الشعوب العربية المغلوب على أمرها لا تمتلك غير حدف زعاماتها بالأحذية ، هذا السيناريو حدث في مصر حينما تلقت صورة الرئيس المصرى المخلوع حسني مبارك أطنان من الجزم عقب آخر خطاب له على الشاشات الفضائية ، وكذلك فعل الشعب الليبي مع الطاغية معمر القذافي عقب خطاب ( زنقة زنقه ) ، طبعا الناس الغلابى في كل مكان ليس لديهم وسيلة للتعبير عن الغضب والقرف سوى بهذه الطريقة الدراماتيكية ،والضرب بالجزمة تعد في الخطاب الجمعي للشعوب من أكثر الوقائع إهانة للإنسان ، لكن في نفس الوقت فإن الحذاء يعد علامة للرجل الأنيق ، ويقال أن المرأة أول ما يشد انتباهها في هندام الرجل حذائه ، فإذا كان ما ينتعله مهكعا ومرقعا فهو رجل ( أي كلام ) زي حالاتي ، صدقوني هذه ليست تريقة مبطنة ان عقول النساء مسطحة تشبه ( اللي ما تتساماش) ، لكن مسالة قياس الاناقة بالحذاء يؤكدها خبراء الموضة وقد سبق وأن ذكر هذه المعلومة في برنامج تلفزيوني موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب،وفي بلاتوهات هوليود يلعب الحذاء دورا هاما عند إختيار الممثلين الجدد ، لكن لدى سؤال لئيم من رجل لئيم حد الافراط هل يمكن ان تلعب الجزمة بنت اللذين دورا في منافسات التوظيف في السودان خصوصا ان هناك مئات الألوف من العاطلات والعاطلين ، المفارقة المحزنة ان جميع هؤلاء تكون أحذيتهم قد دابت وتآكلت من المشي والشهلتة في الشوارع بحثا عن وظيفة تسد الرمق ، وفي الراهن يمكن ان تكون الجزمة اللعينة واحدة من أسباب خراب البيوت من ( قولة تيت ) وفيما يحكى ان عروسا جزائرية طلبت الطلاق في ليلة العمر لأن عريس الغفلة حضر الى الحفل وهو ينتعل حذاء قديم ، الحكاية وما فيها ان الرجل تعرض الى عملية سطو وهو في طريقة الى قاعة العرس فأستعان بجزمة راعي أغنام ولما شاهدته عروس الغفلة على تلك الهيئة ولولت وطلبت الطلاق وتم لها ما أرادت ، ، وفي الزمن الجميل كان مركوب جلد النمر من علامات الوجاهة والمنجهة في السودان،في الراهن اتحدى اي جعيص يلبس نعالاً من جلد الاصلة او التمساح ويسافر الى دولة متشددة في مسألة حقوق الحيوان وعندها سوف يصبح ملطشة، وحدثني زميلنا وصديقنا علي فقندش أشهر محرري الصحافة الفنية في الوطن العربي ان صداقته للفنان محمد عبده بدأت حينما سرق حذاء هذا الفنان من اجل شد انتباهه وبعد ان انتهى عبده من وصلته الغنائية لم يجد حذاءه وكان يريد العودة الى منزله حافياً وعندها تقدم فقندش للفنان عبده بحذائه فأكل علقة ساخنة من اهل العرس فرمى الحذاء وذاب في ازقة الحواري المعتمة ،وذكرت احصائية لمؤسسة مينتل المتخصصة في مؤشرات السوق ان المرأة لا تستطيع مقاومة حذاء انيق من شانيل او زيماس او مايك جوردان. وبالمناسبة من سوء حظ صاحبكم العبد لله أن زوجته مغرمة بشراء الاحذية ولكنها على كل حال لا تنتمي الى فصيلة قباقيب ام على قاتلة شجرة الدر بالقباقيب كما ورد في سرديات التاريخ ، وكله بأجره