دون تدخل يذكر. *** الأستاذ طه النعمان.. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته لقد قرأت موضوعك بخصوص بصات شركة المواصلات العامة، وكل الكلام الذي كتبته كان صحيحاً بكل ما تحمله الكلمة من معاني، وخاصة أنني خبير أعمل في هذا المجال. والذي يتألم له الإنسان أن إخواننا في ولاية الخرطوم دائماً، إذا كان في الماضي البعيد أو القريب أو الحاضر، لا يحبون لنا الخير، والخير هنا أن نستمتع ببصات جديدة «من الورقة» أي -جديدة لنج- خاصة أننا وأهلنا الغبش لم نبخل عليها بشيء، بل اندفعنا إليها بكل ما أوتينا من قوة، والدليل على ذلك أن البص دخله اليومي لا يقل في المتوسط عن «700 » جنيه، وسمعنا أن بعض الخطوط تتجاوز الألف جنيه في اليوم، مشروع بهذا النجاح لماذا يبخلون علينا ببصات جديدة لم تستعمل من قبل حتى نضمن لها استمرارية لخمس سنوات دون توقف على أسوأ تقدير، حتى نستمتع بالتكييف المستمر والخدمات المصاحبة من مشاهدة للتلفاز والتصفح في الإعلانات. ما قلته كان صحيحاً البصات المستعملة من دبي والتعاقد لشرائها بحجة واهية ألا وهي انخفاض أسعارها، والذي نتعجب له أليس في هذه اللجان التي تقوم بالشراء من هو مختص في دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية ومعرفة الضرر الذي سوف يصيبنا من هذه الصفقات. والمضحك في الأمر أنهم أوقفوا استيراد السيارات المستعملة من الدخول للسودان، وفي نفس الوقت يسمحون باستيراد بصات مستعملة تنقل الآلاف من أرواح البشر بشكل يومي ويمكن أن تتعرض للخطر نتيجة لحالة البصات المستعملة. ولكننا لا نتعجب لأن الاهتمام بالإنسان السوداني يأتي في آخر الأولويات. أخي النعمان أزيدك بعض المعلومات التي قد تكون خافية عليك من الناحية الفنية لهذه البصات: أولاً: هذه البصات الصينية الصنع ماركة «يوتن» بصات لها بعض العيوب الفنية من ناحية الماكينة وخاصة من ناحية تبريد الماكينة، وحدث أن أكثر من بص رجع إلى الورشة في يوم واحد لحجة وجود «سخونة» بالماكينة، مع العلم أن هذه البصات نزلت العمل في موسم الشتاء فكيف يكون الحال في موسم الصيف الذي بدأ الآن، وأيضاً الماكينة لا تعمل بالكمبيوتر مما يجعل من انبعاثات العادم غازات سامة مثل أول أكسيد النتروجين وأول أكسيد الكربون وهي ملوثة للبيئة، ولا أدري كيف أجازت هيئة المواصفات والمقاييس هذه النوعية من البصات الملوثة للبيئة لعدم وجود كمبيوتر بالماكينة يقوم بالحد من التلوث الذي يحدثه عادم هذه البصات. أيضاً أوجِّه هذا السؤال للمنظمات التي تعمل في مجال البيئة ما هي الحلول للخروج من هذا المأزق، هل الحل هو استرجاع هذه البصات لبلد المنشأ أم السكوت على تجاوزات هيئة المواصفات والمقاييس. أخي النعمان لو كان هنالك شخص واحد راشد من بين تلك اللجان الفنية التي ذهبت للتعاقد للشراء لقال إننا سوف نأخذ هذه البصات بشرط أن نتحمل فقط تكاليف ترحيلها دون دفع أي مبلغ آخر فيها، لأن التخلص من هذا الكم الهائل من البصات المستعملة في حد ذاته مشكلة كبيرة لإمارة مثل دبي تقل مساحة عن محلية كرري بأم درمان. أخي النعمان الأعجب من ذلك أن هذه الشركة بكل ما تمتلك من هذه الأساطيل الكبيرة من البصات، والتي وعدنا الوالي بأنه سوف يرتفع العدد لألف باص بولاية الخرطوم فقط انها لا تمتلك ورشة خاصة بها، بل تعتمد في الصيانة على وكيل خارجي يعمل بالصيانة في مباني الشركة نفسها لحسابه الخاص. ولك الشكر والتقدير الفني/كرار الأمين محمد اللجنة الشعبية الجديدة بالثورة الحارة 76- محلية كرري